تقرير اخباري: مكتبة القرويين بفاس تستعيد بريقها بعد أربع سنوات من الترميم

الرباط 15 يونيو 2016 /أعادت مكتبة جامعة القرويين بمدينة فاس ، العاصمة العلمية للمملكة المغربية ،فتح أبوابها اليوم (الأربعاء) بعد حوالي أربع سنوات من الإصلاح والترميم.

وتعد مكتبة القرويين من أقدم المكتبات في العالم ، وشهدت منذ عام 2012 إعادة ترميم وإصلاح.

وأعيد فتح المكتبة بعد ترميمها ضمن برنامج لإعادة الاعتبار للمباني العتيقة بمدينة فاس رصدت له استثمارات ناهزت 30 مليون دولار ، وتضمن كذلك تأهيل وترميم وتجديد 27 موقعا تاريخيا بالمدينة.

وتأسست المكتبة او الخزانة في العام 859 من قبل سيدة تدعى فاطمة الفهرية، وتضم مخطوطات قديمة تعود إلى 12 قرنا، ومثلت منذ البداية مرجعا للدارسين والباحثين في مختلف التخصصات من جميع أنحاء العالم، ومن أشهرهم ابن خلدون وابن عربي.

ولعبت دورا رائدا في مجال نشر وتبادل المعرفة بين المسلمين والأوروبيين.

وتضم هذه المكتبة، التي يقترن اسمها بجامع القرويين باعتبارها ظلت لقرون عديدة تحتل جناحا داخل هذا الجامع، الذي يعد من بين أقدم الجامعات في العالم العربي والإسلامي، نفائس ثمينة من المخطوطات ورصيدا من الوثائق النادرة والتي لا يوجد بعضها إلا بين رفوف هذه الخزانة العريقة.

ومن بين الذخائر النادرة من المخطوطات التي توجد في رفوف مكتبة القرويين مصحف كريم نادر يعود إلى نهاية القرن الثاني الهجري وبداية القرن الثالث مكتوب بماء الذهب على رق الغزال بخط كوفي قديم .

ولا توجد أية نسخة مطابقة لهذا المصحف الكريم في أية خزانة أخرى سواء داخل المغرب أو خارجه .

كما تتوفر الخزانة على نسخة فريدة من كتاب (العبر) لابن خلدون الذي حبسها شخصيا على خزانة القرويين حين كان يقيم ويدرس بمدينة فاس حتى يستفيد منها جميع رواد الخزانة وميزة هذه النسخة أنها ممهورة بتوقيعه بخط يده.

وقد تم مؤخرا اختيار هذا المخطوط من طرف منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) ضمن التراث العالمي الإنساني من خلال برنامج (ذاكرة العالم).

ومن بين نفائس مكتبة القرويين كذلك إنجيل مكتوب باللغة العربية يعود إلى القرن 12 الميلادي بالإضافة إلى مجموعة من المطبوعات الحجرية القيمة والنادرة والتي يقدر عددها بحوالي 600 مطبوع حجري.

ويقول عبد الفتاح بوكشوف محافظ المكتبة إن عملية المحافظة على هذا التراث المخطوط وصيانته فرضت توفير مختبر للترميم يضم آخر الابتكارات المعتمدة في مجال الترميم من معدات وتقنيات.

وأوضح بوكشوف في اتصال مع وكالة أنباء ((شينخوا)) أن ميزة مكتبة القرويين أنها لم تغلق أبوابها في وجه الطلبة والباحثين منذ تأسيسها بجناح داخل جامع القرويين العتيق في منتصف القرن الثامن الهجري وذلك بفضل عمليات الترميم والإصلاح والتوسيع والتجديد التي خضعت لها.

وقال المدير العام لوكالة التنمية ورد الاعتبار لمدينة فاس فؤاد السرغيني من جهته إن المدينة العتيقة لفاس نسيج حضري تاريخي عريق ومتنوع يضم حوالي 11 ألف من المباني التاريخية والمآثر العمرانية، التي تعتبر خير شاهد على عراقة وتفرد التراث المعماري لهذه المدينة.

وسجل مدير هذه الهيئة الحكومية التي تهتم برد الاعتبار للمباني العتيقة بمدينة فاس العاصمة العلمية للمملكة، أن من بين هذه المعالم التاريخية والحضارية هناك 11 من المدارس العتيقة و43 مدرسة قرآنية و83 ضريحا وزاوية و176 مسجدا من بينها جامع القرويين الذي يعد تحفة فنية عريقة في الهندسة والمعمار، بالإضافة إلى 40 من الحمامات التقليدية.

وتابع أن المدينة العتيقة لفاس تشكل نموذجا حيا للمدينة المتوسطية أو لمدن شمال إفريقيا والمدن العربية الإسلامية ، مبرزا ان خزانة القرويين تعد واحدة من اقدم الخزانات في العالم التي ما تزال تقدم خدمات للوافدين من طلاب وباحثين واكاديميين.