خلال قرابة 20 سنة، إجتهد عباس في تعريف الدول العربية على المجتمع الصيني والثقافة الصينية.
حينما جاء عباس كديمي من العراق إلى الصين أول مرة، لم يكن يعرف عن الصين إلا ماقرأه عنها في الكتب. لكن منذ أن قدم إليها لبث فيها 18 سنة كاملة. يعمل عباس مترجما في مجال الإعلام والنشر، وهو يرى بأن التبادل الثقافي بين الصين والعالم العربي يتميز بالثراء والتنوع.
بعد انتهاء حرب الخليج الثانية في تسعينات القرن الماضي، فرضت الأمم المتحدة عقوبات على العراق، وتعرض الإقتصاد العراقي إلى أضرارا جسيمة. فإنتقل عباس من بغداد إلى بكين، للعمل في وكالة شينخوا كمحرر للأخبار.
يتذكر عباس إبن الـ 54، الذي يعمل نائب رئيس التحرير بالقسم العربي لدار النشر باللغات الأجنبية، قائلا: "لم أكن حينها متأكدا إن كان الصينيون سيتقبلونني أم لا."
قدم عباس إلى بكين في صيف 1998، حيث تفاجأ بالتطور الإقتصادي الذي تشهده المدينة، بشكل يختلف كثيرا عن العراق.
لاحقا، لحقت به زوجته وأبنائه، لتجتمع كامل العائلة في بكين.
واجهت العائلة في البداية عدة صعوبات، سواء في تعليم العربية للأبناء أو في إيجاد الطعام الحلال. ويضيف عباس:"لقد شعرنا بحفاوة وتفهم الشعب الصيني. وبعد أن وجدنا المطاعم الإسلامية في بكين، حلّت مشكلة الطعام الحلال."
رغم عيشه بعيدا عن العراق، لكن قلب عباس بقي دائما معلقا بالشعب العراقي، ويتباع أخبار وطنه أولا بأول.
في 19 مارس 2003، عاش عباس أصعب فترات حياته، حيث قامت أمريكا في ذلك اليوم بغزو العراق.
ويتذكر قائلا: "لقد كنت أتألم وأتحسر كثيرا. لكن أصدقائي الصينيين أعطوني دعما معنويا كبيرا."
حصل عباس بكفاءته وعمل الدؤوب على إحترام زملائه الصينيين. وفي سنة 2008، كلفته لجنة تنظيم الألعاب الأولمبية، بكتابة مقال السائحين العرب على الصين. كما حقق خلال كامل مسيرة تواجده في الصين نجاحات تثير الغبطة.
شارك عباس في الجهود التنظيمية للألعاب الأولمبية، بكين 2008، وكان يتحدث مع الضيوف الأجانب عن الصين كلما أتيح له الوقت.
في العام الموالي، إلتحق عباس بالقسم العربي لدار النشر باللغات الأجنبية، كمترجم ومحرر، ومن ثم أعجب بالأدب الصيني.
يقول عباس: "بالمقارنة مع الأعمال الغربية الشهيرة، لم يدخل من الأعمال الأدبية الصينية إلى العالم العربي غير القليل، لذا شرف لي أن أشارك مع القراء العرب الأعمال الكلاسيكية الصينية، وأنا سعيد أيضا بأن أكون جسرا بين الأدب الصيني والقراء العرب."
شارك عباس قبل سنوات في ترجمة الرواية الصينية الشهيرة "الممالك الثلاث" من اللغة الإنغليزية إلى العربية. وقد أعجب عباس بهذه الرواية وشخصياتها إعجابا كبيرا. حيث يقول:" تضمنت رواية الممالك الثلاث مئات الشخصيات المختلفة، وقد شدتني إليها كثيرا، وأخذني أسلوبها الروائي إلى أعماق القصة."