تعليق: توجيه ضربات عسكرية ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" سيصعد من الهجمات الارهابية في العالم

بالرغم من أن التحرك الامريكي والمجتمع الدولي ضد تنظيم " الدولة الاسلامية (داعش) حقق تقدما، ومع ذلك، لم ينتقص من قدرته على اﺗﺴﺎع النفوذ العالمي. كما يشهد العالم تنامي الحركات الارهابية نتيجة الضربات العسكرية.

أدلى مدير المخابرات الأمريكية "CIA" جون برينان يوم 16 يونيو الجاري بشهادته أمام لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ الامريكي. وحذر برينان بصراحة من صلابة "داعش"، وما يملكه من موارد بشرية ومصادر تمويل ، وان داعش لا يزال "عدوا قويا". وقال برينان:" جهودنا لم تنتقص من قدرات الارهابيين ونفودهم في العالم. وأن تزايد الضغوطات الامريكية والمجتمع الدولي للضغط على "داعش" سيعزز من الإرهاب على الصعيد العالمي.

وقد زعم أوباما ومسؤولون آخرون بالحكومة الامريكية مرارا بانهم حققوا تقدما كبيرا في الحرب ضد "داعش"، وأن التنظيم يمر بـ " الفترة الأكثر ضعفا" منذ عام 2014. وفي هذه الحالة، نتساءل عن التقييم الاخير الذي قدمه برينان حول نتيجة الحرب على الارهاب.

قال برينان، أن تنظيم "الدولة الاسلامية" جزء رئيسي في قائمة الاهداف العالمية لامريكا ودول غربية أخرى. على الرغم من أن التنظيم تعرض لضربة قوية ،لكن عدد عناصره لا يزال أكثر بكثير من عناصر تنظيم " القاعدة". وقدرت وكالة المخابرات المركزية عدد المقاتلين في صفوف "داعش" في العراق وسوريا بـ 18 ألف الى 22ألأف، وحوالي 5000 الى 8000 مقاتل في ليبيا، و7000 مقاتل في نيجيريا، ومئات من المقاتلين تسللوا الى مصر باكستان وأفغانستان وأماكن أخرى.

كما أن عددا كبيرا من هؤلاء المقاتلين هم من المجتمع الغربي، مما يسهل عليهم العودة الى أوطانهم وتنفيذ الهجمات الارهابية. وبالاضافة الى ذلك، يمكن للمقاتلين التسلل عبر طرق مختلفة الى دول أخرى، منها التسلل بين اللاجئين، واستخدام شبكات تهريب البشر، و السفر الشرعي كالغطاء والخ.

والجدير بالذكر أن تهديدات "داعش" دخلت مرحلة جديدة. حيث أنه يمكن تحريض وشن هجمات العنف على نطاق عالمي، بدون ارسال متسللين أو الاتصال المباشر مع الارهابيين و لا حتى ارسال تعليمات للارهابيين. وفي الشهر الماضي ، قال مايو كاس، نائب وزير الأمن الوطني الأمريكي في شهادة أمام مجلس الشيوخ الامريكي:" نحن نعيش "مرحلة جديدة” في التهديد الإرهابي العالمي، حيث تطورت من مرحلة الهجمات المباشرة من الارهابيين، الى مرحلة الهجمات الارهابية التي شن بها المهاجم بعد التأثر من الارهابيين. وربما قد لا يكون هناك اتصال بين المهاجم وأعضاء التنظيم الارهابي وجها لوجه، وانما يقوم في فخ دعاية " داعش ".

وهذا الامر صعب للغاية بالنسبة للاجهزة الاستخبارات الامريكية. حيث أن الهجمات الإرهابية الأخيرة التي شهدتها أمريكا في مدينة سان برناردينو وهجوم أورلاندو كانت من تنفيذ المتطرفين المحليين الذين تاثروا بالافكار المتطرفة، والمتتابعين لتنظيم "داعش". وأكد أوباما أنه لا يمكن الاعتماد فقط على الاجهزة العسكرية والاستخباراتية من أجل منع هذه الحوادث. 

ومع ذلك، لا يتفق بعض الناس على ذلك. وقد نشر "معهد بحوث إعلام آسيا الوسطى" مؤسسة غير ربحية لمراقبة الجهاديين ومقرها في واشنطن العاصمة الامريكية (MEMRI)، تقريرا بعد دراسة مقالات وخطابات رسمية لـ"داعش"، وقال التقرير، ان انشطة تنظيم "داعش" ليست هي نفسها لـتنظيم " القاعدة" المخطط هجمات 11 سبتمبر وهجمات إرهابية أخرى، ومركز ثقل تنظيم "داعش" ليس في الإرهاب العالمي، ولكن في انشاء " الدولة"، وبالتالي، " تاجيل الصراع مع الغرب الى مرحلة لاحقة." 

وربما قد تكون هذه المرحلة أسرع بكثير مما كان يعتقد، حيث يجرؤ المتعاطفون ومتتبعون تنفيذ هجمات ارهابية في أي بلد في ظل مواصلة التدخل العسكري الذي تقوده امريكا في العراق وسوريا.