26 سبتمبر 2016/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ نظمت جامعة بكين بالإشتراك مع وزارة الشؤون الإسلامية السعودية يومي 24 و25 سبتمبر الحالي ندوة بحثية تحت عنوان "التبادل الثقافي والتواصل بين الحضارات"، حضرها نحو 70 باحثا صينيا وأجنبيا من أكثر من 40 مؤسسة وهيئة بحثية دولية إلى جانب دبلوماسيين صينيين سابقين وأجانب لمناقشة قضايا الحوار الحضاري بين دول العالم.
وخلال حفل إفتتاح الندوة، قدم مستشار الوزير المشرف على برنامج التبادل المعرفي في بوزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في المملكة العربية السعودية عبدالله لحيدان مداخلة حول مفهوم العلاقات الدولية في الإسلام، حيث تحدّث عن تأكيد الإسلام على قيم السلم والحوار والتعاون والإحترام المتبادل بين الحضارات، وضرب على ذلك مثل العلاقات الجيدة التي عرفها المسلمون منذ القدم مع الصين وغيرها من الحضارات الآسيوية، وأشار عبدالله إلى التحديات التي يعيشها المسلمون سواء بسبب تفشي بعض الافهام المغلوطة للدين التي تسببت في بروز ظاهرة التطرف والإرهاب، أو ظاهرة التخويف من المسلمين والإسلام في وسائل الإعلام الغربية وهو مابات يعرف بـ "الإسلاموفوبيا"، ماعزز سوء الفهم للإسلام والمسلمين وربط الإسلام بالعنف والتطرف، وأكد ممثل وزارة الشؤون الإسلامية السعودية على ضرورة فتح قنوات التواصل والحوار بين مختلف الثقافات والحضارات لإزالة سوء الفهم والمفاهيم المغلوطة والتعاون من أجل بناء عالم يسوده السلم والرخاء، وقال إن مستوى الترابط غير المسبوق الذي باتت تشهده دول العالم في الوقت الحالي من خلال تقدم العولمة، قد جعل المشاكل الداخلية لمنطقة او دولة ما تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر في بقية دول العالم، ما يستدعي مجهودا مشتركا وحوارا صادقا بين مختلف الدول والحضارات لمعالجة المشاكل التي تهدد السلم المشترك.
وفي حلقات النقاش التي نظمتها ندوة "التبادل الثقافي والتواصل بين الحضارات" في 24-25 سبتمبر الجاري بجامعة بكين، قدم الباحثون ورقات بحثية حول عدة قضايا في الحوار بين الحضارات، مثل التعايش بين الكونفوشيوسية والإسلام في الصين، الدراسات المقارنة بين المفكرين الدينين الصينيين والمسلمين، وأوضاع الأقليات الدينية والتبادل الثقافي وغيرها من المواضيع.
يذكر أن جامعة بكين أسست كلية اللغة العربية في عام 1946 وتعتبر أول جامعة صينية تؤسس اختصاص اللغة العربية. وعلى إمتداد 70 عاما، عملت جامعة بكين على تعليم ودراسة الثقافة واللغة العربية، وتخرج فيها نحو ألف إطار يشتغلون في مجالات الدبلوماسية والتجارة والتبادل الثقافي وغيرها.