الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> العالم
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

خبراء صينيون: قانون "جاستا" الأمريكي ضد السعودية... نتاج تنافس حزبي داخلي وتداعياته لن تكون فورية

2016:09:30.17:00    حجم الخط    اطبع

بكين 30 سبتمبر 2016 /حذرت السعودية يوم الخميس من "العواقب الوخيمة والخطيرة" لسن القانون الأمريكي المسمى بالعدالة ضد رعاة الأعمال الإرهابية "جاستا" ، داعية الكونجرس الأمريكي الى تجنبها.

ويتيح القانون للناجين من أحداث نيويورك وواشنطن 2001 وأقارب الضحايا الذين سقطوا في هذه الأحداث التقدم بدعاوى قضائية في المحاكم الأمريكية ضد حكومات أجنبية للمطالبة بتعويضات حال ثبوت تورط هذه الحكومات في الإعتداءات التي راح ضحيتها زهاء 3 آلاف شخص، ما أثار رد فعل شديد في أنحاء العالم.

وبدورهم، يرى الخبراء الصينيون أن القانون جاء على خلفية تصاعد المنافسة الحزبية بين الجمهوريين والديمقراطيين وخاصة مع بقاء شهرين فقط على إنطلاق انتخابات الرئاسة الأمريكية، متوقعين ألا يكون له تداعيات فورية على العلاقات الدولية رغم وجود مخاوف من تدهور العلاقات الأمريكية - السعودية ومن حدوث خلل في مكافحة الإرهاب.

-- اعتماد القانون...نتاج المنافسة الحزبية في عام الانتخابات

فقد صوت مجلس النواب الأمريكي بأغلبية 348 صوتا مقابل 77 لصالح الاعتراض على حق نقض القوانين الممنوح لأوباما .وجاء ذلك بعد ساعات من تصويت مجلس الشيوخ بأغلبية 97 صوتا مقابل صوت واحد لصالح الاعتراض على رفض أوباما للقانون، الذي أصبح قانونا الآن.

وقال تشين تيان الخبير في الشؤون العربية بمعهد الصين للعلاقات الدولية المعاصرة إن سن الكونغرس للقانون بأغلبية ساحقة لتعطيل "فيتو" الرئيس الأمريكي، "جاء خارج توقعاتنا، وهو تصرف غير عقلاني وغير مدروس."

وأوضح أنه "جاء نتاجا للصراع المتصاعد والمنافسة الحادة بين الديمقراطيين الذين يحكم أوباما المنتمى إليهم البيت الأبيض والجمهوريين الذين يسيطرون على الكونغرس،" وخاصة في الشهرين الآخرين قبل إجراء الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر القادم.

يذكر أن الرئيس أوباما استخدم في ولايتيه منذ عام 2009، حق الفيتو 13 مرة، وهذه هي المرة الأولى التي يقوم فيها الكونغرس بتعطيل الفيتو الصادر عنه.

وأشار تشين إلى أن هذا الأمر جعل أوباما والحزب الديمقراطي "في وضع محرج ومهين"، مضيفا أن "الجمهوريين حملوا الإدارة الديمقراطية مسؤولية تدهور الوضع الأمني في الولايات المتحدة خلال الأعوام الماضية، والهدف من ذلك إثارة شكوك الناخبين إزاء المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون التي عملت في السابق وزيرة للخارجية وارتكبت أيضا بعض الأخطاء الأمنية في حماية أرواح الأمريكيين،وذلك قد يرفع من إمكانات المرشح الجمهوري دونالد ترامب في المنافسة الانتخابية".

أما وو بينغ بينغ الخبير في شؤون الشرق الأوسط بجامعة بكين، فقد أكد أن القانون يبرز أن موضوع الأمن يقع في بؤرة اهتمام الأمريكيين .

ولكنه أشار إلى أن مسيرة تطبيق القانون، وخاصة في الولايات المتحدة التي تحتاج كل خطوة سياسية فيها إلى مناقشة ومناظرة متكررة، تعد مسيرة قضائية. ومن ثم، مازالت هناك مسافة طويلة قبل رفع دعاوى حقيقية وقبل تحديد التفاصيل الإجرائية.

واتفق معه في الرأى تشين، قائلا إن "مقاضاة دولة ذات سيادة أمر لم يحدث لأي بلد من قبل في العالم، وقد يتطلب الأمر عدة أعوام لتحديد التفاصيل الإجرائية، وإن تأثيره الرمزي حتى الآن أكبر من تأثيره الفعلي".

-- التداعيات على العلاقات الدولية محدودة

وقوبل قانون "جاستا" بمعارضة من قبل العديد من الدول وخاصة في منطقة الشرق الأوسط، في ظل استشعارهم للخطر الذي يشكله هذا القانون على العلاقات الدولية. واتفق الخبراء الصينيون في أن خيار الولايات المتحدة "غير واقعي" وسيجعلها تواجه تداعيات لا مثيل لها. وقد أكدت مقالة نشرت في صحيفة ))قوانغ مينغ(( الإخبارية أن "الأمر قد يرتد على الولايات المتحدة نفسها"، لأن السعودية تعد أهم شريك لها في الشرق الأوسط وخاصة في الحرب على الإرهاب.

وترتبط واشنطن والرياض بعلاقات وثيقة تقوم على النفط والتسليح والأمن، ولكنها شهدت تباينا خلال عهد أوباما وخاصة مع التقارب الذي حدث بين واشنطن وطهران في ظل الاتفاق النووي الإيراني .

وحذرت وسائل الإعلام الصينية من أن هذا القانون قد يكون له "تأثير سلبي على جميع الدول، بما فيها الولايات المتحدة" وذلك "لأنه منذ الحرب العالمية الثانية، انتهجت الولايات المتحدة سياسة تدخلية تجاه العديد من الدول تحت ذرائع مختلفة، وكثفت من تواجدها خارج البلاد. وسيثير قانون "جاستا" الشكوك وقد يدفع على سبيل المثال لا الحصر الدول الأخرى إلى اتخاذ إجراءات ضد الدبلوماسيين والجنود وحتى رجال الأعمال الأمريكيين.

وقالت شبكة ((تنسنت)) الإخبارية إن القانون قد يعرقل الوضع الأمني للمواطنين الأمريكيين، بدلا من حماية أرواحهم.

وعلى الصعيد المالي والاقتصادي حيث كانت السلطات السعودية قد هددت ببيع سندات خزانة وأصول أخرى بالولايات المتحدة تتجاوز قيمتها 700 مليار دولار أمريكي، ذكر تشانغ لي جون الخبير المالي بشبكة ((توه تياو)) الإخبارية أن السندات الأمريكية تواجه وضعا صعبا الآن، حيث قامت الصين واليابان ببيع ما تحملاه من سندات خزانة أمريكية في الأرباع الثلاثة الماضية على التوالي. ومع كون السعودية أحد أكبر حاملى سندات الخزانة الأمريكية، فإن تهديدها بسحب الأموال شكل تحديا جديدا كبيرا للسوق الأمريكية.

وفي هذا الصدد، توقعت مقالة نشرتها شبكة ((تنسنت)) أن الأفعال الانتقامية المالية من الجانب السعودي ستترك تأثيرات أكبر علي السعودية منه على الولايات المتحدة، وخاصة على خلفية انخفاض سعر النفط في العالم، مستبعدة اتخاذ السعودية لأي إجراءات مالية فورية.

وأكد وو بينغ بينغ أن آلية التعاون بين الولايات المتحدة والسعودية وغيرها من شركائها في المنطقة مازالت فعالة لأنها تقوم على المصالح المشتركة وأن الموافقة على قانون "جاستا" ليس سوى حدث فردي ولن يضر بآلية التعاون بينهما بشكل فوري ومباشر.

/مصدر: شينخوا/

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×