(الصورة الارشيفية) |
كاشغار، شينجيانغ 11 يوليو 2016 /مع غروب شمس كل يوم، يتجه السياح والسكان في مدينة كاشغار بمنطقة شينجيانغ الويغورية الذاتية الحكم بشمال غربي الصين إلى السوق الليلية للمدينة عبر مسجد "عيد كاه"، أكبر مساجد الصين. فتدب الحياة وتتزايد الحركة في السوق المعروفة باسم "هان بازار"، لتبدأ أمسية جديدة يتمتع فيها الباعة وزبائنهم بأجواء الليل في هذه المدينة القديمة.
ويقول نور محمد محمد أمين، بائع الشعيرية الباردة في سوق "هان بازار" إن "كل من جاؤوا إلى هنا أصبحوا ملوكا وأمراء، فكل أطعمة كاشغار اللذيذة في متناولهم".
وتعني كلمة "هان بازار" باللغة الويغورية "سوق الملك" .
هذه السوق الليلية المميزة تقع على قطعة أرض مربعة تبلغ مساحتها نحو900 متر مربع بوسط المطاعم المقامة على جانبي الزقاق. ورغم صغر مساحتها، إلا أنها تجمع الكثير من الأكشاك التي تقدم أطعمة كاشغار مثل ( بيلاو ورامين والخروف المشوي والسمك المقلي وبودنغ الأرز مع اللبن وغيرها) ، ولذلك يمكن القول إن بإمكانك أن تجد أي طعام من أطعمة كاشغار في هذه السوق ما دمت تعرف الأسماء.
كان التجار والسياح منذ ألفي سنة يأتون إلى كاشغار التي كانت مركزا تجاريا يقع على طريق الحرير القديم، وكانت هذه المدينة تستقبل زوارها من كل بقاع العالم، ولذلك؛ اعتادت الأجيال المتلاحقة لأبناء كاشغار على تقديم خدمات الطعام والسكن لهؤلاء لكسب الرزق.
تعلم نور محمد محمد أمين مهارته من أبيه الذي أسس كشك الشعيرية الباردة في "هان بازار" قبل أكثر من 20 عاما. ومع ارتفاع مستوى الدخل لسكان كاشغار وتحول البيئة السكنية، ازداد سعر سلطانية الشعيرية الباردة الواحدة من نصف يوان إلى 7 يوانات، بيد أنها لا تزال تحافظ على رونقها وصيتها الكبير بين الزبائن القدماء، كما إنها تجذب أيضا المزيد من الزبائن الجدد.
رغم أن الشمس لم تغب بعد، إلا أن الزبائن يتدفقون إلى السوق الليلية ويحيطون بكشك الشعيرية الباردة، بينما ينشغل نور محمد بتحضير التوابل كالفلفل المفروم والثوم المهروس وصلصة الخل قبل أن يبدأ تقديم الشعيرية الباردة لزبائنه المتشوقين لطعامه اللذيذ.
وحول هذا يقول: إن "معظم الزبائن حاليا هم من السياح أو السكان غير الصائمين، لكن السوق ستشهد المزيد من الزبائن في المساء بعد أن يحين وقت الإفطار."
وتضم منطقة شينجيانغ أكثر من 13 مليون مسلم إلى جانب 24000 مسجد.
وبعد أن ينتهي نور محمد من خدمة الزبائن، يأخذ قسطا من الراحة على المقعد في انتظار موجة تالية من الزبائن.
ومع غروب الشمس، تمتلئ سوق هان بازار بالزبائن المسلمين الصائمين خلال نهار شهر رمضان.
وقال أركين، وهو من السكان المحليين :"إن الصوم يشعرنا بالجوع والعطش، ويعلمنا الصبر بالإضافة إلى الحفاظ على الطمأنينة وراحة البال."
ومع حلول الليل، يتصاعد ضجيج صيحات الباعة وتحيات السكان وثناء السياح وأصوات نقرات الكاميرات في السوق، فيما يتخللها دخان الشواء الشهي.
وحول هذه الأجواء المميزة تقول جيانغ تيان السائحة القادمة من مقاطعة جيانغشي "أبقى هنا كل ليلة، أفضل الحياة العادية لسكان كاشغار بدلا من أن أكون سائحة فقط." وتضيف أن أحب أطعمة كاشغار بالنسبة إليها هو البيض المشوي مع العسل.
وبدوره قال ماموت العاجي، 24 عاما: إن دخل المدينة يزداد مع زيادة عدد السياح." كما أن الإصلاحات التي تمت في منطقة المدينة القديمة قد وفرت ظروفا أحسن مما كانت عليه عندما كان أبوه يعمل في المكان. ويبلغ الإيجار الشهري لكشكه 600 يوان، بينما يكسب ماموت العاجي أكثر من 3000 يوان كل شهر.
وأمام كشك ماموت، يصطف الزبائن للتمتع بالسمك المقلي أو انتظار دورهم للحصول عليه، وفيما يبدأ الضجيج بالتناقص مع مرور الوقت، تبقى الأضواء في بعض الأكشاك والمطاعم متلألئة ، لتستمر بالعمل حتى فجر اليوم التالي لتقديم طعام السحور للصائمين المسلمين.
ومع انبثاق ضوء الفجر، يعود الهدوء إلى السوق الليلية "هان بازار" وتنتهي قصة ليلة جديدة من ليالي هذا المكان الرائع، ويستعد سكان كاشغار للترحيب بيوم جديد وقصص جديدة.