أولا، على عكس بقية المدن، قامت هانغتشو في بداية الألفية الجديدة بهدم السور الذي يحيط بالبحيرة الغربية، وألغت تذاكر الدخول، ومن ثم غدت أول مدينة صينية تلغي تذاكر الدخول إلى المناظر الطبيعية من صنف 5-أ. في المقابل، قامت عدة معالم طبيعية وأثرية أخرى برفع أسعار تذاكر الدخول من عشرات اليوانات إلى مئتين أو ثلاثمئة يوان. وقد هدفت هانغتشو من خلال هذه الخطوة إلى عدم التعويل على السياحة كقطاع أساسي، بل إعتمادها للدخول إلى قطاعات صناعية أخرى وتطوير صناعات جديدة.
بعد قرار إلغاء تذاكر الدخول إلى البحيرة الغربية، إرتفع عدد السائحين 2.1 مرة خلال 10 سنوات، وزادت مداخيل السياحة بـ 3.7 أضعاف لتتجاوز أكثر من مائة مليار يوان.
إرتفاع تدفق السياح إلى هانغتشو أسهم في دفع أعمال المطاعم والفنادق والتجزئة والمواصلات، ومن ثم تخلصت من الإعتماد الاحادي على عائدات التذاكر، وتمكنت من تحفيز كامل قطاع الخدمات.
تضاعفت سرعة نمو قطاع الخدمات في هانغتشو 9.3 مرة خلال 15 عاما، وهو مستوى أعلى بكثير من المدن السياحية الأخرى مثل شيآن وقويلين، اللتان تضاعفا فيهما نمو هذا القطاع قرابة 5 مرات خلال نفس الفترة.
النقطة الثانية، وهي الأهم: الآداء القوي لشبكة الإنترنت.
أسس مايون (جاك ما) شركة علي بابا عام 1999 بمدينة هانغتشو، وتحولت هذه الشركة في ما بعد إلى عملاق خدمات الإنترنت في الصين. ومن أبرز المظاهر على التأثير الكبير للإنترنت على الإقتصاد الصيني، نجد مدينتين صينيتين تسجلان مؤشرات تأسر العين في ظل التراجع الشامل للإقتصاد الصيني، وهما هانغتشو وتشونغ تشينغ. حيث حققت المدينتان نسبة نمو برقمين خلال النصف الأول من العام الحالي، وحلّتا تباعا في المرتبة الأولى والثانية على مستوى الصين.
تتمتع كل من هانغتشو وتشونغ تشينغ بمميزات خاصة، لذا يرى البعض أن "نموذج هانغتشو" و"نموذج تشونغ تشينغ" يمثلان طريقين مختلفين بالنسبة للإقتصاد الصيني.
يتمثل الإختلاف بين النموذجين في تركيز تشونغ تشينغ على قطاع التصنيع، في حين تعتمد هانغ تشو بشكل رئيسي على قطاع الخدمات.
ويكمن سر نجاح "نموذج تشونغ تشينغ" في نجاح المدينة في تحقيق التحول الصناعي، حيث أصبحت أكبر قاعدة لتصنيع السيارات في الصين، وتستحوذ على 40% من كمية الحواسيب المصنعة في العالم.
أما سر نجاح" نموذج هانغتشو" فيعود أساسا إلى قطاع الخدمات، وخاصة مختلف القطاعات ذات الصلة بالإنترنت، مثل مالية الإنترنت، التجارة الإلكترونية، البيانات الكبرى، وغيرها من القطاعات التي حققت نموا سريعا. إذ فاقت مساهمة إقتصاد المعلومات في نمو الناتج المحلي لهانغتشو 50% في عام 2015.
تعرف هانغتشو قديما بإسم "جنة الأرض"، أما الآن فباتت تعرف بإسم "الجنة والسيليكون فالي". يرمز إسم "الجنة" إلى المناظر الطبيعية الخلابة من جبال ومياه في هانغتشو، ويعبر السيليكون فالي عن الإبتكار والتقدم التكنولوجي في المدينة. ومع إحتضانها لقمة العشرين، ستتسلط أضواء العالم على هذه المدينة الحالمة، فلننتظر بشغف المظهر ستظهر به هانغتشو خلال القمة، والإنطباع الذي ستتركه لدى العالم.