الخرطوم 15 يوليو 2016 / وصف خبير استراتيجى سوداني الولايات المتحدة الامريكية بأنها اكبر صانع للازمات فى العالم من خلال تغذية صراعات سواء داخل بعض الدول أو بين بعضها البعض.
وقال الدكتور محمد حسن سعيد المحلل بمركز الدراسات والبحوث واستاذ العلاقات الدولية ، فى مقابلة خاصة مع وكالة انباء ((شينخوا)) ، انه "خلال عقود طويلة من الزمن ، عمدت الادارات الامريكية المتعاقبة الى خلق أزمات فى عدة مناطق من العالم تنفيذا لاستراتيجية الهيمنة الامريكية".
وتابع "هناك تقرير للمؤسسة الدولية للأبحاث حول السلام باستوكهولم ، اظهر ان امريكا احتفظت بالمرتبة الأولى عالميا للدول المصدرة للسلاح خلال الفترة ما بين 2011 و2015، ولا تجد امريكا سوقا رائجا لبضاعتها الا باشعال الحروب فى اكثر من منطقة بالعالم".
ولفت سعيد الى ان الولايات المتحدة الامريكية عمدت الى فتح اسواق جديدة لمنتجاتها من السلاح من خلال خلق مشكلات وتزكية صراعات عرقية وطائفية واثارة صراعات بين بعض الدول بالاستفادة من قضايا خلافية قديمة بين تلك الدول.
وقال " اعتمدت امريكا على سياسة التدخل فى الشؤون الدولية منذ الحرب الباردة ، وطورت هذه السياسة لاحقا واوجدت ذرائع للتدخل منها محاربة الخطر الشيوعى وصون حقوق الانسان ، ونشر قيم الديمقراطية ، ولاحقا مكافحة الارهاب".
واعطى سعيد نماذج لمشكلات خلقتها امريكا فى العصر الحديث لتنفيذ مخططاتها واستراتيجياتها ، وقال ان "الغزو الامريكى للعراق وافغانستان نموذج حي لتلك الاستراتيجية الامريكية".
وتابع "افتعلت امريكا كذبة السلاح النووى لغزو العراق ، وقد ثبت لاحقا ان تلك كانت محض اكاذيب ، والتقرير البريطانى الاخير عن حرب العراق يحمل فى طياته ادانة واضحة للمسلك الامريكى البريطانى".
وزاد قائلا "اما افغانستان فقد تم احتلالها بذريعة مكافحة الارهاب بالاستفادة من الزخم الذى اوجدته احداث الحادى عشر من سبتمبر ".
واعتبر سعيد ان قضية بحر الصين الجنوبى دليل آخر على ما تفعله الايادى الامريكية العابثة باستقرار الدول والشعوب ، وقال " لم تكن مشكلة بحر الصين الجنوبى قضية خلافية كبرى ولم تظهر الى العلن الا بعد التدخلات الامريكية التى شجعت الفلبين على انتهاج موقف متشدد".
ومضى قائلا "كان يمكن التوصل الى حلول مرضية حول بحر الصين الجنوبي من خلال الحوار والتفاوض ، ولكن التحريض الامريكى المعلن هو من دفع الفلبين الى طلب التحكيم الدولى منفردة ، ومع ان ذلك أمر يخالف القوانين الدولية المؤسسة لعملية التحكيم فقد صدر القرار بقوة دفع سياسية من قبل امريكا ايضا".
وأكد سعيد امكانية التوصل الى حل يتوافق عليه الجميع بشأن بحر الصينى الجنوبى ولكن شريطة رفع امريكا يدها عن الملف ، وقال "على امريكا الا تعبث فى هذه المنطقة الحيوية من العالم ، هذه منطقة مستقرة وحيوية ومهمة للتجارة العالمية وستكون امريكا اكبر متضرر فى حال اشتعال الأزمة فى بحر الصين الجنوبى".
وحمل الخبير الاستراتيجى الولايات المتحدة مسؤولية ما تعارف عليه العالم من "صورة ذهنية سالبة" عن امريكا ، وقال "معظم شعوب العالم اكتوت بالظلم الامريكى ومعاييرها المزدوجة وتسييسها للعدالة الدولية بصورة انتقائية".
واضاف "فى حالة السودان مثلا ، فان امريكا تتحمل مسؤولية ما لحق بنا من مصاعب سياسية واقتصادية وخدمية من خلال عقود طويلة من الحصار الظالم والعقوبات الاحادية ، بل وحتى العدوان العسكرى".
وأردف قائلا "كانت امريكا وراء سلسلة طويلة من القرارات الظالمة الصادرة بحق السودان وللأسف باسم الشرعية الدولية من مجلس الأمن الدولى،وقد يكون السودان فى قائمة اكثر الدول التى اتخذت بحقها عقوبات لقضايا مفتعلة".
ودعا سعيد الولايات المتحدة الامريكية الى العمل على تحسين صورتها فى العالم ، وان تستخدم نفوذها كواحدة من الدول الكبرى لما فيه صالح البشرية واستقرارها بدلا عن خلق صراعات ونزاعات تهدد السلم والأمن الدوليين.