في قمة مجموعة العشرين في سان بطرسبرج، أكدت الصين على ضرورة أن تتبنى مختلف الدول رؤى طويلة وبعيدة المدى، والاجتهاد في تشكيل اقتصاد العالم المتمثل في التنمية الابتكارية والنمو المشترك من خلال التعاون وتحقيق المصالح المندمجة للدول المختلفة، والمحافظة على تطوير الاقتصاد العالمي المنفتح بشكل ثابت، وبناء شراكات اقتصادية وثيقة أكثر، وتحمل المسؤوليات التي ينبغي تحملها.
في قمة مجموعة العشرين في بريسبان، طرحت الصين ثلاثة مقترحات هي: "ابتكار طريق التنمية" و"بناء الاقتصاد العالمي المنفتح" و"تحسين حوكمة اقتصاد العالم". وتبنت هذه القمة "استراتيجية النمو الشامل" التي تشكل "حكمة الصين" 15% منها.
في قمة مجموعة العشرين في أنطاليا، أوضحت الصين آراءها في أوضاع اقتصاد العالم بشكل نظامي وعميق، وشرحت سياساتها وإجراءاتها لتعميق الإصلاح على نحو شامل وبناء النظام الجديد للاقتصاد المنفتح.
المفاهيم والخطط التي طرحتها الصين في الدورات المذكورة لقمة مجموعة العشرين لم تدفع وتعرف ببناء النظام الاقتصادي المنفتح الجديد في الصين وتحمي وتعزز مصالح الصين في العالم فحسب، وإنما أيضا أسست وحافظت على رابطة المصير المشترك لمجموعة العشرين وكتبت وصفة صينية للوحدة خلال المصائب والتعاون والفوز المشترك إزاء قضايا اقتصاد وأمن وتنمية العالم أيضا. وتعكس هذه الأصوات الصينية شعورها بالمهمة والمسؤولية باعتبارها دولة كبيرة، كما تعكس موقف الصين وعزمها على التنمية المشتركة ومشاطرة دول العالم في السراء والضراء.
لقد تغيرت علاقات الصين مع العالم تغيرا جذريا، وعندما أصبحت الصين أكبر كيان تجاري وأكبر اقتصاد في العالم، وأكبر شريك تجاري لأكثر من مائتي دولة ومنطقة في العالم، صارت العلاقات بين الصين والعالم "مشاركة في السراء والضراء". وترغب الصين، بل تستطيع، تحمل المسؤولية الدولية. إن الصين لا تلعب دورا إيجابيا في مجموعة العشرين فحسب، وإنما أيضا تلعب دورا أكبر في أنظمة الحوكمة الدولية الأخرى في العالم.
حفز القوة الحيوية لاقتصاد العالم
في الوقت الحالي، تشهد مجموعة العشرين نقطة تحول هامة، حيث يتراجع نمو اقتصاد العالم، وتعاني السوق المالية الدولية من عدم الاستقرار، وتشهد التجارة والاستثمار في العالم تقلبات، وما زالت مشكلة ارتفاع معدل البطالة بارزة، وتواجه مختلف الدول ظواهر عدم المساواة وعدم التوازن. من أجل حل هذه المشكلات البارزة والصعوبات، يحتاج العالم إلى مفاهيم مبتكرة للتنمية وإلى طرق تفكير جديدة لحوكمة اقتصاد العالم، وستقدم الصين مساهمات هامة في هذا الصدد.
في الأول من ديسمبر عام 2015، تولت الصين رئاسة قمة مجموعة العشرين، وألقى الرئيس الصيني شي جين بينغ خطابا، أوضح فيه أفكار الصين في استضافة قمة مجموعة العشرين، وحدد العنوان الرئيسي للقمة وهو "دفع تشكيل نظام الاقتصاد الدولي المبتكر والحيوي والمترابط والشامل". وتهدف القمة إلى سد حاجات الدول المختلفة للتنمية في ظل أوضاع الاقتصاد العالمي. حددت قمة مجموعة العشرين في هانغتشو عام 2016 أربعة موضوعات وهي "إبداع نمط النمو الاقتصادي" و"رفع فعالية الإدارة العالمية للاقتصاد والمالية في العالم" و"دفع التجارة والاستثمار العالمي" و"دفع التنمية الشاملة والمترابطة".
يهدف "الابتكار" إلى الدعوة لدفع التنمية بالابتكار، الذي يشتمل على الابتكار في العلوم والتكنولوجيا ومفهوم التنمية والنظام والآلية والنمط التجاري والإصلاح الهيكلي لخلق مصادر جديدة للقوة الحيوية لاقتصاد العالم. تهدف "الحيوية" إلى مواجهة تدهور نمو اقتصاد العالم والبحث عن طرق جديدة واستكشاف طاقة محركة جديدة وحفز القوة المحركة الجديدة. ويهدف "الترابط" إلى بناء وعي رابطة المصالح المشتركة ورابطة المصير المشترك ودفع وتقوية التعاون الاقتصادي الدولي معا، والتمتع المشترك بالفرص من خلال الاتصالات والتبادلات وتشكيل قوة متضافرة خلال التفاعلات الإيجابية. ويهدف "الشامل" إلى تضييق فجوة التنمية بين الدول المختلفة، ووضع دول الجنوب وجميع الناس في الاعتبار لتحقيق التمتع المشترك لشعوب العالم بفائدة نمو اقتصاد العالم.
بالنسبة للصين، فإن النجاح في استضافة قمة مجموعة العشرين لعام 2016 سيقدم اقتراحات مبتكرة ويقود جدول الأعمال لاقتصاد العالم وتوفير المنتجات العامة المفيدة للعالم، لإخراج نمو اقتصاد العالم من مسار الركود وإدخاله إلى مسار جديد للتنمية المدفوعة بالإبداع والمستدامة والقابلة للتمتع المشترك.