مع إقتراب صدور الحكم في قضية التحكيم في جزر بحر الصين الجنوبي، نشرت صحيفة الشعب اليومية في 11 يوليو الجاري مقالا تحت إمضاء "قوه جي بينغ"، قدمت فيه شرحا معمقا للحقائق والمبادئ القانونية حول التحكيم في قضية بحر الصين الجنوبي.
في مقال بعنوان "من بصدد إنتهاك القانون الدولي"، قالت صحيفة الشعب اليومية، إن عدة جزر في بحر الصين الجنوبي كانت من القدم تابعة للصين، وظلت دائما تحت الإدارة الصينية سواء من خلال الأجهزة الإدارية، أو الدوريات البحرية، أو عمليات الإغاثة البحرية. وتعد السيادة والحقوق الصينية في العديد من جزر بحر الصين الجنوبي جزءا من النظام الدولي الذي أرسي بعد الحرب العالمية الثانية، وتحظى بحماية "ميثاق الأمم المتحدة" وغيره من القوانين الدولية الأخرى.
أشار المقال إلى أن قضية التحكيم كانت تعد "فخا" وضعته أمريكا وبتنفيذ الفلبين وتأييد محكمة التحكيم. لكن الصين تمتلك الدعائم القانونية الكافية لرفض المشاركة ورفض قبول نتيجة التحكيم، ويعد لجوء الفلبين بشكل منفرد إلى التحكيم ومخالفة محكمة التحكيم القانون في توسيع صلاحياتها و التعسف في استعمال السلطة مخالفة حقيقية للقانون الدولي.
من جهة أخرى، لفت المقال الإنتباه إلى أن مافعلته الفلبين، سيمثل سابقة للدول الأخرى للجوء إلى التحكيم في القضايا المتعلقة بالمجال والحدود البحرية إستنادا لـتفسير "إتفاقية الأمم المتحدة للبحار"، وهذا لن يجعل إعلان الإستبعاد الذي وقعت عليه أكثر من 30 دولة متعاهدة يتحول إلى مجرد حبر على ورق، كما سيسيء لسمعة "إتفاقية الأمم المتحدة للبحار" في حل النزاعات، كما ستعود بالضرر على النظام الدولي البحري الذي أسسته إتفاقية الأمم المتحدة للبحار، وتمثل تهديدا كبيرا للنظام الدولي الحالي. لذا فإن معارضة الصين خرق القانون الدولي، لاتهدف لحماية سيادتها فحسب، بل تعكس حرص الصين على حماية النظام الدولي البحري وحماية الأمن العالمي طويل المدى.
في ذات السياق، أكد المقال على أن طلب التحكيم الذي تقدمت به الفلبين يخالف بشكل علني القانون الدولي، في الوقت الذي تتظاهر فيه أمريكا التي تنصب نفسها "قاضيا دوليا" بأنها غير مبالية، ولاشك أن هذه المعايير المزدوجة تعكس عدم جدية أمريكا في التعامل مع القانون الدولي وعقليتها الإمبريالية.
وأكد المقال في النهاية على أن أي حكم لايطابق القانون سيكون مجرد ورقة فاقدة للمعنى، ولن ينفي حقوق الصين المشروعة في بحر الصين الجنوبي، ولن يغير إرادة الصين في حماية كرامة القانون والعدالة الدولية وحماية الأمن والإستقرار الإقليمي جنبا إلى جنب مع الدول المعنية.
ويعد "قوه جي بينغ" عمودا مشهورا في صحيفة الشعب اليومية، وغالبا ماينشر مقالات حول القضايا الدولية الهامة وشرح مواقف ووجهات نظر الصين.