تحليل إخباري: هيلاري كلينتون تمتلك سلاحا سريا يتمثل في زوجها

واشنطن 27 يوليو 2016 /رغم الجدل الكثير الذي أحاط مؤخرا بالمرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة الأمريكية هيلاري كلينتون، إلا أنها تمتلك سلاحا سريا: ألا وهو زوجها، الرئيس السابق بيل كلينتون.

فقد تحدث بيل كلينتون، أحد الرؤساء الأكثر شعبيا في البلاد، نيابة عنها مساء الثلاثاء في المؤتمر الوطني الديمقراطي بفيلادلفيا، وقال الخبراء إن ذلك سيساعد هيلاري في السباق إلى البيت الأبيض.

وقال داريل ويست، نائب رئيس ومدير دراسات الحوكمة بمؤسسة بروكينغز لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن "بيل كلينتون قام بعمل رائع يتمثل في عرض الجانب الإنساني لزوجته. وكشف كيف كانت هي أحد عوامل التغيير، وأن لديها سجلا مثبتا من التأثير طوال حياتها".

ويعد بيل كلينتون الودود في تعاملاته أحد أصول هيلاري ،إذ يكون في حالة من الراحة والارتياح أمام الجمهور وكان نشطا في التواصل مع الجماهير العريضة على مدار حياته المهنية التي قاربت على 40 عاما.

وفي الوقت الذي تنتقد فيه عادة هيلاري وتوصف بأنها خشنة وروبوتية أمام عامة الناس، يكون بيل في حالة استرخاء ويتسم بالبراعة في قراءة الجمهور وفهم الأمور التي تجد صدى لديهم.

وسعيا لإضفاء الطابع الإنساني على هيلاري ، أطال في الحديث عن كيف إلتقيا قبل 40 عاما، عندما كانا طالبين في كلية الحقوق بجامعة ييل.

وفيما كان يطلق النكات من وقت لآخر بأسلوب الاستنكار الذاتي المعهود به، أخبر بيل كلينتون الحشد المتحمس كيف سعى للزواج من هيلاري وحقق أمنيته في النهاية.

ولقى خطابه صدى في قلوب الجمهور المحتشد وقال الخبراء إنه سيساعد هيلاري في مسعاها لتولى أعلى منصب سياسي في البلاد.

وقال دان ماهافي، المحلل بمركز دراسات الرئاسة والكونغرس لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن" بيل يقدم كمية غير مسبوقة من الخبرة والكاريزما السياسية للحملة -- إذا ظل منضبطا ومركزا على الرسالة"، مضيفا "مع النظر للأمر على أنه أشبه بـ(قطعتين بسعر قطعة واحدة)".

وقد يساعد بيل هيلاري أيضا في خفض عدد الناخبين البيض من الطبقة العاملة الذين يعتمد عليهم ترامب للفوز في السباق إلى البيت الأبيض.

وقال المحللون إن ترامب يحتاج إلى حوالى 92% أو 93% من أصوات عامة الناخبين الجمهوريين-- الكثير منهم من ذوي الياقات الزرقاء-- للوصول إلى البيت الأبيض.

وإذا استطاع بيل كلينتون تحقيق مزيد من الاختراقات مع هذه المجموعة ، التي دعمته عندما كان رئيسا، فذلك يمكن أن يبشر بالخير لهيلاري.

وقال ماهافي إن "بيل سيكون بديلا مفيدا في الحملة الانتخابية حيث يمكن أن يحد من نجاح ترامب في الحصول على تأييد الناخبين البيض من الطبقة العاملة الذين يعدون السبيل المتبقي الوحيد لانتصار ترامب في ولايات رست بيلت (حزام الصدأ)".

علاوة على ذلك، أن البيت الأبيض في عهد بيل كلينتون أشرف على أحد أكبر التوسعات الاقتصادية في تاريخ الولايات المتحدة، رغم أن النقاد جادلوا قائلين إن اليد الخفية للسوق -- وخاصة صعود الإنترنت والتكنولوجيا-- كانت المسؤولة عن ذلك، وليس الحكومة.

ولكن على كل حال، يحمل الكثير من الناخبين، الذين تزيد أعمارهم على 40 عاما، ذكريات جميلة عن سنوات بيل كلينتون، ويشعرون أن فكرة عودة بيل إلى البيت الأبيض -- وهذه المرة كالسيد الأول -- جذابة.

كما يعد بيل كلينتون أحد أكثر جامعي التبرعات موهبة، ويمكن أن يكون عونا كبيرا في هذا المجال.

وقال ويست "إنه سيساعد على صعيد جمع التبرعات. فوجود رئيس سابق يجلب موهبة نجم إلى أي حدث ويساعد في جمع المال للحملة".