تحقيق إخباري: التعاون السينمائي بين إيطاليا والصين... محور نقاشات ندوة بين المتخصصين في البندقية

البندقية أول سبتمبر 2016 / كان التعاون السينمائي بين إيطاليا والصين موضوعا بارزا هنا يوم الخميس حيث دخلت الدورة الـ73 من مهرجان البندقية السينمائي يومها الثاني.

وذكر السكرتير العام للرابطة الوطنية الإيطالية لصناعات الوسائط المتعددة السمعية والبصرية والسينمائية ستيفانو بالاسون خلال المنتدى أن "النمو الهائل في صناعة السينما الصينية والجودة العالية لمسارحها يبرهنان على أننا لا نستطيع بحث مستقبل السينما دون أن نضع الصين في وسط الصورة".

وقد جرت على نطاق واسع مناقشة الوضع الحالي للتعاون بين البلدين وفرصه المستقبلية خلال هذا الحدث الخاص الذين أقيم بعنوان "التركيز على الصين".

وشارك متخصصون رفيعو المستوى ومسؤولون كبار من الجانبين في المنتدى الذي نظمته الرابطة بدعم من شبكة (شينخوانت) ووزارة الثقافية الإيطالية والمعهد الإيطالي للتجارة الخارجية- هيئة الترويج التجاري الإيطالية وذلك من بين جهات أخرى.

وتناوب العديد من المنتجين والعاملين في مجال السينما الحديث خلال المناقشات التي دارت في المنتدى الذي استمر يوما كاملا، لاستكشاف أفضل السبل لتدعيم العلاقات الصينية- الإيطالية وتحسين الإنتاج المشترك كما وكيفا.

ومن جانبه، قال مياو شياو تيان رئيس الشركة الصينية للإنتاج السينمائي المشترك أمام الحضور إن "السينما الإيطالية تتمتع بإمكانات هائلة في الصين".

و"لكن السوق الصينية ضخمة، والعديد من الأفلام الأجنبية تدخلها كل عام. وأفضل سبيل لتغلب (الشركات وصناع السينما من إيطاليا) على مثل هذه المنافسة العالية يكمن في زيادة مشروعات الإنتاج المشترك"، هكذا أوضح مياو.

ولفت مياو وخبراء صينيون آخرون إلى أن الصين سوف تستفيد أيضا كثيرا من العمل بصورة مكثفة مع الشركاء الأجانب.

وإن صناعة السينما الصينية، التي يصل إنتاجها في المتوسط إلى حوالي 600 فيلم سنويا، بحاجة إلى مساهمات من البلدان التي تحظى بتراث سينمائي قائم منذ زمن مثل إيطاليا لزيادة جودة أعمالها.

وأشار مياو إلى أن "شركات الإنتاج السينمائي الصينية بحاجة إلى زيادة تعاونها مع الشركاء الأجانب، وجلب المزيد من التكنولوجيات والشخصيات المهنية والخبرات من أنحاء العالم إلى الصين".

وأكد مسؤولون خلال المنتدى أن إيطاليا تتوق إيضا إلى توسيع التفاعل مع صناع السينما الصينيين وشركات الإنتاج الصينية.

والدليل الملموس على إرادة كهذه يتمثل في تأسيس مكتب دائم للرابطة الوطنية الإيطالية لصناعات الوسائط المتعددة السمعية والبصرية والسينمائية في بكين بدعم من المعهد الإيطالي للتجارة الخارجية- هيئة الترويج التجاري الإيطالية.

وصرح روبرتو ستابيل رئيس الإدارة الدولية للرابطة لوكالة أنباء ((شينخوا)) على هامش المنتدى بأن "المكتب الجديد في بكين يهدف إلى مساعدة المنتجين وصناع السينما الإيطاليين على دخول السوق الصينية، وأيضا إلى توجيه ومساعدة النظراء الصينيين الراغبين في القيام بأعمال إنتاج أو تصوير سينمائي في إيطاليا".

وبعد فترة وجيزة من تحقق مثل هذه المبادرة في مطلع يوليو، قام وزير الثقافة الإيطالي داريو فرانشيسكيني بزيارة للصين. وعاد ولديه تصور واضح "لفرص النمو الكبيرة أمام صناعات السينما الصينية والإيطالية من خلال التعاون المشترك"، على حد قوله خلال المنتدى.

وقال الوزير لـ((شينخوا)) إن "الصين لديها نمو ضخم في عدد دور السينما وجمهور الشباب، وهو وضع معاكس تماما عند مقارنته بإيطاليا".

وأضاف فرانشيسكيني "وعلى هذا النحو، يريدون زيادة وتنويع العرض الثقافي، وتولي صناعتهم اهتماما شديدا بإيطاليا والإنتاج المشترك مع إيطاليا في كل من الأعمال السينمائية والتليفزيونية"، مشيرا إلى أن "الإنتاج المشترك يتيح أيضا فرصة لجلب المزيد من الأعمال السينمائية الإيطالية إلى الصين، ولكن وفقا لاهتمامات واحتياجات جمهورها".