تعليق: الانتخابات الامريكية 2016 ومصير العلاقات الصينية ـ الامريكية

أصدر معهد الدراسات الامريكية التابع للاكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية ودار النشر والطباعة التابعة للاكاديمية العلوم الاجتماعية يوم 27 مايو "الكتاب الازرق حول أمريكا: تقرير الابحاث الامريكية لعام 2016"، أشار فيه الى أن العلاقات الصينية ـ الامريكية ستواجه اختبارا لا مفر منه بعد عام 2017 ، لان الرئيس الامريكي الجديد سواء كان من الحزب الديمقراطي أو الجمهوري سيعرض القوة في السياسات اتجاه الصين.

قال باحث في الشؤون الامريكية التابع للاكاديمة الصينية للعلوم الاجتماعية دياو دا مينغ ، أن موقف المرشحين للرئاسة الامريكية من الحزب الديمقراطي والجمهوري اتجاه العلاقات الصينية ـ الامريكية غامض الى حد ما، وفي الغالب ما تتسم بنوع من الانتقاد العلني للصين، كما تعتبر أمريكا الصين تهديدا مزدوجا لنموذج التنمية الامريكية ومكانتها القيادية الدولية .

وقال دياو دا مينغ خلال المؤتمر الصحفي المنعقد حول الكتاب الأزرق: " الحكومة الصينية عليها ان تستعد جيدا لمواجهة ما قد يتعرض اليه "النمودج الجديد للعلاقات بين الصين وأمريكا كالدول الكبرى" على المدى الطويل، والذي قد يصل الى مستوى معقد ومتكرر."

من المقرر أن تجري الانتخابات الامريكية الرئاسية في نوفمبر القادم من هذا العام، وحاليا، موقف المرشحين الاثنين للانتخابات 2016 اتجاه الصين سلبي.

وكانت هيلاري كلينتون أحد المحركين الرئيسيين لاستراتيجية آسيا والمحيط الهادي دائما صعبة اتجاه الشؤون الصينية. كما أن موقف دونالد ترامب الدبلوماسي في العلاقات الصينية ـ الامريكية يوجد الكثير من عدم اليقين. من ناحية، انتقد دونالد ترامب للصين لمرات عديدة علنا حول مواضيع لا اساس لها من الصحة. ومن ناحية اخرى، يختلف ترامب عن الجمهوريين التقليديين بعدم دعوته الى الوجود القوي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ ، ولا يدعو الى الاستثمار لحماية اليابان وكوريا الجنولية وغيرها، ولا يدعو الى التدخل في نزاعات حول جزر ديايو وغيرها من المواقف الاخرى، ربما ستساعد الصين على تحسين الوضع الأمني المحيط بها.

ويشير التقرير المذكور اعلاه الى أن الرئيس الامريكي الجديد سواء كان من الحزب الديمقراطي أو الجمهوري سيعرض القوة في السياسات اتجاه الصين . ويحتمل أن تواصل العلاقات الصينية ـ الامريكية الاتجاه التقليدي في فترة ولاية الرئيس الامريكي الجديد ، حيث تبدأ بالتبريد ثم التسخين، وربما ستذهب الى أبعد من التبريد هذه المرة. مما يعني أيضا، أن العلاقات الصينية ـ الامريكية ستواجه بلا شك اختبارا قاسيا وصعبا بعد وصول الحكومة الامريكية الجديدة للسلطة عام 2017.

يعتقد سون شيويه فنغ نائب عميد معهد العلاقات الدولية في جامعة تسينغهوا، أنه مهما كانت نتائج الانتخابات الامريكية، ينبغي على الصين التفكير في كيفية التنافس والتعاون مع أمريكا في العلاقات مع البلدان المجاورة للصين، وتحسين العلاقات مع دول الجوار، ومعاملتهم بشكل مختلف، هكذا يبقى هناك مساحة واسعة لترقية العلاقات الصينية ـ الامريكية.