تقرير إخباري: عباس يحضر جنازة بيريز ويصافح نتنياهو وسط انتقادات من معارضيه

رام الله/غزة 30 سبتمبر 2016 / شارك الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم (الجمعة)، في مراسم جنازة الرئيس الإسرائيلي الأسبق شيمون بيريز التي جرت في مدينة القدس وسط انتقادات من معارضيه.

وترأس عباس وفدا فلسطينيا رفيعا إلى مراسم الجنازة ضم أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، ووزير الشؤون المدنية في السلطة الفلسطينية حسين الشيخ، وعضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) ورئيس لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي محمد المدني.

ولدى وصوله إلى مكان مراسم الجنازة، صافح عباس ومرافقوه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزوجته.

وذكرت الإذاعة الإسرائيلية العامة، أن نتنياهو قدم شكره وتقديره لعباس على حضوره مراسم الجنازة.

وقال مسئول فلسطيني لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن مشاركة عباس جاءت بناء على دعوة من عائلة بيريز التي اتصلت به هاتفيا أمس الخميس وطلبت منه الحضور "كضيف للعائلة".

وحسب مصادر إسرائيلية، فإن عباس اجتمع على هامش الجنازة لوقت قصير مع عضو الكنيست ووزيرة الخارجية السابقة تسيفي ليفني التي سبق أن ترأست وفد التفاوض الإسرائيلي مع الفلسطينيين.

من جهتها، ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)، أن عباس التقى في مدينة القدس الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند وبحثا "آخر المستجدات على الساحة السياسية الإقليمية والدولية".

وحسب الوكالة، ثمن عباس "الدعم السياسي والاقتصادي الذي تقدمه فرنسا للشعب الفلسطيني"، مشيرا إلى أهمية حشد الدعم الدولي لعقد مؤتمر السلام الذي دعت إليه المبادرة الفرنسية قبل نهاية العام الجاري لحل القضية الفلسطينية.

ونقلت الوكالة عن هولاند "دعمه للرئيس عباس والموقف الفلسطيني الساعي لعقد المؤتمر الدولي"، مشددا على أن فرنسا عاقدة العزم على عقد المؤتمر الدولي للسلام قبل نهاية العام الجاري.

ورحب الرئيس الأمريكي باراك أوباما في كلمته التأبينية لبيريز بمشاركة عباس، واعتبرها "تذكير بعملية السلام التي لم تنجز بعد في الشرق الأوسط".

وشارك في جنازة بيريز كل من نائب رئيس الوزراء الأردني جواد العناني، ووزير خارجية مصر سامح شكري، وعدد من زعماء وقادة الدول.

واعتبرت حركة (فتح)، أن حضور عباس مراسم جنازة بيريز "تمثل رسالة السلام الفلسطيني للعالم".

وقال رئيس اللجنة الإعلامية في مفوضية التعبئة والتنظيم للحركة منير الجاغوب في بيان تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه، إن خطوة عباس "جزء من مسئوليات موقعه كرئيس لدولة فلسطين".

وأضاف الجاغوب، أنها تستهدف "قطع للطريق على نتنياهو في مشروع الترهيب الذي يمارس ضد السلطة الفلسطينية ومحاولات إسرائيل لإقناع العالم بأننا في جبهة لا تؤمن إلا بالعنف و السلاح ".

ورأى أن هذه المشاركة "تحمل أبعادا ورسالة سلام فلسطينية قوية للعالم تحديدا في هذه اللحظات التي يراقب فيها المجتمع الدولي بكل أهمية موقف دولة فلسطين المسئول الذي قد يكون الأكثر أهمية من بين كثير من الدول المشاركة".

في المقابل، أثارت مشاركة عباس في مراسم انتقادات من معارضيه.

واعتبر الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) فوزي برهوم في بيان صحفي تلقت ((شينخوا)) نسخة منه ذلك "لا يعبر عن الشعب الفلسطيني".

وجاء في بيان برهوم، أن هذه الخطوة من عباس "لا تعبر عن وعي الشعب الفلسطيني المؤمن بأن الطريق إلى تحرير فلسطين هو الجهاد والمقاومة".

وكانت حماس، دعت عباس إلى التراجع عن المشاركة في جنازة بيريز، واعتبرت أن تلك الزيارة "ستوفر غطاء للأطراف الأخرى للهرولة السياسية وتشجيعا لها للتطبيع مع الاحتلال ".

وشن أنصار حماس حملة انتقادات على عباس على مواقع التواصل الاجتماعي.

كما انتقدت الجبهة الشعبية اليسارية لتحرير فلسطين خطوة عباس، وقالت إنها "استمرار لوهن التأثير في المجتمع الإسرائيلي واستمرار في الرهان على ذات النهج والطريق الذي أنتج اتفاقيات أوسلو (للسلام المرحلي بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل عام 1993)".

وأضافت الجبهة في بيان صحفي تلقت ((شينخوا)) نسخة منه، أن مشاركة عباس في الجنازة "تخالف الإجماع الوطني الفلسطيني".

وفي السياق ذاته، تظاهر العشرات في غزة بدعوة من "حركة المقاومة الشعبية "(المقربة من حماس في غزة) وأحرقوا صورا لبيريز كتب عليها "قاتل" وأخرى للرئيس الأمريكي باراك أوباما.

وكان عباس قال في رسالة تعزية أبرقها أول أمس (الأربعاء) إلى عائلة بيريز، إنه بذل جهودا حثيثة للوصول إلى سلام دائم منذ اتفاق أوسلو وحتى آخر لحظة في حياته.

وأعرب عباس، عن حزنه وأسفه لوفاة بيريز، مشيرا إلى أنه كان شريكا في صنع سلام الشجعان مع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل إسحاق رابين.

وتوفي بيريز وهو أكبر رجال إسرائيل سنا، فجر أول أمس في مستشفي خارج تل أبيب بعد أسبوعين من إصابته بسكتة دماغية ، حسبما أكد متحدث باسم المستشفى لـ((شينخوا)).

ورحل بيريز أحد الشخصيات المحورية في الحياة السياسية الإسرائيلية عن عمر يناهز 93 عاما.

وتقلد بيريز خلال امتهانه العمل السياسي على مدى قرابة 70 عاما جميع المناصب تقريبا على الساحة السياسية بما فيها رئيس الدولة، ورئيس الوزراء لفترتين، ووزيرا الخارجية، ووزيرا الدفاع، ووزيرا للمالية، ورئيسا لحزب العمل، وزعيما للمعارضة بالبرلمان.

كما حصل بيريز الذي أسس البرنامج النووي الإسرائيلي، على جائزة (نوبل) للسلام في عام 1994 لدوره في إبرام اتفاقات السلام مع الفلسطينيين قبل ذلك بعام.

وتوقفت آخر مفاوضات للسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل في النصف الأول من عام 2014 بعد تسعة أشهر من المحادثات برعاية أمريكية من دون أن تسفر عن تقدم لإنهاء النزاع المستمر بينهما منذ عدة عقود.