غزة 5 أغسطس 2016 / يكثف البطل الأولمبي الفلسطيني حسام عزام تدريباته هذه الأيام للمشاركة في دورة الألعاب الأولمبية لذوي الاحتياجات الخاصة المقررة في البرازيل مطلع سبتمبر المقبل وسط إمكانيات مادية وفنية محدودة للغاية.
ويتدرب عزام (39 عاما) على فترتين يوميا في مكان لا يعد ساحة تدريب ولا ملعب بل عبارة عن ساحة رملية صغيرة وسط مدينة غزة تفتقد لأبسط المقومات الفنية والمواصفات الرياضية.
ومن المقرر أن يشارك عزام في مسابقة دفع الجله في أولمبياد البرازيل وهو اللاعب الفلسطيني الوحيد المقرر مشاركته في الحدث العالمي الخاص بذوي الاحتياجات الخاصة.
ويقول عزام لوكالة أنباء ((شينخوا))، إنه سينطلق في مشاركته من إرادته وعزيمته بتمثيل مشرف لفلسطين والمنافسة بقوة على نيل إحدى الميداليات بالرغم من كل ما يواجهه من مصاعب.
ويضيف إنه يؤمن بأن الإصرار والعزيمة هما مفتاح كل نجاح وهو الهدف الذي يضعه نصب عينيه.
وسبق أن فاز عزام بميدالية برونزية في دورة الألعاب الأولمبية لذوي الاحتياجات الخاصة في مدينة سيدني الاسترالية عام 2000.
ثم حصد عزام الميدالية الفضية في بطولة العالم لألعاب القوى لذوي الاحتياجات الخاصة في فرنسا عام 2002 قبل أن يكرر الإنجاز ذاته في دورة الألعاب الأولمبية التي أقيمت في اليونان عام 2004.
ومسابقة دفع الجله من مسابقات الرمي في ألعاب القوى، وهي رياضة تشبه في مجموعها حركة اليد المضغوطة الذي ينفرج فجأة وبعنف بالغ، وعند تأديتها ينثني الرياضي بجسمه موجها ظهره إلى اتجاه الرمي، ثم يعود إلى وضع الاعتدال مؤديا دورة كاملة حول نفسه.
والجلة هي كرة من الحديد وزنها كوزن المطرقة 7.257 كجم.
وبفضل ما سبق أن سجله من أرقام قياسية في مسابقة دفع الجله تأهل عزام مباشرة للمشاركة في دورة الألعاب الأولمبية لذوي الاحتياجات الخاصة المقبلة.
لكن رغم سجله الحافل بالانجازات، فإنه يشتكى بحسرة شديدة ما يواجهه من "تهميش" رسمي وضعف في سير تحضيراته للمشاركة في الحدث العالمي.
ويقول مدربه محمد دهمان ل((شينخوا))، إن عزام بالكاد يتسلح فقط بعزيمته وإرادته في التحضير للمنافسة في دورة الألعاب الأولمبية لذوي الاحتياجات الخاصة بالنظر إلى ما يعانيه من مصاعب.
ويشير دهمان، إلى أنه يشرف على تدريب عزام بأربع كرات حديدية فقط غير مطابقة للمواصفات الدولية المعتمدة وذلك في ساحة تدريب غير لائقة وغير مجهزة.
ويضيف أن عزام يفتقد كذلك إلى حزام ربط مطابق لمواصفات شروط اللعبة، إضافة إلى أنه يفتقد للتجهيز الغذائي والنفسي ولا يحظى بتسهيلات التنقل من منزله إلى مكان التدريب وهو ما يزيد من إجهاده.
وعمد عزام ومدربه إلى التغلب على مصاعب تدريباته بأساليب بدائية، أملا بأن تتاح له قريبا فرصة السفر للانخراط في معسكر تدريب خارجي يرفع من وتيرة تحضيراته.
وأمام الصعوبات الفنية يواجه عزام تحديا من نوع آخر يتعلق بالحصار وإغلاق معابر قطاع غزة وهو ما منعه من الانخراط في معسكر تدريب مخصص له في تونس.
ويوضح عزام، أنه حظي بمعسكر التدريب المذكور بدعم من جامعة الدول العربية وكان مقرر أن ينخرط فيه منذ شهر إلا أن إغلاق معابر قطاع غزة لا يزال يمنعه من ذلك ويهدد فرصة الالتحاق به.
وتعذر السفر من قطاع غزة للخارج يهدد أصلا مشاركة عزام حتى الآن في أولمبياد البرازيل.
وتفرض إسرائيل حصارا مشددا يتضمن قيودا على تنقل الأفراد والبضائع على قطاع غزة منذ منتصف عام 2007 أثر سيطرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على الأوضاع فيه بالقوة.
كما يعاني معبر رفح البري بين قطاع غزة ومصر من إغلاق شبه مستمر واقتصار عمله على عدد محدود من الأيام وبفترات متباعدة لسفر الحالات الإنسانية منذ صيف عام 2013 أثر توتر العلاقات بين القاهرة وحماس.
ويقول مدير البعثة الفلسطينية لأولمبياد ذوي الاحتياجات الخاصة في البرازيل علي النزلي ل((شينخوا))، إن الحصار وإغلاق المعابر يعدان عائقا أساسيا أمام كل الرياضيين الفلسطينيين.
ويشير النزلي إلى أن عدم تمكن عدد كبير من الرياضيين خصوصا في غزة من المشاركة في بطولات خارجية على مدار الأربعة أعوام الماضية جعل الوفد الفلسطيني لذوي الاحتياجات الخاصة يقتصر فقط على اللاعب عزام.
ويطالب النزلي بتدخل من المؤسسات الدولية المعنية بالرياضيين خاصة ذوي الاحتياجات الخاصة لرفع ما تفرضه إسرائيل من قيود على سفرهم وتنقلهم الخارجي كحق أساس مكفول لهم.
يشار إلى أن فلسطين تشارك كذلك في دورة الألعاب الأولمبية للأصحاء المقررة في البرازيل في الفترة من 5 حتى 21 أغسطس الجاري بستة رياضيين في مسابقات الجودو والسباحة والفروسية والجري.