25 مايو 2016/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ وجدت أغنية شعبية بعنوان "ماركس من أبناء جيل التسعينات" صدى كبيرا على وسائل التواصل الصينية مؤخرا، وأدت هذه الأغنية فرقة متكونة من مواليد الثمانينات والتسعينات. وكانت عدة أوساط قد إحتفلت بذكرى ولادة ماركس الـ198 في 5 مايو الجاري، ورغم أن العديد من الأنشطة لم تظهر في وسائل الإعلام، إلا أنها لقيت إهتماما كبيرا داخل الأوساط الشبابية.
هذا تقريبا لا يمثل إنطباع الناس على مواليد الـثمانينات والتسعينات الذين يتميتزون بتنوعهم الفكري، لكن إذا أمعنا النظر، نجد أن هذا شيء غير خارج عن التوقع. حيث يتمتع الشباب بروح النقد والشك، ما يشبه شخصية ماركس التي نشأت وترعرعت في جو متوتر ومضطرب. كما يدفع الشعور بالعدالة والمسؤولية، الشباب للرغبة في تحرير كافة البشرية وتأسيس المجتمع المثالي عبر الماركسية. كما يجد تطلع الشباب إلى الحرية ضالته في مفهوم الحرية الإنسانية والتنمية الكاملة التي طرحها ماركس.
لا يمكن أن ننكر بأن حولنا يوجد هذا النوع من الأشخاص: أشخاض ربما لم يقرؤا أي عمل لماركس، ويرون بأن نظريات ماركس قد تجاوزها الزمن، ويعتقد البعض الآخر بأن الماركسية تعثل "غسيل دماغ"، ويرفضون تلقي أي محتوى عن الماركسية، لكن هذه الطريقة في التفكير لن تؤدي إلا إلى الإبتعاد عن المنطق العلمي والحقيقة العامة. فالماركسية لا تخص الماركسية وجدها، وإنما تساعدنا على فهم الطبيعة والمجتمع البشري وطبائع تطور الوعي البشري. وغيرها من المسائل. ولا شك أن التخلي عن النظرية الماركسية يمثل خسارة كبيرة للبشرية.
يقول إينغلز: "رؤية ماركس للعالم لا تمثل عقيدة وإنما طريقة. " "والماركسية ليست حكرا على مجال دراسة معين، بل تمثل نظرية شاملة، تتبنى رؤية علمية للعالم وتحاجج من خلال الجدلية المادية، فهناك نظرية البروليتاريا، وهناك أيضا نظرية الإقتصاد السياسي. وبالنسبة للشباب تعد الماركسية طريقة لبناء الوعي النظري الذاتي، وتحسين طرق الوعي. ودراسة الماركسية لا تهدف إلى إيضاح الصواب السياسي، بل لإمتلاك الأسلحة الفلسفية المناسبة لمراقبة العالم وتحليل القضايا."
من توقع "البيان الشيوعي" بأن تصبح العولمة إتجاه لارجعة فيه، إلى إعادة إكتشاف المجتمعات الغربية لـ"رأس المال" بعد الأزمة المالية لعام 2008، جسدت كل هذه المظاهر عبقرية الماركسية في التاريخ والواقع.
التاريخ هو أفضل شاهد. ماركس لم يبتعد إطلاقا، والشباب لم يبتعد عن الماركسية.