بقلم عماد الأزرق
القاهرة 5 أكتوبر 2016 /قررت مصر والسودان رفع مستوى العلاقة بينهما لدرجة "الشراكة الإستراتيجية الشاملة". ونقل التليفزيون الرسمي يوم الأربعاء مراسم توقيع الرئيسين عبدالفتاح السيسي وعمر البشير، على وثيقة شراكة إستراتيجية شاملة بين مصر والسودان.
كما وقع الرئيسان على المحضر الختامي للدورة الأولى على المستوى الرئاسي للجنة العليا المشتركة بين البلدين، وشهدا توقيع عدد من اتفاقيات التعاون بين بلديهما في مختلف المجالات.
وكان السيسي قد دعا البشير في كلمة ألقاها عقب مباحثاتهما إلى إطلاق شراكة إستراتيجية شاملة بين بلديهما لتجسد العلاقات الوثيقة والروابط التاريخية العريقة الممتدة، وترسم الأطر اللازمة لإحراز التقدم في شتى مجالات العلاقات الثنائية، وبما يرسخ المصالح المشتركة بين البلدين.
وأضاف "نحتفل اليوم بتعزيز العلاقات المصرية السودانية عبر خطوات عملية واضحة وثابتة، بدأت بافتتاح منفذ "قسطل أشكيت" في أبريل 2015، وتواصلت بالافتتاح التجريبي لمنفذ "أرجين" الحدودي بين البلدين".
وأكد على أهمية بذل كل الجهد من أجل تذليل جميع العوائق والصعوبات التي تحول دون الانسياب الكامل لحركة السلع بين البلدين والتحرير الكامل للتجارة بينهما في إطار جهود تفعيل منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى وكذا في إطار السوق المشتركة لدول شرق وجنوب أفريقيا (الكوميسا).
ومن جانبه، قال الرئيس السوداني عمر حسن البشير علي إن افتتاح معبري "اشكيت - قسطل" خلال العام المنصرم و"أرقين" بالأمس القريب، يأتي كجسور ذات قيمة وأثر كبير للتواصل الحميم والتعايش السلمي والمجتمعي الذي ظل يزين حياة الشعبين عبر تاريخهم الطويل.
وأعرب البشير عن قناعته أن هذه المعابر لها فوائد مستقبلية كبيرة تتجاوز البلدين إلى الانفتاح الموجب تجاه إقليمها الإفريقي وامتداداتها العربية إلى أوروبا وغيرها من التجارب الشجاعة الرائدة وتطويرها ودعمها لكي تؤدي مهامها في سهولة ويسر وتفي بالأغراض المرجوة منها.
وأكد على أهمية الدفع المشترك لإنفاذ اتفاقية الحريات الأربع الموقعة بين البلدين كخطوة لازمة ترفع الحواجز أمام التواصل الشعبي وتزيل الصعاب والعوائق أمام مواطني البلدين.
وكانت مصر والسودان قد وقعتا في عام 2004 اتفاقية الحريات الأربع والتي تضمن حرية التنقل والإقامة والعمل والتملك بين مواطني البلدين.
ونقلت وكالة أنباء ((الشرق الأوسط)) عن السفير علاء يوسف المتحدث باسم الرئاسة المصرية قوله إن "اجتماع اللجنة العليا المشتركة شهد تباحثاً حول عدد من الموضوعات المتعلقة بالعلاقات الثنائية، وخاصة تطلع مصر لزيادة التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين".
وأوضح يوسف أن الجانبين أكدت على أهمية النظر في إزالة عدد من العوائق التجارية القائمة بين البلدين، ومواصلة تنسيق المواقف بين الجانبين في مختلف المحافل الإقليمية والدولية أخذاً في الاعتبار تطابق مصلحة الدولتين إزاء أغلب القضايا، ومن ضمنها ملف الأمن المائي.
وأكد الجانبان حرصهما على توثيق المصالح المشتركة التي تجمعهما بأثيوبيا، فضلاً عن تطلعهما لعقد قمة ثلاثية قريباً يتم خلالها الاتفاق على إطلاق مشروعات مشتركة وفقاً لما تم الاتفاق عليه في شرم الشيخ في فبراير 2016.
وعرض الوزراء من الجانبين خلال الاجتماع نتائج المباحثات التي تمت بينهما على مدار الأيام الماضية في 31 لجنة قطاعية منبثقة عن اللجنة العليا المشتركة.
وأسفرت الاجتماعات عن الاتفاق على تعزيز التعاون في مجالات التعاون السياسي والتجاري والزراعي والصحي والسياحي، بالإضافة إلى التعاون في قطاعات الاتصالات والكهرباء والتعليم العالي والبحث العلمي.
ومنح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يوم الأربعاء نظيره السوداني عمر حسن البشير وسام "نجمة الشرف" تقديراً لمشاركته بالوحدات العسكرية السودانية التي خدمت على جبهة القتال في حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر 1973.
جاء ذلك خلال مشاركة الرئيسين السيسى والبشير في العرض العسكري الذي أقيم بمقر الجيش الثاني الميداني بالتل الكبير بالإسماعيلية بمناسبة الاحتفال بذكرى نصر حرب أكتوبر.
تضمن الاحتفال عرضاً للأسلحة والمعدات التي استخدمتها مختلف أفرع القوات المسلحة خلال حرب أكتوبر، بالإضافة إلى أحدث منظومات القتال والأسلحة والمعدات العالمية والمحلية الصنع التي زودت بها الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة، فضلاً عن عروض لتشكيلات من طائرات القوات الجوية.
وقام الرئيسان السيسي والبشير بتفقد عناصر الوحدات المشاركة بالعرض.
وتحل يوم الخميس الذكرى الـ43 لحرب أكتوبر، والتي انتصر فيها الجيش المصري على الجيش الإسرائيلي واستعاد سيطرته فيها على سيناء المحتلة.