الأخبار الأخيرة

تقرير : رمضان في الصين بعيون المسلمين العرب... تأكيد لاحترام حرية العقيدة الدينية

/مصدر: شينخوا/  15:54, June 21, 2016

    اطبع
 تقرير : رمضان في الصين بعيون المسلمين العرب... تأكيد لاحترام حرية العقيدة الدينية

بكين 21 يونيو 2016 / في رمضان شهر الخير والعطاء يؤدى مسلمو الصين، البالغ عددهم 22 مليونا، مع المسلمين في أنحاء العالم طقوس وشعائر هذا الشهر الكريم وسط أجواء رمضانية مميزة تبدو بارزة على نحو خاص في المناطق التي يتركز فيها المسلمون مثل منطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم ومقاطعة نينغشيا ذاتية الحكم لقومية هوى الخ.

وفي جميع بقاع الصين جنوبا وشمالا وشرقا وغربا، ثمة تواجد كبير للمسلمين الأجانب ولاسيما الوافدين من بلدان عربية ومن بينهم دبلوماسيون وموظفون وطلبة قضى بعضهم رمضان لعدة سنوات داخل الصين وعبروا عن مشاعر ولحظات الصداقة والود والألفة التي تبادلوها مع الصينيين خلال هذا الشهر الفضيل.

فالمستشارة الإعلامية للسفارة المصرية في بكين هدى جاد الله التي تقضى ثالث رمضان لها في الصين، أكدت أنها تحرص خلال قضاء شهر رمضان ببكين على التجمع، مشيرة إلى أن رمضان فرصة لتجمع المصريين المتواجدين في الصين لاستعادة الذكريات والأغاني الرمضانية وتناول الإفطار معا حيث يمتد السهر حتى وقت السحور قبل الفجر.

وباعتبارها مسؤولة عربية تقيم في الصين، عبرت هدى جاد الله عن رؤيتها بالنسبة لممارسة الشعائر الدينية في الصين، قائلة إن المساجد مفتوحة والتجمعات الخاصة بالاحتفالات الرمضانية مفتوحة، وإن الطلبة المصريين المبتعثين إلى الصين يقضون شهر رمضان ويمارسون طقوسه كما كانوا يفعلون في مصر.

إن الصين دولة متعددة القوميات ولدى الكثير من الأقليات القومية الصينية عقيدة دينية خاصة، ويعد احترام وحماية حرية العقيدة الدينية سياسة وطنية أساسية طويلة الأمد للحكومة الصينية. وينص دستور الصين على "أن مواطني جمهورية الصين الشعبية يتمتعون بحرية العقيدة الدينية" و"لا يحق لأي من أجهزة الدولة أوالمنظمات الاجتماعية أو الأفراد إرغام أي مواطن على الاعتقاد بأي دين أو عدم الاعتقاد به، ولايجوز التعصب ضد أي مواطن يعتقد بأي دين أولا يعتقد به". و"أن الدولة تحمى النشاطات الدينية الطبيعية".

وفي هذا الصدد، أكدت هدى جاد الله أن حرية العقيدة الدينية للمسلمين الصينيين والأجانب محمية بشكل فعال في جميع أنحاء الصين كما ينص الدستور، موضحة أن الحكومة الصينية تعبر باستمرار في قراراتها التي تبثها مختلف وسائل الإعلام الصينية عن احترام ممارسة العقائد والشعائر الدينية لمختلف الأقليات الموجودة في الصين.

أما المصرية هالة أحمد التي تقضى خامس رمضان لها في بكين وتعمل خبيرة في مؤسسة إعلامية صينية، فذكرت أنها تستقبل هي وأسرتها شهر رمضان في الصين بالحفاوة والترقب والانتظار، وتعتمد في ثبوت هلال رمضان على نشرة يصدرها مسجد الـ"نيوجيه"، وما إن يحل الشهر الكريم حتى تصبح عبارة "رمضان كريم" متداولة بينها وبين أصدقائها من مختلف الجاليات الإسلامية وكذا بينها وبين زملائها وأصدقائها الصينيين.

وحول سياسة الصين تجاه الأديان، أوضحت هالة أن الصين وضعت وفقا لأحكام الدستور المتعلقة بحرية العقيدة الدينية سياسات يقوم جوهرها على احترام وحماية حرية العقيدة لأبناء الأقليات القومية وضمان حقوقهم في القيام بشعائرهم الدينية.

وقالت إن الصين تتسم منذ قديم الأزل بتعددية العقائد الدينية ولأبنائها الحرية في اختيار الدين الذي يرغبون في اعتناقه، لافتة إلى أن مختلف الأديان متساوية في المكانة وتتعايش بوئام داخل الصين.

وأشارت هالة إلى أنها لاحظت خلال إقامتها في الصين وجود احترام متبادل بين المواطنين المعتنقين للأديان وغير المعتنقين للأديان. وعزت ذلك إلى روح التسامح المتأصلة في الأفكار والثقافات التقليدية الصينية.

ومن جانبه، قال الشاب السوري سامر الذي يعيش في مدينة قوانغتشو الصينية منذ سنوات عدة إن "شهر رمضان في الصين يسمى (باتشاي)، والسكان هنا يحترمون طقوس المسلمين في شهر رمضان".

وأضاف سامر الذي يملك مطعما عربيا بمدينة قوانغتشو أنه خلال وجوده في الصين لمدة خمسة أعوام، لم يشعر بأن أحدا منعه من ممارسة طقوسه في الصلاة أو في الصيام، مؤكدا أن "الجميع منشغل بعمله ولا أحد يتدخل في شؤون الآخرين" .

وروى سامر أن عائلة صينية تقيم بجواره دعاها مرة لطعام الإفطار خلال شهر رمضان وكانت مسرورة برؤية طقوس الإفطار، مؤكدا أن تلك العائلة قامت بعدها بدعوته هو وعائلته لتناول طعام الإفطار في منزلها. وقال "لو كان ينزعجون منا لما قبلوا الدعوة ودعونا لتناول الإفطار في منزلهم".

وبدوره قال المهندس السوري صلاح الحجار،الذي درس في جامعات بالصين في الفترة ما بين عامي1981 و1986، إن "الشعب الصيني يحترم بشدة عادات وتقاليد المسلمين الموجودين في الصين"، مضيفا أنه "شعب منفتح على الآخر، ويحترم عادات الناس أيا كان انتماؤهم".

وتذكر المهندس السوري الذي زار الصين عدة مرات خلال السنوات الخمس الماضية قصة أثناء وجوده للدراسة هناك، قائلا إن مسؤولين من الجامعات في الصين كانوا يشاركونا في وليمة في عيد الأضحى، مشيرا إلى أن طقوس رمضان في الصين "جميلة جدا".

إن حياة المسلمين العرب في شهر رمضان بالصين تعد بمثابة صورة مصغرة لسياسة الصين تجاه الأديان، وما يمارسونه من طقوس وشعائر خلال هذا الشهر المبارك يدلل على ما تبذله الحكومة الصينية من جهود لحماية حرية العقيدة الدينية.

صور ساخنة

أخبار ساخنة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×