تعرضت بلدان متعددة في العالم إلى موجة من الهجمات الارهابية خلال الاسبوع الماضي، هجوم في مطار أتاتورك الدولي ادى الى مقتل 40 شخصا، مقتل 20 رهينة في اقتحام مطعم في بنجلاديش، انفجار في بغداد أسفر عن مقتل أكثر من 200 شخصا. وقد أثارت الهجمات الارهابية الثلاث خلال ستة ايام قلقا عالميا. و لا يمكن ان يتنصّل تنظيم " الدولة الاسلامية" من هذه الهجمات.
أعلنت دول متعددة إدانتها الكاملة لتنظيم " الدولة الاسلامية" بعد حدوث الهجمات الإرهابية، والتي اعتبرت هذا انتقام تنظيم بسبب هزيمته في ساحة المعركة. وقد تسببت الهجمات مأساة بالنسبة لبلدان عديدة في جميع انحاء العالم، وجهاز انذار خاص لامريكا ودول اوروبية في مكافحة الارهاب الدولي.مما عززت أمريكا الإجراءات الأمنية للوقاية من حدوث هجوم ارهابي قبل وبعد " يوم استقلال".
الانتقام الجنوني، هل هو بسبب هزيمة تنظيم " الدولة الاسلامية" في ساحة المعركة؟
يعاني تنظيم " الدولة الاسلامية" هذا العام من تراجع في مناطق كثيرة في كل من العراق وسوريا وقلة روح عناصره المعنوية والمادية. في مارس، استعادت القوات الحكومية السورية مدينة تدمر الأثرية من عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية"، في مايو، نجحت القوات الحكومة العراقية في استعادة مدينة الفلوجة الاستراتيجية.
وقد فقد تنظيم " الدولة الاسلامية" على مدى الاشهر الـ 18 الماضية، السيطرة على نصف المناطق في العراق وسوريا، وحرص التنظيم على اظهار قدراته على التخطيط لهجمات ارهابية في اماكن كثيرة انتقاما لهزيمته.ونقلت بعض وسائل الإعلام الأجنبية عن محللين قولهم:" احتمال اتخاذ تنظيم " الدولة الاسلامية" شن أعمال إرهابية واسعة النطاق وسيلة للسيطرة على عناوين الصحف ووسائل الاعلام وكسب دعم الأنصار."
في الواقع، نقل تنظيم " الدولة الاسلامية " معركة القتال إلى الأماكن الأخرى من شمال وغرب العراق بعد سيطرته على مساحات شاسعة من أراضيها يونيو عام 2014،وقلل التفجيرات في بغداد.ومع ذلك، فإن التعثر العسكري لتنظيم " الدولة الاسلامية" ادى الى رد فعل انتقامي على المدنيين العراقيين لاظهارعدم تراجع قوتها.
وبالإضافة إلى ذلك،قال مسؤول في الجيش العراقي والتحالف الدولي، ان تنظيم "الدولة الإسلامية" يقوم بالهجوم المضاد فى ساحة المعركة ، وتعزيز الهجمات العنيفة لتحويل انتباه عن هزيمته في ساحة المعركة. وقال فؤاد معصوم الرئيس العراقي ايضا ، أن تنظيم " الدولة الاسلامية" يستخدم الهجمات الارهابية كوسيلة للانتقام بعد الخسارة التي تكبدها في الفلوجة.
بالإضافة إلى الهجمات الارهابية في العراق، فإن " مخالب" الجماعات المتطرفة في تجاه مناطق خارج ساحة المعركة، واصبحت باريس وبروكسل واسطنبول وغيرها من المدن الرئيسية مستهدفة. علاوة على ذلك، نرى من الرهائن في دكا ، بنغلاديش امتداد لمخالب الارهاب تجاه الدول الآسيوية.
دق ناقوس الخطر! امريكا ينبغي أن تكون مستعدة في ظل الصورة القاتمة لمكافحة الإرهاب الدولي
في ظل الهجمات الإرهابية المتكررة التي تتعرض لها دول متعددة في الآونة الأخيرة،يتزايد التضامن عالميا ضد الارهاب. فبعد وقوع هجوم إرهابي في بنغلاديش ،شدد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﺪﻭلي ﻭﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ في مكافحة الارهاب. ودعا رئيس الوزراء الماليزي، نجيب عبدالرزاق على أن يتحد العالم لمحاربة الإرهاب ايضا. وفي الآونة الأخيرة، الهجمات الارهابية المتكررة لم تستقطب الادانة الدولية فقط، ولكن دق ناقوس خطر في جميع دول العالم ايضا ، ويمكن وصف وضع مكافحة الارهاب بانه شديد للغاية. ونفذ الإرهابيون أو خططوا شن هجمات إرهابية متكررة فى مراكز النقل باوروبا فى الوقت السابق،ودق الهجوم الإرهابي فى مطار اتاتورك باسطنبول ناقوس الخطر مرة أخرى لتعزيز الإجراءات الأمنية فى محاور النقل.
وينبغي على امريكا واوروبا توخي الحذر. بعد التفجيرات الارهابية التي طالت المطار الدولي بتركيا، رفعت امريكا مستوى امن المطارات في المدن الرئيسية. ويتزامن 4 يوليو " يوم الاستقلال" الامريكي، وقال مسؤول امريكي أن جميع المدن الامريكية شهدت زيادة في عدد القوات الأمنية، سعيا لمنع الارهابيين من استغلال هذه الفرصة.
وقال بعض المحللين، أن الهجمات الارهابية التي استهدفت مطار أتاتورك في اسطنبول التركية قد تؤدي الى بداية جولة جديدة من الهجمات الارهابية. ويمكن أن تحدث هجمات ارهابية اخرى بعد الهجمات والتفجيرات التي طالت دكا وبغداد. وفي مواجهة الهجوم الارهابي الفظيع، دعا الرئيس التركي رجب طيب اردوغان إلى أن يكون هذا الهجوم نقطة تحول في التعاون العالمي في مواجهة الإرهاب.