دمشق 11 يونيو 2016 /قتل 16 شخصا وأصيب أكثر من 60 آخرين بجروح اليوم (السبت) في تفجيرين انتحاريين متزامنين تبناهما تنظيم الدولة الإسلامية في منطقة السيدة زينب ذات الغالبية الشيعية بريف دمشق الجنوبي.
وقال مصدر عسكري سوري فضل عدم الكشف عن اسمه لوكالة أنباء ((شينخوا)) في دمشق إن "الحصيلة النهائية للتفجيرين اللذين وقعا في شارع التين بمنطقة السيدة زينب ومدخل بلدة الذيابية بلغت 16 شهيدا و62 جريحا".
وتسبب التفجيران كذلك في وقوع "حالة من الهلع والخوف" بين سكان المنطقة، حسب المصدر.
ووقع التفجير الأول عندما فجر انتحاري يرتدي حزاما ناسفا نفسه عند مدخل بلدة السيدة زينب باتجاه الذيابية، فيما نفذ التفجير الثاني انتحاري بسيارة مفخخة في شارع التين على اطراف البلدة، حسب وكالة الانباء السورية (سانا).
وقدمت الوكالة الرسمية حصيلة اقل للقتلى والجرحى.
ونقلت عن مصدر في قيادة شرطة محافظة ريف دمشق قوله إن "عدد ضحايا التفجيرين الارهابيين في منطقة السيدة زينب بلغ 12 شهيدا و55 جريحا".
وتابع أن "من بين الشهداء والجرحى عددا من الأطفال والنساء"، مبينا أنه تم نقل الجرحى إلى عدد من المشافي في دمشق، لافتا إلى "أن إصابات بعضهم خطرة".
وأدى التفجيران أيضا إلى وقوع أضرار مادية كبيرة بعدد من المنازل واحتراق عدد من السيارات والمحلات التجارية.
وذكر تلفزيون ((سما)) المحلي القريب من الحكومة السورية أن عدة ثوان فصلت بين التفجيرين، مشيرا إلى أن سيارات الإسعاف هرعت مسرعة إلى المكان.
وتبنى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) التفجيرين.
وأصدر التنظيم المتطرف بيانا تبنى فيه تفجيرات السيدة زينب، قائلا إن ثلاث عمليات ضربت مواقع "الروافض والنصيرية" في منطقة السيدة زينب.
وتعد منطقة السيدة زينب في ريف دمشق من أكثر المناطق المحصنة، إذ تتمركز بها ميليشيات شيعية وعناصر من حزب الله اللبناني.
وتشهد هذه المنطقة بين حين وآخر تفجيرات انتحارية نظرا لموقعها الاستراتيجي الذي يصل العاصمة السورية دمشق بريفها.
ودانت الحكومة السورية التفجيرات، واصفة اياها بـ"الارهابية الجبانة".
وقال رئيس الوزراء وائل الحلقي إن "هذه الأعمال الإرهابية الجبانة (..) تحاول النيل من الدولة السورية بمكوناتها كافة"، مطالبا المجتمع الدولي بضرورة أن يتحمل مسؤولياته الإنسانية والأخلاقية والقانونية تجاه هذه الأعمال اللاإنسانية وأن يضع حدا للدول الداعمة والممولة للإرهاب".
ووجهت وزارة الخارجية السورية رسالتين إلى مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة، دانت فيهما التفجيرين.
وأوضحت أن سيارة مفخخة استهدفت سوقا للخضار في شارع التين المزدحم بالمتسوقين على اطراف بلدة السيدة زينب، فيما فجر انتحاري حزامه الناسف وسط تجمع للمدنيين عند مدخل البلدة باتجاه الذيابية.
وقالت "إن التفجيرات الإرهابية في السيدة زينب واستمرار القصف العشوائي على أحياء حلب المدنية وريفها والمجازر التي يرتكبها تنظيما داعش وجبهة النصرة الإرهابيان وغيرهما من الجماعات المتحالفة معهما تأتي في إطار السياسات البلطجية والفاشية التي ينتهجها النظام التركي وبدعم مالي وعسكري منه ومن نظامي الدوحة والرياض".
وطالبت دمشق في رسالتيها "مجلس الأمن والأمم المتحدة بإدانة الجرائم الإرهابية كما أدان جرائم إرهابية مماثلة ارتكبت في عدد من دول العالم (..) والابتعاد عن الإزدواجية في المعايير عند التصدي للإرهاب وطرق مكافحته".
وختمت وزارة الخارجية رسالتيها بالقول إن "الحكومة السورية تطالب مجلس الأمن بالاضطلاع بمسؤولياته في حفظ السلم والأمن الدوليين عبر اتخاذ إجراءات رادعة فورية وعقابية بحق الدول والأنظمة الداعمة والممولة للإرهاب".
وفي 25 ابريل الماضي فجر مسلحون سيارة مفخخة على مدخل بلدة الذيابية في ريف دمشق، ما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص وإصابة 20 اخرين بجروح.
وتضم منطقة السيدة زينب مقاما دينيا للشيعة وأصبحت مركزا للدراسات الدينية لمعتنقي المذهب الشيعي.