بكين 26 يونيو 2016 / لقد أصبح الفلسطيني أسامة حبيب الله أول شخص يحصل على ترخيص لممارسة الطب الصيني التقليدي في وطنه بعدما منحته إياه وزارة الصحة الفلسطينية مؤخرا.
فهذا الترخيص، الذي حصلت مراسلة وكالة أنباء ((شينخوا)) على صورة منه، يحمل الرقم "1"، وهو ما يشير إلى أنه أول ترخيص رسمي لممارسة الطب الصيني على الأراضي الفلسطينية.
تخرج أسامة حبيب الله(32 عاما) عام 2011 في جامعة بكين للطب الصيني التقليدي بعد دراسته فيها لخمسة أعوام بموجب منحة مقدمة من السلطة الفلسطينية، علما بأنه مكث في الصين لمدة تسعة أعوام تخللها ممارسته للطب الصيني التقليدي.
ونبع اختياره لدراسة الطب الصيني التقليدي من عشقه للفلسفة الصينية وحبه للرياضة الصينية التي تقوم على الدفاع عن النفس والحفاظ على الجسم، كما أنه لاحظ خلال الفترة التي قضاها في الصين إقبالا كبيرا ومتزايدا على التداوى بالطب الصيني التقليدي ودراسته والترويج له.
وبعد عودته إلى الأراضي الفلسطينية في نهاية العام 2011، عمل في مركز "الحياة" الطبي بالقدس كممارس للطب الصيني التقليدي. وفي أكتوبر من عام 2015، افتتح أول مركز للعلاج بالطب الصيني التقليدي في رام الله بالضفة الغربية، ولكن سرعان ما واجهته صعوبات وضغوط من وزارة الصحة الفلسطينية لعدم حصوله على ترخيص بمزاولة المهنة كون الطب الصيني التقليدي غير معترف به رسميا من قبل الوزارة، وبالتالي تم إغلاق المركز.
ولدى علم تشن شينغ تشونغ مدير مكتب ممثلية الصين لدى فلسطين بالصعوبات التي يواجهها الشاب حبيب الله، اتصل بوزارة التربية والتعليم الفلسطينية على الفور لدفع المصادقة على شهادة تخرجه من جامعة بكين للطب الصيني التقليدي، والتقى وزير الصحة الفلسطيني بشكل خاص ليشرح له مبادئ الطب الصيني التقليدي ومكانته في نظام الرعاية الصحية الصيني، فيما أوصى باعتماد نفس الممارسة لدى حكومة المملكة الأردنية الهاشمية -- أي الاعتراف بالطب الصيني التقليدي وإصدار ترخيص لممارسة هذا الطب في الأراضي الفلسطينية.
وقال تشن شينغ تشونغ إن تعزيز فهم وزارة الصحة الفلسطينية للطب الصيني التقليدي واعترافها بفعاليته وإصدارها ترخيصا لممارسته من شأنه أن يسهم في تعزيز تأثير الطب الصيني في فلسطين، كما يصب في صالح انتشار الثقافة الصينية.
وأشار حبيب الله إلى أن تردد الكثير من المرضى الفلسطينيين، ولاسيما أصحاب الأمراض المزمنة، على الأطباء دون الحصول على نتائج مرضية هو ما دفع هؤلاء المرضى إلى التداوى بالطب البديل، مضيفا أن الطب الصيني التقليدي يقدم علاجا لم يتعود عليه الفلسطينيون لكنه شهد إقبالا كبيرا فى الآونة الأخيرة.
وعن السبب وراء هذا الإقبال، أوضح حبيب الله أن صعوبات وضغوطات حياة الفلسطينيين دفعتهم للبحث عن الطب البديل لمساعدتهم في علاج أمراض لا يفضي الطب الحديث إلى نتائج في علاجها. فالفلسطينيون يعانون بوجه عام من ارتفاع مستويات الإجهاد والتوتر وارتفاع ضغط الدم، فهم يعيشون في ظل ظروف اقتصادية سيئة ووضع سياسي متوتر.
وعند حديثه عن العلاج بالحجامة تحديدا، أكد حبيب الله، الحاصل على درجة الدكتوراه في الطب الصيني التقليدي، أن هذا النوع من العلاج عادة ما يكون له نتائج فورية ويشعر معه المريض بالراحة، موضحا أن العلاج بالحجامة يعد أحد طرق العلاج في الطب الصيني والطب العربي القديم أيضا، حيث توضع أكواب فارغة في مناطق محددة من الجسم، ويمكن من خلال هذه الطريقة معرفة وتقييم حالة المريض من لون دمه للحكم على الدورة الدموية وتدفق الدم في الجسم.
وأوضح حبيب الله أن الطب الصيني التقليدي يعمل على تصحيح الاختلالات في الجسم، بالإضافة إلى التخفيف من الأعراض المرضية، لافتا إلى أن الفلسفة الصينية تقول إن المرض ينتج عن عدم توازن القوى في الجسد.
وأضاف حبيب الله أنه مقارنة بالطب الغربي، لا يترك الطب الصيني التقليدي عند التوجه إلى التداوى به أي آثار جانبية خصوصا الإبر الصينية، والأهم من ذلك أن الطب الصيني يتعامل مع الجسم كوحدة واحدة ويعالج المرض ليس في عضو واحد فقط، بل بالتعامل مع الجسم ككتلة واحدة إلى جانب معاينته واهتمامه بتأثير الجسم في الطبيعة.
وبعد حصوله على الترخيص، يستعد حبيب الله لفتح "مركز شامل للفلسفة الصينية" متخصص في علاج المرضى ومساعدة الجميع في الحفاظ على توازن أجسامهم وتجنب الإصابة بالأمراض. وبالإضافة إلى ذلك سيقدم المركز برامج خاصة لتعريف الفلسطينيين بفنون الدفاع الصينية، وثقافة الشاي الصيني، والفلسفة الصينية العريقة وغيرها.