أكد مسؤولون ليبيون وامريكيون يوم 1 أغسطس الجاري، موافقة الرئيس الامريكي باراك اوباما على طلب حكومة الوفاق الوطني الليبية بشن القوات الامريكية جولة جديدة من الضربات الجوية ضد معاقل تنظيم " الدولة الاسلامية " في مدينة سرت الليبية.
وذكر احد المسؤولين طلب عدم الكشف عن هويته أن هذه ليست المرة الوحيدة التي ستنفذ فيها أمريكا ضربات جوية في ليبيا، ولكنها سوف تستمر لفترة طويلة، حيث تعتزم امريكا فتح معركة ثالثة ضد تنظيم " الدولة الاسلامية " في ليبيا،بالاضافة الى سوريا والعراق.
قال رئيس حكومة الوفاق الوطني في ليبيا فايز السراج في خطاب متلفز في ذلك اليوم،أن القوات العسكرية الامريكية بدأت في شن ضربات جوية على معاقل تنظيم " الدولة الاسلامية" في سرت الواقعة وسط الساحل الشمالي لليبيا،وقد تم تدمير دبابة وعدة سيارات تابعة للتنظيم.
وقال فايز السراج : "باعتباري رئيس حكومة الوفاق الوطني وقائد القوات المسلحة الليبية، طلبت من امريكا دعما عسكريا واتخاذ اجراءات ملموسة بشن ضربات جوية. وقد بدأت الجولة الاولى من الضربات الجوية اليوم في سرت، وكبدت العدو خسائر فادحة."مضيفا، أن العمليات التى سيقوم بها سلاح الجو الأمريكى فى هذه المرحلة تقتصر على سرت وضواحيها.
وأكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية بيتر كوك يوم 1 اغسطس الجاري،أن القوات الامريكية وجهت ضربات جوية دقيقة ضد معاقل تنظيم " الدولة الاسلامية"في سرت ،وأن الضربات الجوية الامريكية سوف تستمر في الفترة القادمة.
وقال كوك ان من يقوم بالحرب ضد معاقل تنظيم " الدولة الاسلامية" في سرت هو السلاح الجوي فقط و لا نيه لنزول القوات البرية على الارض في ليبيا. كما رفض كوك التعليق والرد على السؤال عما إذا كان هناك نية ارسال القوات الامريكية قوات خاصة لدخول ليبيا. ووفقا لما ذكرته وكالة أنباء أسوشيتد برس، فإنه هناك قوات امريكية على ارض الواقع في ليبيا ، مسؤولة عن الاستطلاع والاستخبارات.
وقال كوك أن موافقة الرئيس الامريكي باراك اوباما على الجولة الاخيرة من عمليات الغارات الجوية في ليبيا جاءت بعد أن استمع الى وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر ورئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال جوزيف دانفورد.
وفي تحليل لوكالة فرانس برس، فإن تبني تنظيم " الدولة الاسلامية" للموجة الاخيرة من الهجمات الارهابية في اوروبا،وبدء مكافحة الإرهاب فى شمال افريقيا الذي لا يفصله عن اوروبا سوى البحر الابيض المتوسط، وإدراجه على جدول أعمال الدول الغربية، أرسلت فرنسا وبريطانيا وغيرها من الدول الاوروبية قوات برية على نطاق صغير إلى ليبيا لمساعدة السلطات الليبية على مواجهة الارهاب.
وقال كوك،أن الجولة الحالية من الغارات الجوية تاتي بقيادة مقر القوات الأمريكية فى افريقيا،ونهايتها يعتمد على حاجة ليبيا. وقال مسؤول امريكي رفض الكشف عن هويته، أنه من المتوقع أن تستمر الضربات الجوية عدة اسابيع .
وتعتبر هذه الجولة من الضربات العسكرية الجوية في ليبيا الثالثة من نوعها خلال الاشهر الثمانية الماضية، التي تستهدف معاقل تنظيم " الدولة الاسلامية" في ليبيا، كما أنها المرة الاولى التي تتقدم بها حكومة الوفاق الوطني الليبية بطلب رسمي لامريكا لتقديم المساعدة العسكرية. في نوفمبر العام الماضي، نفذت القوات الامريكية ضربات عسكرية جوية تستهدف معاقل تنظيم " الدولة الاسلامية" في ليبيا ،قتل خلالها أبو نبيل قيادي بارز في التنظيم. وفي فبراير هذا العام، شنت القوات العسكرية الامريكية ضربات جوية ضد قيادي اخر بارز في التنظيم وتفجير معسكر تدريبه.
اطلقت حكومة الوفاق الوطني الليبية في مايو هذا العام الحرب ضد مخابئ تنظيم " الدولة الاسلامية" ، لكن التقدم في الحرب بطيئ ، ولا يزال يحتل تنظيم "الدولة الاسلامية" بضعة كيلومترات من موقع استراتيجي وسط سرت الليبية.
وحسب التقديرات الامريكية، تتحصن عناصر تنظيم " الدولة الاسلامية" ببضع مئات من الاشخاص المتشدين في سرت، وانخفض العدد كثيرا مقارنة مع العام الماضي.ومع ذلك، فإن عملية استعادة مدينة سرت ليست سهلة.
وقال فريدريك ويري باحث في الشؤون الليبية في مؤسّسة كارنيغي للسلام الدولي،أن هناك ركود وتراخي في محاربة تنظيم " الدولة الاسلامية " في ليبيا. مضيفا: "الدبلوماسية الامريكية والدول الغربية تدعم حكومة الوفاق الوطني الليبية،ولكن اعتقد أن هناك حدودا. لانها ليست العلميات العسكرية التقليدية التي نفكر فيها وليست هناك نقطة محورية."
وقد شكلت حكومة الوفاق الوطني الليبية وحدة حرس وطنية ليبية لمحاربة تنظيم " الدولة الاسلامية"، ويتشكل الحرس الوطني الليبي اساسا من ميليشيات من غرب البلاد وافراد من الامن وحراس قطاع النفط والغاز في البلاد.
خلال الحرب الاهلية في ليبيا عام 2011، قامت امريكا ودول غربية اخرى بمساعدة المعارضة بالتدخل العسكري لاسقاط نظام القذافي.ومنذ ذلك الحين، اصبحت الاضطرابات المدنية اكثر خطورة في ليبيا واشتد القتال بين الفصائل، وباتت ليبيا ارضية خصبة للنمو المتسارع للمنظمات الارهابية والقوى المتطرفة ،وانتهاز تنظيم " الدولة الاسلامية" الفرصة للتوسع في ليبيا.
وفي مقابلة بثتها قناة فوكس نيوز الأميركية يوم 10 ابريل هذا العام، اعترف الرئيس الامريكي باراك اوباما بان اكبر خطأ سياسي خلال فترتين رئاسيتين هو عدم أخذه بالحسبان عواقب التدخل في ليبيا.