تقرير إخباري: الصين والسعودية ... تقارب مستمر في العلاقات وتكامل متزايد في خطط المستقبل

بكين أول سبتمبر 2016 / خلال لقاء هام جمع بين الرئيس الصيني شي جين بينغ وولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في بكين يوم أمس الأربعاء, دعا الرئيس شي إلى بذل جهود مشتركة مع السعودية للتأكد من أن قمة مجموعة العشرين التي ستعقد يومي 4 و5 سبتمبر الجاري في مدينة هانغتشو ستنجح في تعزيز النمو الاقتصادي العالمي وتحسين الحوكمة العالمية، حيث من المقرر أن يشارك الأمير محمد بن سلمان، الذي يشغل أيضا منصب وزير الدفاع السعودي، في هذه القمة الهامة.

وشدد الرئيس شي على ضرورة أن تعمل الصين والسعودية على تقوية الثقة الإستراتيجية المتبادلة لمواجهة التحديات جنبا إلى جنب. وأضاف أن الصين تدعم السعودية في حماية أمنها واستقرارها, وتدعو الأطراف المعنية إلى ضمان الاستقرار والسلام الإقليميين, مسلطا الضوء على أهمية البناء المشترك لمبادرة "الحزام والطريق".

وقبل ذلك, وقعت الصين والسعودية يوم الثلاثاء 17 اتفاقية تعاون خلال الاجتماع الأول للجنة رفيعة المستوى, الذي عقد في بكين وترأسه نائب رئيس مجلس الدولة تشانغ قاو لي والأمير محمد بن سلمان, لتسيير تنسيق التعاون الثنائي. وتغطي الاتفاقيات مجالات السياسة والطاقة والمالية والاستثمار والإسكان والموارد المائية والرقابة على الجودة والعلوم والتكنولوجيا والثقافة.

وفي الواقع، تشهد العلاقات بين الصين والسعودية منذ فترة تبادلات مكثفة توجت بزيارة دولة قام بها الرئيس شي جين بينغ للسعودية في يناير الماضي، توصل خلالها إلى توافق في مجالات مختلفة مع ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز آل سعود. كما أعلن البلدان خلال الزيارة الارتقاء بالعلاقات إلى شراكة إستراتيجية شاملة وتشكيل لجنة تسيير رفيعة المستوى لتوجيه وتنسيق التعاون.

وفي هذا الإطار، قام وزير الخارجية السعودي عادل بن أحمد الجبير بزيارة إلى الصين ألقى خلالها كلمة يوم الأربعاء في جامعة بكين تحدث فيها عن "الرؤية الاقتصادية لعام 2030" والتعاون الصيني- السعودي تحت إطار مبادرة "الحزام والطريق" والعلاقات بين السعودية وبلدان أخرى مثل إيران والولايا ت المتحدة.

وفي كلمته, تحدث وزير الخارجية السعودي عن التعاون الثنائي قائلا إن "الصين والسعودية تربطهما مصالح مشتركة، فالصين هي أكبر مستهلك للطاقة،والسعودية هى أكبر مصدر للطاقة بالنسبة للصين، وفيما تعمل الصين على بناء مبادرة "الحزام والطريق"، ستلعب السعودية دورا حاسما فيها إذ تقع السعودية عند نقطة التقاء القارات الثلاث : إفريقيا وأوروبا وآسيا، كما إنها قريبة من أهم الممرات المائية الثلاثة في العالم وهي مضيق هرمز ومضيق باب المندب وقناة السويس، أما البحر الأحمر الذي تطل عليه السعودية فهو الممر الذي تمر عبره 10 في المائة من تجارة العالم".

وأشار الوزير عادل الجبير إلى أن الدولتين تتقاسمان فلسفة مشتركة، وألا وهي احترام وحدة السيادة، واحترام مبدأ التعايش الودي، واحترام مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين. وتلك هى جميع العوامل الأساسية للشراكة القوية للغاية القائمة بين البلدين. وقال إن "إقامة لجنة رفيعة المستوى لتسيير التعاون الثنائي بين الصين والسعودية ترمز إلى الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين بلدينا".

وفيما يتعلق بقمة العشرين, ذكر الوزير "أن ما يقع اليوم يؤثر علينا جميعا. فقضية الأزمة المالية التي شهدها العالم لديها تأثيرات علينا. فعندما تشهد منطقة معينة نزاعات سياسية، يشعر العالم بأسره بها. وإذا تفشي في إفريقيا مرض، قد ينتقل الفيروس إلى الشرق الأقصي. وإذا تفشى الفيروس في آسيا، قد ينتقل إلى أوروبا...فنحن مترابطين ببعضنا البعض ونريد ضمان مستقبل آمن مستقر ومزدهر. فأهدافنا فيما يتعلق بمجموعة العشرين مماثلة لأهداف الصين، ونريد ضمان تحقيق تنمية مستدامة".

وخلال اللقاء الذي جمع بين عادل الجبير ونظيره الصيني وانغ يي أمس الأربعاء, أشاد وانغ باللجنة رفيعة المستوى الصينية السعودية، قائلا إن تأسيس اللجنة يجعل العلاقات الثنائية تقف عند نقطة انطلاق, وذلك يعطى قوة دافعة جديدة للبناء المشترك لمبادرة"الحزام والطريق".

ومن جانبه، أعرب عضو مجلس الدولة الصيني يانغ جيه تشي خلال اجتماعه مع الأمير محمد بن سلمان عن اهتمام الصين الكبير بالتنسيق مع السعودية تحت إطار مجموعة العشرين، آملا في أن يبذل الجانبان والأطراف المعنية جهودا مشتركة في دفع قمة هانغتشو إلى النجاح.

على صعيد التبادل الثقافي والإعلامى ، قال تساي مينغ تشاو رئيس وكالة أنباء ((شينخوا)) خلال لقائه وزير الثقافة والإعلام السعودي عادل زيد الطريفي إن شركة ((شبكة شينخوا)) التابعة لوكالة ((شينخوا)) توصلت مع وكالة الأنباء السعودية إلى إعلان نوايا حول توسيع التبادلات والتنسيق بين موقعيهما الإلكترونيين, مضيفا أن ((شينخوا)) ترغب في تحقيق مزيد من التبادلات والتعاون من أجل الاضطلاع بدور إيجابي في دفع بناء "الحزام والطريق" وتعزيز الصداقة بين الشعبين الصيني والسعودي.

وبهذا،وفي إطار التواصل رفيع المستوى بين الصين والسعودية، يتوقع وو بينغ بينغ رئيس مؤسسة بحوث الحضارة الإسلامية بجامعة بكين أن يستقبل التعاون بين البلدين مرحلة جيدة.