البيت الأبيض ينفي أن تكون 400 مليون دولار دُفعت لإيران فدية لسجناء أمريكيين

واشنطن 3 أغسطس 2016 /نفى البيت الأبيض يوم الأربعاء بشدة أن يكون مبلغ الـ 400 مليون دولار أمريكي، الذي تم نقله نقدا عبر الجو إلى إيران في شهر يناير الفائت، قد تم دفعه كفدية لإطلاق سراح أربعة سجناء أمريكيين.

وأفادت صحيفة ((وول ستريت جورنال)) في عددها الصادر يوم الأربعاء بأن الحكومة الأمريكية نظمت بشكل سري نقل الأموال المذكورة أعلاه جوا إلى إيران، والتي تزامنت مع نفس اليوم الذي أفرجت فيه إيران عن أربعة أمريكيين محتجزين لديها.

واتهم منتقدو الاتفاق النووي الإيراني، من بينهم السيناتور الجمهوري توم كوتون، إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما بدفع فدية لإيران من أجل تأمين إطلاق سراح السجناء الأمريكيين ما يعد انتهاكا لسياسة الولايات المتحدة الراسخة منذ أمد طويل المناهضة لدفع أي فدية لإنقاذ رهائن.

ووصف مرشح الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة، دونالد ترامب، الصفقة النقدية بأنها "فضيحة"، كما وجه انتقادات لمنافسته عن الحزب الديمقراطي، ووزيرة الخارجية السابقة، هيلاري كلينتون، للشروع في محادثات لمنح 400 مليون دولار نقدا لإيران.

وفي هذا الصدد، قال المتحدث باسم البيت الأبيض، جوش آرنيست، في مؤتمر صحفي، "لا، لم تكن (فدية)، إذ أن ذلك يخالف سياسة الولايات المتحدة بشأن دفع فدية للإفراج عن رهائن".

وأوضح آرنيست أن الأموال المدفوعة كانت بالفعل أموال إيرانية تم دفعها من أجل شراء معدات عسكرية أمريكية، والتي لم يتم تسليمها أبدا بعد اندلاع الثورة الإيرانية في 1979.

وتحاول إيران استرداد ما يفوق 10 مليارات دولار من الولايات المتحدة، إثر صفقة الأسلحة الفاشلة التي تم إبرامها في السبعينات من القرن الماضي، وذلك من خلال رفعها قضية تحكيم في لاهاي بهولندا.

وأكد آرنيست أن المدفوعات ساهمت في الواقع بتسوية "مطالبة قائمة منذ أمد طويل في لاهاي وحفظ ما يحتمل أن يصل إلى مليارات من دولارات الشعب الأمريكي".

وذكرت تقارير أن المبلغ تم دفعه كدفعة أولى من تسوية بلغت قيمتها 1.7 مليار دولار، تم التوصل إليها خلال العام الماضي كجزء من الاتفاق النووي الإيراني، والذي وافقت إيران بموجبه على التخلي عن برنامجها للأسلحة النووية مقابل تخفيف الولايات المتحدة العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.

وقال آرنيست إن المبلغ، الذي كان باليورو والفرنك السويسري وعملات أجنبية أخرى، قد تم نقله جوا إلى إيران لأن الولايات المتحدة ليس لديها أي علاقات مصرفية مع إيران.

وتابع "لقد كان هناك قرار إستراتيجي واع تم اتخاذه من جانب إدارة أوباما، كوننا كنا ننفذ اتفاقا لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي، ولمعالجة شواغل قائمة منذ أمد طويل مع إيران".

ونفى آرنيست وجود صلة بين عملية النقل الجوي للأموال وإطلاق إيران سراح سجناء أمريكيين في نفس اليوم.

وردا على سؤال حول مخاوف بأن يتم استخدام الأموال من قبل إيران لأغراض أخرى، قال آرنيست إن الحكومة الإيرانية "قد أنفقت الأموال إلى حد كبير بطريقة كنا نتوقعها"، بما في ذلك الاستثمار في البنية التحتية وسداد ديونها.