رام الله20 يوليو 2016 / اتهم فلسطينيون اليوم (الأربعاء) مستوطنين إسرائيليين بإضرام النار في منزل فلسطيني قرية (دوما) جنوب مدينة نابلس في شمال الضفة الغربية.
وقال صاحب المنزل محمد دوابشة لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن مستوطنين إسرائيليين ألقوا موادا حارقة على منزله وهم نائمون في ساعات الفجر الأولى ما أدى إلى حرق جزءا منه.
وأضاف أن المواد الحارقة التي ألقيت على المنزل صاحبها انفجار كبير بداخله، مشيرا إلى أن المستوطنين هم الوحيدون القادرون على فعل ذلك وسبق أن قاموا بنفس العملية تجاه أحد منازل العائلة العام الماضي.
وأوضح صاحب المنزل الذي هرعت قوات الدفاع المدني الفلسطيني إليه وقامت بالسيطرة على النيران، أن الحادثة لم تصب أحد من أفراد العائلة بأذى عدا عن أضرار مادية في المنزل.
بدوره، أدان محافظ نابلس اللواء أكرم الرجوب الحادثة، متهما المستوطنين الإسرائيليين بالقيام بذلك لأنهم أصحاب سوابق ولا يستطيع أحد القيام به غيرهم.
وقال الرجوب الذي ذهب إلى المنزل عقب الحادث لـ((شينخوا))، إن ما شاهدته من دمار كبير في المنزل مؤشر على أن المواد المستخدمة لم يسبق أن استخدمت، مشيرا إلى أن "المستوطنين المتطرفين هم الوحيدون الذين يحرقون بيوت الفلسطينيين كما حدث مع نفس العائلة العام الماضي".
ودعا الرجوب، إلى صياغة إستراتيجية فلسطينية من أجل "مواجهة المستوطنين العابثين بالأمن الفلسطيني لما يمتلكونه من إمكانيات وحماية من الحكومة الإسرائيلية".
وطالب الرجوب دول العالم، بضرورة توفير الحماية للشعب الفلسطيني الذي يتعرض "لجرائم يومية" من قبل الإسرائيليين.
من جهتها، اعتبرت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) حرق المنزل إرهابا إسرائيليا منظما يقوده مستوطنون متطرفون بحماية الجيش الإسرائيلي الذي يوفر لهم الغطاء والحماية.
وقالت الحركة في بيان صحفي لها، إن "هذه الجريمة ما كانت لتحدث لولا إصرار الحكومة الإسرائيلية على الاستمرار بالاستيطان وحماية المستوطنين، والإمعان في قتل الفلسطينيين أطفالا وكهولا".
وأشارت إلى أن "صمت المجتمع الدولي على هذه الجرائم وإفلات الإرهابيين القتلة من العقاب أدى إلى جريمة حرق منزل محمد دوابشة كما حدث مع الطفل أحمد دوابشة وعائلته العام الماضي".
واعتبرت الحركة أن المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومحكمة الجنايات الدولية "أمام اختبار حقيقي فإما الانحياز للحق والعدل وأخذ خطوات عملية لمحاسبة هؤلاء المجرمين القتلة والعمل على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، أو الانحياز للإرهاب والصمت على هذه الجرائم أو الاكتفاء بالإدانات اللفظية".
في المقابل، أوردت الإذاعة الإسرائيلية العامة، أن الشرطة باشرت تحقيقاتها في الحادث، مشيرة إلى أنه يستدل من التحقيق الأول أن الحادث لم يقع على خلفية قومية متطرفة بل يتعلق بشأن داخلي في القرية.
وردا على ذلك، قال الرجوب إن الدلائل واضحة ولا تحتاج إلى تحقيقات لأنها تبين أن من قام بهذا العمل هم المستوطنون.
وكان مستوطنون إسرائيليون قد أحرقوا في 31 يوليو الماضي منزلا لنفس العائلة في قرية (دوما) في نابلس شمال الضفة الغربية ما أدى إلى وفاة طفل رضيع يبلغ عام ونصف على الفور.
وأصيب في الحادثة سعد والد الطفل علي وتوفي لاحقا متأثرا بجروحه في 8 أغسطس 2015، وهو نفس مصير والدة الطفل ريهام التي توفيت في 6 سبتمبر من ذات العام، فيما رقد الطفل أحمد لعدة شهور يتلقي العلاج من حروق خطيرة كان أصيب بها.
وأثارت حادثة حرق منزل عائلة دوابشة غضبا فلسطينيا واسعا وتنديدا دوليا، كما استنكرتها الحكومة الإسرائيلية وأعلنت عزمها عن ملاحقة الفاعلين.