دمشق 25 يونيو 2016 / أعرب عبد الكريم الغول نائب رئيس ممثل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في سوريا يوم السبت عن أسفه بأن يصادف ذكرى يوم اللاجئ العالمي مع وصول عدد اللاجئين والنازحين وطالبي اللجوء الي أكثر من 65 مليون لاجئ هذا العام، وهذا الرقم قياسي وغير مسبوق.
وعزا عبد الكريم في مقابلة خاصة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) سبب الارتفاع إلى فشل المجتمع الدولي في إيجاد حلول ناجعة لمشكلة اللجوء، لافتا إلى أن بعض الدول تقفل أبوابها أمامها طالبي اللجوء ولا تساهم بدعم مالي لمعالجة مشاكل اللاجئين وطالبي اللجوء والنازحين.
وأضاف المسؤول الأممي أن "بعض الدول، بدلا من المشاركة في حمل العبء مع الدول الأخرى في قضية اللاجئين، تقفل أبوابها وحدودها أمام حركة اللجوء "، مؤكدا أن هذا يهدد المبادئ الأساسية للجوء التي هي موثقة في اتفاقية اللاجئ لعام 1954 .
وأشار إلى أن هناك دولا وبلدانا فقيرة اقتصاديا، ولكنها غنية بتراثها الإنساني وهي تستضيف الجزء الأكبر من اللاجئين ومثال على ذلك سوريا التي كانت في الماضي القريب تستضيف أكثر من مليوني عراقي ومن دول أخرى، مبينا أنه رغم المشاكل التي تعيشها سوريا اقتصاديا وأمنيا لا تزال تستضيف 31 الف لاجئ ونازح من مختلف البلدان العربية ، لافتا إلى أن هذا الأمر يبعث على الأمل .
ودعا عبد الكريم في معرض رده على سؤال حول التحديات والمصاعب التي تواجه عمل المفوضية في ظل وجود هذا الرقم الكبير، المجتمع الدولي إلى توجيه اهتمامه باتجاه إيجاد حلول ناجعة ومناسبة لمشاكل اللاجئين وكذلك والبحث عن أسباب اللجوء "، موضحا أنه " حين تنتفي أسباب اللجوء تحل مشكلة اللاجئين " .
وكشف المسؤول الأممي أن المفوضية على موعد هام لعقد الجلسة العمومية للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل من العام الجاري بهدف مناقشة مشاكل اللجوء وكذلك الهجرة، معربا عن أمله في أن يخرج هذا الاجتماع ببعض الحلول أو وضع الحل على السكة الصحيحة لمشكلة اللجوء .
وتابع يقول "إذا نظرنا إلى ميزانية الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية في إطار الخطة للاستجابة الإنسانية للنزوح في سوريا التي فيها نحو 5.6 مليون نازح، نلاحظ أنها لا تغطي إلا 30 بالمائة منها الاحتياجات ، وبالتالي نحن بحاجة لحوالي 327 مليون دولار سنويا، حتى نستطيع أن نغطي الاحتياجات " ، موضحا أن الميزانية الحالية لا تزيد عن 92 مليون دولار ، وهذا يشكل تقريبا نسبة 31 بالمائة من الميزانية .
وأكد عبد الكريم أن عمل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين وخلال عملها في سوريا تركز أكثر على النازحين داخليا، مشيرا إلى أن دورها يختلف عنه تجاه اللاجئين، وتعمل في إطار تنسيقي مع كافة المنظمات الإنسانية في خطط الاستجابة الإنسانية .
وقالت منظمة "أوكسفام" الخيرية للإغاثة ومقرها بريطانيا، في تقرير لها في أواخر مارس الماضى إن تلك الدول الغنية وهي أعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية الدولية ووقعت على اتفاقية اللاجئين الدولية، استقبلت ما يقل عن واحد ونصف في المائة فقط من أصل 5 ملايين لاجئ شردتهم الحرب في سوريا، مطالبة تلك الدول بالعمل سريعا على زيادة عدد اللاجئين السوريين الذين تستقبلهم تلك الدول على أراضيها.
وأعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، يوم الاثنين الماضي، إن عدد النازحين عن ديارهم بلغ أكثر من 65 مليون شخص العام الماضي، بمعدل واحد من بين كل 113 شخص في العالم يحمل صفة اللجوء أو النزوح أو طالب للجوء.
وبينت المفوضية في تقرير "الاتجاهات العالمية"، الصادر بالتزامن مع اليوم العالمي للاجئين إن رقما قياسيا بلغ 65.3 مليون شخص، نزحوا عن ديارهم في أنحاء العالم العام الماضي، كثيرون منهم فروا من الحروب لكنهم يواجهون عادة الجدران والقوانين الصارمة ورهاب الأجانب مع وصولهم للحدود.
ولفت التقرير إلى أن القتال في سوريا وأفغانستان وبوروندي وجنوب السودان، تسبب في موجة النزوح الأخيرة، مما رفع العدد الإجمالي للاجئين إلى 21.3 مليون شخص نصفهم من الأطفال.