بفيديو، السفير المصري لدى الصين مجدي عامر: التجربة الصينية تستحق أن نتعلم منها

نشرت صحيفة الشعب اليومية الصينية يوم 12 أغسطس في الصفحة الـ03 حوارا مع السفير المصري لدى الصين مجدي عامر، وفيما يلي موجز عن اللقاء.

عملت سفيرا لمصر في الصين منذ 3 سنوات. وهذه المرة الثانية التي أزور فيها الصين، بعد المرة الأولى التي كانت قبل 10 سنوات. خلال السنوات العشر الماضية، شاهدت التنمية في الصين، وشاهدت الكثير من التغيرات الإبجابية، وتحسن مستوى معيشة الشعب الصيني.

لقد عرفت الكثير من الأصدقاء الصينيين، ظلت صداقتنا مستمرة بشكل دائم، وشهدت عدة لحظات مهمة في التبادل المصري الصيني، أذكر منهما حدثين مهمين.

كان الحدث الأول في 3 سبتمبر من العام الماضي، حينما إحتفلت الصين بالذكرى السبعين لإنتصار الشعب الصيني في حربه على العدوان الياباني وإنتصار العالم على الفاشية. في ذلك اليوم، شارك 81 جنديا مصريا في الإستعراض العسكري الذي إنتظم في ساحة تيان آنمان، وهي المرة الأولى التي يشارك فيها الجيش المصري في إستعراض خارج مصر.

اما الحدث الثاني، فتمثل في زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى مصر في يناير الماضي. وحضوره إلى جانب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في إحتفالية الذكرى الـستين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية الصينية المصرية في ساحة معبد الأقصر وتدشين السنة الثقافية المصرية الصينية 2016.

تعود علاقات الصداقة بين مصر والصين إلى أكثر من 2000 سنة، حيث ربط طريق الحرير العريق بين البلدين. وعلى مدى الـ 60 سنة الماضية من تأسيس العلاقات بين البلدين، ظلت الصين ومصر تتبادلان الدعم والإحترام والثقة. وكانت السنتين الماضيتين ذاتا معاني إستثنائية بالنسبة للبلدين: حيث أعلن البلدان عن "المخطط الخماسي لتعزيز علاقات الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين الصين ومصر "، وإمضاء عدة إتفاقيات ثنائية للتعاون في مجال الطاقة الكهربائية، البنية التحتية، الإقتصاد والتجارة، الطاقة، المالية، الطيران، الثقافة والأخبار والعلوم والتكنولوجيا والتغير المناخي، كما تم تدشين المرحلة الثانية من منطقة قناة السويس للتعاون الإقتصادي والتجاري، وشهد محتوى الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين البلدين زيادة ملحوظة، وتعددت الزيارات بين قادة البلدين، حيث زار السيسي الصين مرتين، ومن المتوقع أن يشارك في قمة العشرين التي ستعقد في سبتمبر القادم بهانغتشو. وقد أسهمت علاقات الصداقة الجيدة بين البلدين في دفع التعاون بين الجانبين في مختلف المجالات.

تكتسي مبادرة "الحزام والطريق" التي طرحتها الصين أهمية كبيرة، وتوفر فرصا هامة للبلدين، كما يوجد تكامل بين المشاريع التي تطورها مصر في ممر قناة السويس الجديدة والحزام والطريق، وقد أمضى الجانبان "مذكرة تفاهم حول الدفع المشترك لبناء الحزام الإقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الواحد والعشرين"، ويجري في الوقت الحالي إنشاء عدد من مشاريع التعاون بين الصين ومصر في إطار إستراتيجية "الحزام والطريق"، كما تقوم عدة شركات صينية بإنشاء مشاريع ضخمة في البنية التحتية بمصر، مثل ممر قناة السويس الجديدة والعاصمة الإدارية الجديدة وغيرهما من المشاريع الكبرى. وتأمل مصر في أن تعزز تعاونها مع الصين في مجال الصناعة وقطاع التصنيع، و أن تواصل الصين مشاركتها في إنشاء البنية التحتية بمصر. من جهة أخرى، إنضمت الصين إلى بنك الإستثمار كعضو مؤسس وبنك التنمية لدول البريكس.

يقود الحزب الشيوعي الصيني الشعب الصيني للكفاح بشكل موحد، وقد حقق خلال مسيرته نجاحات أبهرت العالم، ومكّن الصين من التخلص من الفقر خلال مدة لا تتجاوز 30 سنة، وتحويلها إلى ثاني إقتصاد عالمي، وسطّر معجزة في تاريخ نمو المجتمع البشري. لذلك، توجد العديد من التجارب الصينية التي تستحق أن نتعلم منها.

رغم تراخي نمو الإقتصاد الصيني وسط ضعف تعافي الإقتصاد العالمي، إلا أن ذلك يبقى ظاهرة طبيعية بالنسبة للصين التي تمر بمرحلة إصلاح هيكلي. ونحن في مصر مهتمون بالصين، لأن التنمية الصينية ستؤثر على مصر وعلى غيرها من الدول.