بغداد 29 سبتمبر 2016 / أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي اليوم (الخميس) التوصل إلى المرحلة النهائية لبدء معركة استعادة مدينة الموصل شمال بغداد من تنظيم الدولة الإسلامية، وذلك بعد لقاء مع رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني في العاصمة العراقية.
وقال العبادي في مؤتمر صحفي مشترك مع بارزاني اليوم في بغداد "إن معركة تحرير الموصل مهمة وحاسمة، وبهمة المقاتلين من جيش وشرطة وحشد شعبي وعشائري وبيشمركة (القوات الكردية) سنحقق الانتصار".
وتابع أنه "تم التوصل إلى المرحلة النهائية لاستعادة مدينة الموصل من سيطرة التنظيم الإرهابي"، وذلك بعد اجتماع موسع عقده مع وفد إقليم كردستان برئاسة بارزاني.
وأضاف "أن الأمور تسير وفق الجداول المعدة وسيتم تحديد ساعة الصفر وفق الظروف الميدانية من قبل القائد العام للقوات المسلحة العراقية".
وأكد أن قوات البيشمركة الكردية جزء من المنظومة الأمنية العراقية.
وطالب العبادي بعد استغلال معركة الموصل في النزاع على الأرض، قائلا إنه "من الضروري أن لا يكون الهدف من المعركة هو النزاع على الأرض إنما تحرير الناس من بطش عصابات داعش".
وشدد على حرصه على حل جميع القضايا العالقة مع إقليم كردستان، معتبرا أنه "طال أمدها"، داعيا إلى مصالحة مجتمعية وسياسية وتغليب المصالح العليا للبلاد.
من جانبه، قال بارزاني إن "هناك أولويات مشتركة لدحر الإرهابيين وتطهير كل أرض العراق من هؤلاء الإرهابيين، وهناك تنسيقا جيدا بين قادة القوات المسلحة العراقية مع إخوانهم البيشمركة، وقد وضعوا خطة محكمة لتحرير الموصل".
وخاطب بارزاني أهالي الموصل، قائلا "أطمئن إخواننا في مدينة الموصل بأن مستقبلهم آمن وسيتم تحريرهم من ظلم واستبداد الإرهابيين من تنظيم داعش".
وشدد على أن زيارته اليوم إلى بغداد تأتي لإبداء الاستعداد الكامل للتعاون مع رئيس الوزراء حيدر العبادي لحل جميع المشاكل العالقة، مؤكدا أن الإقليم ينظر إلى بغداد على أنها العمق الاستراتيجي له.
وتأتي تصريحات العبادي وزيارة بارزاني إلى بغداد بعدما تحدثت تقارير في الآونة الأخيرة عن التوصل إلى اتفاق عسكري وسياسي بين بغداد وإقليم كردستان وواشنطن للتنسيق في معركة استعادة الموصل ومرحلة ما بعد تنظيم الدولة الإسلامية.
ويطالب الأكراد منذ عدة أسابيع، بحسب هذه التقارير، بإبرام اتفاق سياسي مع بغداد قبل البدء بعمليات تحرير الموصل حول شكل الإدارة المحلية المقبلة في الموصل بعد طرد تنظيم الدولة الإسلامية، ومستقبل المكونات الدينية والقومية في المدينة, وكذلك أوضاع النازحين واللاجئين، مع رفضهم سحب قوات البيشمركة من المناطق المتنازع عليها مع بغداد.
كما تأتي غداة إعلان الحكومة العراقية عن طلبها من الولايات المتحدة زيادة عدد المستشارين والمدربين الأمريكيين لمساعدة قواتها في تحرير مدينة الموصل، لافتة إلى أن واشنطن وافقت على الطلب.
على صعيد متصل، أفاد مصدر عسكري عراقي رفيع المستوى وكالة أنباء ((شينخوا)) بأن خطة تحرير الموصل التي أعدتها قيادة العمليات المشتركة بالتنسيق مع قوات البيشمركة تقضي بأن تقوم القوات الكردية بتحرير المناطق الواقعة من جهة إقليم كردستان في شرق وشمال الموصل بدعم طيران التحالف الدولي والطيران العراقي، فيما تقوم القوات العراقية بتحرير المناطق التي تقع من جهتي الجنوب والغرب لمدينة الموصل.
ووصل بارزاني اليوم إلى بغداد في أول زيارة له للعاصمة العراقية منذ أربع سنوات، بسبب الخلافات مع الحكومة المركزية السابقة حول قانون النفط والغاز، ورواتب قوات البيشمركة، وحصة إقليم كردستان من الموازنة العامة، والمناطق المتنازع عليها.