أحمد حسن عمر - وكالة السودان للانباء
عرفت الصين العالم العربي منذ زمن بعيد وكان هنالك اتصال مستمر مع الدول العربية قبل ظهور الاسلام، حيث كان العامل التجاري هو الشريان الوحيد الذي ساهم مساهمة فاعلة في عملية التواصل العربي الصيني ، ولعب طريق الحرير البري والبحري التجاري دورا كبيرا ومهما في ترقية وانعاش التجارة بين الصين والدول العربية وهي علاقة تأريخية قديمة وذات جذور عميقة رآسخة برسوخ الثقة التي توثقت مع الصين التي تكن الاحترام والتقدير للشعوب العربية، حيث كان العامل التجاري هو الرابط والقاسم المشترك بين امبراطوريات الصين القديمة والدول العربية والعامل الثاني الذي لعب دورا مهما في تعميق أوآصر الصداقة والاخاء بين الشعوب الافريقية وشعب الصين الحكيم هو أن المسافة بين الصين والدول العربية قريبة مما شجع الطرفين على تنشيط التبادل التجاري عبر طريق الحرير البري في ذلك الزمن والآن ارادة وعزيمة الطرفين على احيائه مرة ثانية وبشكل أقوى عند ما طرح الرئيس الصيني شي شينبينغ فكرة الطريق والحزام الاقتصادي ابان انعقاد الملتقى الاقتصادي العربي -الصيني الذي انعقد مؤخرا بالعاصمة الصينية بكين، وقد حظي بحضور مشرف من قبل الدول العربية .
وفي عصر الاسلام انتعشت العلاقات أكثر وازداد عدد الرحلات التجارية التي ساهمت بدورها في انعاش التبادل التجاري . والآن تربط الصين بالمنطقة العربية علاقة قوية ومميزة تقوم على المصالح والمنافع المشتركة، وتعتبر الدول العربية سوقا كبيرا ورائجا للمنتوجات الصينية مما عزز هذا بدوره عملية التبادل التجاري الذي أصبح جوهر تلك العلاقات القوية، وتعتبر دولة الصين الشعبية صديق حميم للعرب وساهمت كثيرا في مساعدة الدول العربية في المجال الاقتصادي والسياسي من اجل تحقيق رفاهية المنطقة وترسيخ استقرارها ولها بصمات وآضحة في مواقفها السياسية تجاه القضية الفلسطينية والتي تعتبر من القضايا المعقدة في منطقة الشرق الاوسط . قد اولت الصين اهتماما بها وترى الحل السلمي انجع الحلول لانها لم تكن انعكاساتها السالبة في المنطقة فحسب وانما ستكون خصما على المجتمع الدولي .
أصبحت الصين شريكا استراتيجيا للعالم العربي في المجال الاقتصادي والسياسي والثقافي ، حيث نجد ان هنالك اهتمام باللغة العربية في مؤسسات الصين الأكاديمية، حيث انخرط الطلاب الصينين في تعلمها هذا لعب دورا مهما في تنمية اواصر العلاقة بين الصين والدول العربية . كما نجد ان الدول العربية ايضا اهتمت بتعليم اللغة الصينية عبر معاهدها التي انتشرت في معظم دول الوطن العربي هذا يعتبر حلقة وصل وترسيخ عامل الثقة بين الشعوب العربية والشعب الصيني الذي عرف بالسماحة والمثالية .
تريد الصين ان تشارك في ارسال السلام العادل من منطلق مسئولياتها ، ولتدعيم العلاقات وتقويتها لاجل ذلك تعول على اعادة طريق الحرير البحري والبري الجديد من أجل تعاون اقتصادي وسياسي وثقافي تعاون ناعم كالحرير بعيدا عن الحروب والدمار ، وتحاول بكل ثقة بتفعيل علاقاتها الودية مع الدول العربية من منطلق سياساتها المتزنة التي تتصف بالمرونة ، ولتدعيم ذلك وضعت جمهورية الصين الشعبية خطط ومبادرات لتفعيل فكرة انشاء طريق الحرير البري والبحري من أجل تبادل المنافع مع الدول العربية في العام 2015 م ، حيث وردت ردود أفعال من معظم الدول العربية تجاه هذه الفكرة التي تعمل على تنمية العلاقات الثنائية بين البلدين في شتى مجالات التعاون التكنولوجي والتقني .
تمثل الدول العربية أهمية كبرى بالنسبة للصين في مجال التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري ، وتبرز أهمية هذه الدول التي تربط الصين مصالح مشتركة ومتبادلة عبر التجارة البينية ما بين ملياري دولار وتمثل قوة شرائية بالنسبة للصين وهي شريكة اقتصادية بالنسبة للدول العربية . فالعلاقة لم تكن اقتصادية وانما هنالك علاقات مختلفة منها التبادل الثقافي والاجتماعي ، والصين لها رغبة صادقة بالدخول السلمي لمعالجة المسائل السياسية التي تواجه منطقة الشرق الاوسط .
اهتمت جمهورية الصين الشعبية بمنطقة الشرق الاوسط في بسط السلام لانها تمتاز بموقع استراتيجي مهم ولها تاثير اقليمي ودولي فلاجل ذلك تهتم بهذه المنطقة جراء العلاقات القديمة التي تربط الجانبين وتبذل جهودا مضنية والعمل الجاد على استقرار المنطقة استقرارا كاملا لتحقيق التعاون في مجال الطاقة والتكنولوجيا، وحل القضايا الساخنة كمشكلة فلسطين والازمة السورية والوضع الامني في العراق . تولي الصين هذه الاوضاع وتسعى عبر دبلوماسيتها المرنة وبالتعاون مع المجتمع الدولي في ايجاد حل ناجع لتك المسائل السياسية المعقدة التي تشهدها المنطقة العربية الآن . بعد حدوث الثورات المفتعلة والتي الهبت عددا من الدول العربية او ما يسمى بالربيع العربي ظهرت ظاهرة الارهاب والتطرف في المنطقة العربية فكان الموقف الصيني وآضحا في مكافحة هذه الظاهرة الخطيرة بالتعاون الصادق مع المجتمع الدولي بعيدا عن ازدواجية المعايير وتعول على المنهج الواحد في التصدي لهذه الظاهرة ، وترى أن اللجوء بالقصف الجوي لا يجدي بشئ وانما يعقد الامور الى الأسوأ وهو في نظرها عدو مشترك لم تسلم منه الصين نفسها . هذه الظاهرة جد تمثل قلقا وتحديا كبيرا في المحيط الاقليمي والدولي وتتطلب من الدول العربية ان تتوحد في مواجهتها وهي ظاهرة دخيلة عليها ستعرقل الاستقرار والامن في المنطقة العربية .