قال مدير تنفيذي ببنك رائد إن الحمائية تبطئ الاقتصاد العالمي وتحتاج قمة مجموعة العشرين المرتقبة في هانغتشو الصينية إلى التركيز على التعاون الدولي الذى يعزز التجارة الحرة بين الدول.
وقال هوانغ شياو قوانغ، المدير التنفيذي لمجموعة البنك الأسترالي والنيوزيلندي فى الصين، إن القمة التي تجمع قادة الاقتصادات الـ20 الأكبر في العالم سوف تركز على مكافحة تباطؤ النمو الاقتصادي.
وأضاف في مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) في المقر العالمي لمجموعة البنك الأسترالي والنيوزيلندي في ملبورن "أعتقد أن التعاون لمواجهة القضايا العالمية معا سيكون النقطة الرئيسية على الجدول".
وتابع بقوله "اليوم في الاقتصاد العالمي ترى الحمائية مثلا تبطئ الاقتصاد العالمي وتخلق الكثير من المشكلات. وأعتقد أنه يجب على مجموعة العشرين، التي تمثل أهم الدول فى العالم، أن تعمل معا لجعل عالمنا أفضل".
وأشاد هوانغ بمبادرة الحزام والطريق للصين المعروفة بـ "طريق الحرير الحديث" بأنها حل عظيم لمواجهة تباطؤ النمو، واصفا المبادرة بأنها "فكرة عظيمة".
وأضاف " تقليديا، إننا نتاجر عبر الخطوط البحرية التي لا تزال مهمة للغاية، لكن مبادرة الحزام والطريق ستخلق حلا أو فرصة أخرى لباقى العالم للتجارة والمشاركة بشكل أفضل"، مؤكدا أن المبادرة "سوف تساعد الدول الواقعة على طول الطريق على المشاركة بشكل أفضل، لذلك لماذا لا ندعمها؟"
وتهدف المبادرة الى ربط قارات العالم القديم الثلاث آسيا وأوروبا وإفريقيا برا وبحرا من خلال شبكات بنية تحتية واسعة في حوالي 60 دولة بتكلفة متوقعة قدرها 8 تريليونات دولار أمريكي ما يصب في مصلحة تعزيز التضامن الاقتصادي في المنطقة.
ويقول المؤيدون إنها لو أصبحت واقعا، فإن كفاءة التجارة ستتضاعف بين الدول فى المنطقة.
وقال هوانغ، المدير التنفيذي السابق الذي خدم في سيتي بنك الصين وبنك أوف أمريكا ميريل لينش "إذا أخذت قطارا من تشونغتشينغ، وسط الصين، إلى هامبورغ فى ألمانيا، ستستغرق أسبوعين، أي أقل بكثير من الخط البحري"، مشيرا إلى أن السكك الحديدية تعتبر أكثر كفاءة بالنسبة للمنتجات عالية القيمة لأنها تعتمد على التحميل لذلك، ستقل الكلفة إذا ذهبت وعادت ممتلئة تماما.
وأعرب هوانغ عن اعتقاده بأن " الصين ناجحة في بناء البنية التحتية وتملك خبرة يمكن أن تشاركها مع الدول على طول الطريق. ولهذا السبب طرحت الصين مبادرة إنشاء بنك الاستثمار في البنية التحتية الآسيوية لإتاحة الفرصة للشركاء الدوليين للعمل معا لمساعدة الدول الأقل نموا".
وأضاف هوانغ أن الاقتصاد الصيني واصل نموه رغم التباطؤ الأخير، عازيا التباطؤ العالمي إلى مشكلات في الأسواق الأوروبية والأمريكية .
وقال لوكالة أنباء (( شينخوا)) " أوروبا ليست على ما يرام والولايات المتحدة لم تتعاف، وهما أكبر سوقيين في العالم، لذلك الاقتصاد العالمي ليس جيدا".
وأضاف أنه بالرغم من التباطؤ الصيني إلا أن الصين لا تزال تسهم بـ 6.7 بالمئة في النمو، إلا أن وجود محرك وحيد ليس كافيا (لدفع اقتصاد صحي عالمي)".
في الوقت نفسه، أشار إلى ضرورة تعافي أوروبا والولايات المتحدة بشكل كامل حتى يستعيد الاقتصاد العالمي عافيته مرة أخرى. وإلا سيواصل التباطؤ.
وأوضح هوانغ أن أهمية قمة مجموعة العشرين لا تنبع من قدرتها على تسوية القضايا الاقتصادية العالمية فقط، بل تعتبر فرصة كبيرة للصين لعرض نفسها أمام العالم كمكان عظيم للقيام بالأعمال التجارية أيضا، قائلا "أعتقد أنها فرصة ممتازة لتقديم الصين إلى شركائنا وإيجاد وسيلة لإعادة بناء الاقتصاد العالمي".
وأضاف " كما أنها فرصة جيدة لباقى العالم لفهم الصين بشكل أفضل، وكذا الحال بالنسبة للصين، وإيجاد أرضية مشتركة يمكننا نعمل عليها معا لمساعدة بعضنا البعض وإعادة بناء الاقتصاد العالمي."
ومن المقرر أن تعقد قمة مجموعة العشرين في 4 و5 سبتمبر المقبل بحضور قادة الاقتصادات الـ20 الأكبر في العالم.