دمشق 20 سبتمبر 2016 /أكد حسين جابر انصاري مساعد وزير الخارجية الإيراني للشئون العربية والافريقية اليوم (الثلاثاء) أن الغارات الجوية بقيادة الولايات المتحدة الامريكية على مواقع عسكرية سورية في محافظة دير الزور (شرق سوريا) "ليست صدفة".
وقال انصاري، في مؤتمر صحفي بدمشق في ختام زيارته لسوريا، إن " العدوان الأمريكي يضع علامات استفهام على حقيقة التوجهات والنيات السياسية المعتمدة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية "، لافتا إلى أن " هذا العدوان لا يمكن أن يكون مصادفة ويدل على أن بعض الأطراف ما زالت مصرة على اللعب على وتر التنظيمات الإرهابية ".
وأضاف " إذا استمرت هذه الطريقة في التعاطي مع الأمور نعتقد أن ليس هناك أدنى إمكانية لنجاح أي مشروع من مشاريع وقف الأعمال القتالية في سوريا ".
واعتبر أنصاري أن الشرط الأساسي لنجاح أي مشروع لوقف الأعمال القتالية هو توافر النيات الصادقة والحقيقية من قبل كل الأطراف المعنية في التصدي الجدي للتنظيمات الإرهابية ولا سيما من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.
وأكد أنه لا يمكن لأي طرف أن يتشدق بموضوع وقف الأعمال القتالية من جهة ويلعب بشكل تكتيكي بالورقة الإرهابية من جهة أخرى.
وأوضح أنصاري أن بلاده ترحب على الدوام بالتوصل لأي وقف جدي وحقيقي للأعمال القتالية في سوريا لأن ذلك سيؤدي إلى بداية إيجاد حل سياسي للأزمة وخلق حركة منسجمة وموحدة في مجال مكافحة التنظيمات الإرهابية.
وأشار أنصاري إلى أن بلاده أكدت منذ بداية الأزمة أن الحوار بين السوريين هو السبيل الوحيد لحل الأزمة في سوريا بعيداً عن الحلول العسكرية، لافتاً إلى أن أي مشروع سياسي يحظى بترحيب الحكومة السورية سيلقى احترام وتأييد إيران.
في وقت سابق من هذا الأسبوع، هاجمت ضربات جوية بقيادة امريكية، على عدد من مواقع الجيش السوري في المنطقة الشرقية من دير الزور، مما أدى إلى مقتل أكثر من 90 جنديا وفتح فرصة للفريق من أجل المضي قدما في هذا المجال.
ويرى مراقبون أن وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه روسيا والولايات المتحدة، وقوض إلى حد كبير بسبب تلك الغارات الجوية التي تقودها امريكا، والتي زعمت واشنطن انها "غير مقصود".
واعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة، يوم الاثنين، عن انتهاء مفعول سريان نظام الهدنة في سوريا بموجب الاتفاق الذي تم التوصل اليه أخيرا بين موسكو وواشنطن، متهمة "مجموعات مسلحة" بارتكاب خروقات" وشن "اعتداءات" على مناطق سكنية ومواقع عسكرية في عدة مناطق، ما استدعى قيام الجيش بالرد على ذلك.