تقرير إخباري: يوم صيني .. في نقابة الصحفيين المصرية يعكس العلاقات المتميزة بين البلدين

بقلم/ عماد الأزرق

القاهرة 20 سبتمبر 2016 / أقامت نقابة الصحفيين المصرية بالتعاون مع المركز الثقافي الصيني بالقاهرة "اليوم الثقافي الصيني" بمقر النقابة اليوم (الثلاثاء) بمشاركة عدد كبير من المهتمين بالشأن الصيني والعلاقات الثنائية.

في البهو الرئيس لنقابة الصحفيين المصريين أقيم معرض للصور تحت عنوان "الصين الجميلة" يضم مجموعة من أبرز الصور المعبرة عن جمال الطبيعة في الصين، والتطور الكبير والمذهل الذي تشهده المدن الصينية المختلفة، وصور التنمية الصناعية وخاصة الصناعات التقليدية.

ومن أبرز صور المعرض صورة السيد شيلانسونغ والذي لم يتوقف على مدار (25 عاما) عن نقل الاطفال من القرى إلى المدرسة بقاربه الصغير، وحصل على لقب "أجمل المعلمين خلقا في المناطق الريفية" على مستوى الدولة، وصورة لنحو 800 طالب رسموا بأجسادهم شكل الدولفين وعبارة "حماية البحار" على رمال شاطئ بحر "بتشيان شويوان".

وأبدى الحضور اعجابهم الشديد بالمعرض وما يبرزه من ملامح جمالية في الواقع الصيني المعاصر سواء كان طبيعيا أو بشريا.

وفي قاعة السينما بالنقابة عرض فيلما تسجيليا عن مدينة "هانغتشو" والتي استضافت أخيرا قمة مجموعة العشرين G20، مبرزا الطبيعة الخلابة بالمدينة وملامح الجمال فيها، وكذلك مؤهلاتها الاقتصادية والتكنولوجية وأهم ما تتميز به.

كما قدم على مسرح النقابة عرضا لرياضة الـ "وو شو" أو "الكونغ فو"، مصحوبا بالموسيقى الصينية المميزة، وهو ما لاقى اعجابا كبيرا من الجانب الحضور.

وعقدت ندوة حول قمة مجموعة العشرين، التي استضافتها الصين أخيرا، وشارك فيها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي كضيف شرف بدعوة من الرئيس الصيني شي جين بينغ.

وأكدت الدكتورة تشن دونغ يون المستشار الثقافي بالسفارة الصينية بالقاهرة، على أهمية مشاركة الرئيس السيسي في قمة العشرين وزيارته للصين.

وأكدت تشن أنه سيكون لتلك الزيارة مردود ايجابي كبير ونتائج مستقبلية مهمة على العلاقات المصرية - الصينية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والتكنولوجية.

وأشارت إلى أهمية التعاون الثقافي بين مصر والصين، مشيرة إلى العديد من الفعاليات الثقافية التي اقيمت على هامش عام الثقافة المصرية - الصينية، مؤكدة أن هذا الزخم الثقافي سيستمر حتى ببعد نهاية العام الثقافي.

وشارك الرئيسان شي والسيسي في اطلاق عام الثقافة المصرية - الصينية في الاحتفالية التي اقيمت لهذا الغرض بمدينة الأقصر في يناير الماضي خلال زيارة الرئيس الصيني لمصر.

وكان الرئيسان قد اتفقا خلال لقائهما ببكين في ديسمبر من عام 2014 على ان يكون عام 2016 هو عام الثقافة المصرية - الصينية.

وأكدت الدكتورة ناهد عبدالله استاذ اللغة الصينية بجامعة عين شمس على أهمية اختيار مصر للمشاركة بقمة العشرين، ومغزى هذا الاختيار، والذي يؤكد على الدور المحوري الاقليمي الذي يمكن أن تضطلع به مصر سياسيا واقتصاديا، موجهة الشكر للرئيس الصيني على هذه الدعوة.

وأعربت عبدالله عن أملها في أن تكون دعوة الصين لمصر للمشاركة بقمة العشرين رسالة للعالم للانتباه لأهمية مصر والاستثمار فيها، ومساعدتها على تخطي المرحلة الحرجة التي تمر بها حاليا.

وطالبت بضرورة الاستفادة المصرية من التجربة الصينية، خاصة تجربتها التنموية، لافتة إلى وجود تشابه كبير بين الظروف المصرية والصينية، وهو ما يجعلها الأقرب للتطبيق.

وأبرز الدكتور ناصر عبدالعال استاذ اللغة الصينية، المستشار السياحي السابق بسفارة مصر ببكين، دلالة مشاركة مصر بقمة العشرين باعتبارها تمثل ثقل مهم في الشرق الأوسط لايمكن اهمال دوره في تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي في المنطقة.

ولفت عبدالعال إلى أن قمة العشرين شهدت ادراكا مشتركا من المشتركين بأن الاقتصاد الدولي يواجه أزمة حقيقية نتيجة الضعف في الطلب، وانكماش التجارة العالمية.

وأشار إلى اتفاق المشاركين بالقمة على روشتة العلاج التي تقدمت بها الصين لانعاش وبناء اقتصاد عالمي مترابط وابتكاري وشامل، والقضاء على الحمائية التجارية ، وتحقيق التنمية المستدامة بالتعاون بين كل دول العالم وبشكل يحقق العدالة والتوازن في القرارات الدولية.

من جانبه، أكد الكاتب الصحفي عادل صبري على التقارب والتداخل والامتزاج الثقافي التاريخي بين الصين والعرب وفي القلب منهم مصر.

وشدد على تأثير هذا الامتزاج الثقافي الكبير على تعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي بين مصر والصين، بما يصب في صالح الشعبين ويحقق الاستفادة المشتركة.

ولفت إلى أن الصين لديها رغبة حقيقية على تعزيز التعاون مع مصر وايجاد صور جديدة ومتعددة لهذا التعاون، مشيرا إلى أن هذه الرغبة كثيرا ما تصطدم بصعوبات البيروقراطية المصرية.

وأشار إلى أهمية كون مصر نقطة محورية على طريق الحرير، وما يمكن أن يمثله مشروع تنمية قناة السويس من اضافة مهمة وحيوية لمبادرة "الحزام والطريق".

وأطلق الرئيس الصيني شى جين بينغ فى عام 2013 مبادرة الحزام الاقتصادى لطريق الحرير وطريق الحرير البحرى للقرن الحادى والعشرين، وهما شبكة للتجارة والبنية الأساسية التى تربط آسيا بأوروبا وافريقيا على طرق التجارة القديمة.

وكانت الصين قد وقعت على مذكرات تفاهم مع أكثر من 30 دولة على مسارات مشروعات الحزام والطريق، ودعا تشانغ إلى حسن تنفيذ مذكرة التفاهم وتطوير نمط للتعاون يحقق المنفعة المتبادلة.