وفقا للتقرير الذي نشرته صحيفة "ليان خه تساو باو" السنغافورية يوم 6 يونيو الجاري، تعمل السعودية تحت قيادة الملك سلمان بن عبد العزيز بالمضي قدماً نحو توسيع المواجهة ضد إيران إلى خارج منطقة الشرق الاوسط، دون الاعتماد على الحلفاء الغربيين في كبح طموحات طهران خارج العالم العربي.
منذ تولى الملك سلمان بن عبد العزيز الحكم في أوائل العام الماضي،وتوصل ايران إلى اتفاق نووي مع القوى العالمية ،عدلت الرياض من استراتيجيتها في التصدي لجهود إيران الشيعية لكسب الدعم في أفريقيا وآسيا بل وفي أمريكا اللاتينية.
ومن أبرز مظاهر الاستراتيجية السعودية السنية ، استخدمت شبكات إسلامية في دفع الدول لقطع علاقاتها مع إيران بما في ذلك إنشاء تحالف إسلامي ضد الإرهاب دون دعوة منافستها الشيعية طهران للمشاركة فيه.
تشكيل التحالف الإسلامي ضد الإرهاب لعزل ايران
منذ فترة طويلة والسعودية تستخدم مختلف التدابير الدبلوماسية ، الاقتصادية والعسكرية للحد من طموحات ايران في العالم العربي.وبحلول نوفمبر العام الماضي، انشأت السعودية تحالفا إسلاميا عسكريا لمحاربة الإرهاب، محاولة سعي الحصول على دعم باكستان وماليزيا وغيرها من البلدان فى المناطق الأخرى.
وقال مهران كمرافا استاذ في جامعة جورجتاون في قطر:"بالنظرا من مستويات متعددة، التنافس السعودي الايراني يمتد الى خارج منطقة الشرق الاوسط. وهذا التطورالمثير للاهتمام لم يشهده التاريخ."
بعد التوصل إلى اتفاق تاريخي بين ايران والدول الست الكبرى حول ملف طهران النووي في يناير هذا العام،سيتم رفع عدد من العقوبات ضد ايران التي ادت الى انهيار الاقتصادي. وتخشى الرياض أن يتيح ذلك لطهران مجالا أكبر لتعزيز مصالحها على المستوى الدولي.
وبعد أن قالت أمريكا ان البنوك الغربية يمكن استئناف التعاملات المشروعة مع إيران،يعتقد السعوديون أن واشنطن حليفهم الرئيسي في الغرب بدأت تتراجع تدريجيا عن منطقة الشرق الاوسط. وقال دبلوماسي رفيع في السعودي:"ادركوا أن النظام الدولي القديم لم يعد موجودا، ويجب أن يتولوا المسؤولية."
وقال مصطفى العاني الخبير الأمني العراقي الذي تربطه صلات وثيقة بوزارة الداخلية السعودية، أن سليمان يعتقد ايضا أن النفوذ الإيراني لم يكبر إلا لأن أحد لم يتصد له، لذلك قررت السعودية تغيير استراتيجيتها.
ورغم أن التحالف العسكري لمحاربة الارهاب ليس الهدف منه خصيصا التصدي لإيران، لكن لم يضم في عضويته طهران ولا حكومة العراق. ويهدف التحالف ايضا إلى التصدي لتعليقات في بعض وسائل الإعلام الغربية تردد أن السعودية تؤيد تطرف الجهاديين في بعض المستويات في الوقت الذي تعمل فيه إيران وحلفاؤها من الشيعة على محاربة تنظيم "الدولة الإسلامية".
وقال العاني: "الغرض من التحالف الجديد في الأساس هو حشد التأييد الإسلامي على المستوى العالمي للسعودية كي تأخذ الراية من إيران وتقود الحرب على الإرهاب ".
السعودية تكسب الدعم الهندي والافريقي
بالإضافة إلى مبادرة التحالف تحاول السعودية الفوز بدعم الهند وتشجيعها على عزل إيران، لكن النتائج متباينة في هذا المجال. وبعد أن زار رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي البلدين المتنافسين في مايو الماضي، زادت مبيعات الطاقة السعودية للهند، لكن نيودلهي وافقت على إنشاء ميناء في إيران.
وقال محلل سعودي إن جزءا من هدف استضافة الرياض لقمة دول أميركا الجنوبية وجامعة الدول العربية في العام الماضي هو الحد من النفوذ الإيراني.
كما اطلقت السعودية دبلوماسية المال في افريقيا للفوز بالدعم من مختلف أنحاء أفريقيا.
تعرضت السفارة السعودية في ايران لهجوم بعد إعدام السلطات السعودية لرجل الدين الشيعي في يناير هذا العام. وقامت بعض الدول العربية عضو في جامعة الدول العربية بقطع علاقاتها مع ايران لاظهار دعمها للسعودية، وتابعتها بعض الدول الافريقية مثل السودان وجيبوتي والصومال.
وساعدت السعودية سابقا هذه الدول،مثلا،تقديمها مساعدات بقيمة 50 مليون دولار لجيبوتي.ومع ذلك، نفت جيبوتي بأن يكون دعمها للسعودية له علاقة بالمساعدة المالية السعودية،بل اتهمت ايران بانها قامت بالتحريض الطائفي في افريقيا.
وبشكل عام، تعتقد السعودية أن استراتيجيتها تؤتي ثمارها. وقال مستشار للأمير محمد بن سلمان ، ولي ولي العهد السعودي،في الشهر الماضي:" اصبح التوسع الايراني ثابتا تقريبا."
لكن،يعتقد مهران كمرافا أنه لا يزال وقتا مبكرا جدا للتداولات ." في العلاقات الدولية، يمكنك استئجار احد الاصدقاء، ولكن لا يمكن شرائه. وبالنسبة للسعودية ، فإن فعالية سياستها على المدى الطويل مشكوك فيها،لان هذه التحالفات تستند حصرا على الاستراتيجيات أو العلاقات التجارية."