يينتشوان 20 يوليو 2016 / قال الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال جولته في منطقة نينغشيا ذاتية الحكم لقومية هوي التي انتهت اليوم (الاربعاء) انه لا ينبغي ترك منطقة او مجموعة عرقية فى الخلف خلال سعي الصين لبناء مجتمع مزدهر باعتدال بحلول 2020.
وكان شي أمضى ثلاثة ايام في نينغشيا، وهي منطقة اقل تقدما وبها اعداد كبيرة من الاقليات العرقية شمال غرب الصين.
ودعا المسئولين المحليين إلى تنفيذ سياسات السلطات المركزية والاستراتيجيات الوطنية من اجل تحقيق الازدهار الاقتصادي والوحدة بين المجموعات العرقية.
كان الرئيس شي جين بينغ الذي يشغل ايضا منصب السكرتير العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني وقائد اللجنة المركزية العسكرية قام بزيارة الى مدينة قويوان ومدينة يينتشوان في نينغشيا، وهي موطن للعديد من المسلمين الصينيين والمواطنين من اقلية هوي.
وقام الرئيس شي جين بينغ بزيارة القرى والشركات ومسجد وقاعدة تعليم ثورية تدرس تنفيذ التنمية الاجتماعية والاقتصادية وانشطة مكافحة الفقر.
تخفيف حدة الفقر
وخلال جولة الرئيس، زار القرى فى مدينة قويوان وتفقد اعمال مكافحة الفقر هناك، تحدث مع القرويين حول معيشتهم، وحث أعضاء الحزب على الاخذ بزمام المبادرة لتخفيف حدة الفقر بينهم.
وقال الرئيس ان جهود مكافحة الفقر تمثل اولوية للصين خلال السنوات القليلة المقبلة، حيث تهدف الصين إلى بناء "مجتمع مزدهر باعتدال في جميع انحاء الصين" بحلول عام 2020، حيث يتعين رفع أكثر من 55 مليون شخص من مستوى الفقر.
ويولي الرئيس شي أهمية كبرى لجهود مكافحة الفقر، فللعام الرابع على التوالي، يقوم الرئيس بجولاته التفدقية فى العام الجديد فى الخطوط الامامية في حرب الصين ضد الفقر.
وخلال مهرجان ربيع 2016، قام الرئيس بزيارة جيانغشي. وزار قانسو وبكين في عام 2013، ومنطقة منغوليا الداخلية شمال الصين في 2014 وشنشي شمال غرب الصين فى 2015.
وخلال زيارة نينغشيا، زار أيضا قرية يوانلونغ فى محافظة يونغنينغ بمدينة يينتشوان. وقد بنيت تلك القرية منذ 20 عاما بمقترح من الرئيس شي اثناء عمله في مقاطعة فوجيان. وارتفع عدد سكانها من 8 الاف إلى أكثر من 60 الف شخص.
وفي اعقاب زيارة تلك القرية وزيارة القرويين، دعا الرئيس شي جين بينغ إلى تعزيز انشطة الاغاثة من الفقر بين هؤلاء القرويين.
وتفقد الرئيس حديقة للأطفال بنيت بالتعاون بين نينغشيا ومقاطعة تشجيانغ، وحث الرئيس المزيد من الشركات على المشاركة فى جهود الاغاثة من الفقر غرب الصين.
التناغم الديني
وخلال جولة شي، قام الرئيس بزيارة مسجد شينتشنغ فى يينتشوان، ودعا الرئيس إلى المزيد من الجهود لتشجيع التناغم الديني والاجتماعي ومكافحة التسرب غير القانوني عبر الوسائل الدينية.
واكد شي "مهما كانت الاديان محلية او من الخارج، فان الاديان فى الصين متعمقة فى الحضارة الصينية بتاريخ يعود لاكثر من 5 آلاف عام وهي مندمجة بعمق فى حياتنا الاجتماعية."
ودعا الرئيس السلطات إلى التمسك بالسياسات الدينية للحزب الشيوعى الصيني وتنفيذ العمل المتصل بالدين بطريقة ترتكز على القانون، وتوجيه الاديان للتكيف بشكل أفضل مع المجتمع الاشتراكي.
وقال انه يتعين بذل مزيد من الجهود من أجل "توجيه الرموز الدينية والمتدينين لاحترام القانون والتمسك به والحماية المطلقة ضد التسلل غير القانوني عبر الوسائل الدينية، وتعزيز التناغم الديني والاجتماعي."
وأضاف شي ان التعليم بشأن الوحدة الوطنية والتقدم يتعين ان يتم تدعيمه لتعزيز فكرة ان مجموعة هان العرقية ومجموعات الاقليات العرقية الأخرى غير منفصلة عن بعضها البعض.
وأشار إلى ان التنمية الاقتصادية والاجتماعية يتعين ان تسرع فى المناطق التى يسكنها اساسا مجموعات الاقليات العرقية من أجل تعزيز الوحدة والتعايش.
ودعا الرئيس الصيني الدوائر الدينية إلى تفسير عقيدة الاسلام جيدا والدعاية لاخر الانجازات فى التفسير وتدعيم رجال الدين، خاصة من بين الشباب، وتوفير خدمة وتوجيه بشكل أفضل للمتدينين.
حماية البيئة
أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ على أهمية تنفيذ مفاهيم التنمية الجديدة التى تتمثل فى النمو الابتكاري والمنسق والاخضر والمنفتح والمشترك، فى الوقت الذى حث فيه على تحسين حماية البيئة خلال جولته.
وفى الوقت نفسه، أشار الرئيس الصيني إلى ان نينغشيا حاجز امن بيئي هام شمال غرب الصين، وقال انه يتعين تعزيز بناء حواجز خضراء.
وأضاف انه يتعين تقوية حماية الموارد المائية، خاصة فى المنابع والبحيرات الكبيرة والمناطق الرطبة، من اجل منع تلوث المياه.
وقال شي ان اقتصاد الصين حقق تقدما فى الوقت الذى استمر مستقرا بوجه عام فى النصف الاول من العام.
وأضاف ان الدولة يتعين ان تعمل على معالجة المشكلات العميقة التى تعيق نموها الاقتصادي وان تسعى إلى تحقيق اساس اقتصادي صلب ومنافع طويلة الاجل من أجل تحسين الجودة والكفاءة والقدرة التنافسية لاقتصادها.
وأشار إلى ان مفاهيم التنمية الجديدة -- التى اقترحت فى خارطة طريق التنمية الاجتماعية والاقتصادية من عام 2016 الى 2020 -- يتعين تكاملها عن طريق عملية التنمية الاجتماعية والاقتصادية الكاملة وجهود بناء "مجتمع مزدهر باعتدال" بشكل شامل.
وفى مجال الاصلاح الهيكلى لجانب العرض، يتعين على المناطق الاقل تقدما السعي إلى تحقيق انجازات جديدة كما تفعل المناطق المتقدمة، وفقا لما قال.
كما يتعين على السلطات المعالجة الملائمة للعلاقات بين العرض والطلب وبين الحكومة والسوق والتأكد من ان السوق يسمح له بلعب دور حاسم فى تخصيص الموارد فى الوقت الذى تلعب فيه الحكومة دورا أفضل.
وقال شي ان المناطق الأقل تقدما يمكن ان تحقق منافع من استراتيجية التنمية المدفوعة بالابتكار وان تسعى إلى تحسين قوتها فى مجال الابتكار العلمي عن طريق التفاعل مع المناطق الشرقية والاكثر تقدما فى الصين أو المساعدة منها.
وخلال جولته في نينغشيا، وصل الرئيس الى جيانغتايبو في محافظة شيجي بمدينة قويوان، وذلك من أجل زيارة النصب التذكاري لضم القوات فى المسيرة الطويلة ووضع اكليلا من الزهور امام النصب وحث على الاستمرار بروح الثوريين القدامى.
وفى قاعدة نينغدونغ للطاقة والمواد الكيماوية، تفقد الرئيس أكبر مشروع فى العالم لتحويل الفحم الى نفط.