بكين 30 سبتمبر 2016 / اعلنت كوريا الجنوبية اليوم (الجمعة) تخصيص موقع جديد لنشر الدرع الصاروخي الامريكي في البلاد وسط معارضة قوية من المحليين وجيرانها بعد ايام قليلة من اعلان واشنطن تسريع عملية نشر النظام بحلول نهاية العام الجاري.
يبدو أن الخطوة الاخيرة التي قامت بها سول جاءت تحت ضغوط امريكية. وينبغي إلقاء اللوم على كلا البلدين معا. فلا يمكن دخول الدرع الصاروخي لنظام ثاد لكوريا الجنوبية بدون اذنها.
الا ان كوريا الجنوبية يجب ان تكون مدركة تماما ان ما يجلبه العم سام ليس مجرد درع صاروخي لحمايتها وانما يتخفي في شكل ذئب سيء كبير يعيث فسادا على ارضها، حيث ثبت ان السكان المحليين والدول المجاورة غاضبة بشأن ذلك.
النشر المرتقب لنظام ثاد سيتم تحت مبرر حماية امن كوريا الجنوبية لكنه في الحقيقة يهدف الى حماية القوات الامريكية المتمركزة على اراضي البلاد.
والقول بان نظام ثاد قادر على مواجهة التهديدات النووية والصاروخية من جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية مجرد خدعة. فنظام ثاد ليس ضمانا ماديا لامن كوريا الجنوبية، وانما هو لعنة.
والوضع الحالي في شبه الجزيرة الكورية مضطرب للغاية بالفعل. فلا كوريا الديمقراطية او كوريا الجنوبية زائد الولايات المتحدة يرغبون بالهزيمة. ووصول ثاد سيتسبب في تصاعد المواجهة العسكرية بين الجانبين وسيعرض شبه الجزيرة للخطر.
ونشر نظام ثاد سيحدث خللا في التوازن الاستراتيجي الاقليمي وسيدفع الدول المجاورة لاتخاذ اجراءات مضادة وستتدهور علاقات كوريا الجنوبية بجيرانها، حسبما قال وو ري تشيانغ الاستاذ المساعد في كلية الدراسات الدولية بجامعة رنمين الصينية.
ان تعريض كوريا الجنوبية نفسها للخطر من اجل نشر النظام المضاد لصواريخ الذي لا يمكنه حتى حماية مدينة سول والتضحية بأمن البلاد بأكملها وشعبها، ليس نتائج تأمل السلطات الكورية الجنوبية برؤيتها.
ولا شك ان دخول نظام ثاد لاراضي كوريا الجنوبية سيلزم البلاد باتباع الطريق الامريكي وسيحولها للعبة في يد امريكا واداة تحقق بها اعادة التوازن والسيطرة على منطقة آسيا الباسيفيك.
من الواضح ان نشر نظام ثاد خطوة رئيسية تتخذها الولايات المتحدة لبناء النسخة الاسيوية من حلف الناتو وخطوة هامة ايضا لبناء نظام مضاد للصواريخ في منطفة غرب الباسيفيك، في حين ان النظام قادر على الوصول لليابان او دول اخرى.
وحذر محبو السلام في كوريا الجنوبية من ان نشر نظام ثاد سيحول البلاد لمستعمرة عسكرية امريكية. وسيقسم المجتمع الكوري الجنوبي حيث نظم سكان محليون احتجاجات مرارا ضد نشره ويعلو صوت التساؤلات داخل اروقة حزب سينوري الحاكم باستمرار، كما تعارضه بشدة الاحزاب المعارضة.
وستجرى الانتخابات الرئاسية في كوريا الجنوبية في نهاية العام المقبل، وبالتأكيد سيكون نشر نظام ثاد موضوعا رئيسيا فيها.
ولا تزال أمام السلطات الكورية الجنوبية الوقت الكافي لاعادة النظر في القرار وجعل امن مواطنيها اولوية والتراجع عن قرارها الخاطىء ومنع نشر نظام ثاد.