تعليق: دلالات زيارة الرئيس الهندي الى الصين

تلبية لدعوة من نظيره الصيني شي جين بينغ، بدأ الرئيس الهندي براناب موخرجي يوم 24 مايو الجاري زيارة دولة للصين من مدينة قوانغتشو. وشغل موخرجي عدة مناصب وزارية مهمة في الماضي، منها الخارجية والداخلية والدفاع والتجارة. وما يثير الاهتمام هو التفاعل المكثف في العلاقات الصينية ـ الهندية في الاونة الاخيرة. وزيارة موخرجي الى الصين هي ثالث زيارة لكبار الشخصيات الهندية بعد الزيارة التي قام بها وزير الدفاع ومستشار الامن القومي الهندي الى الصين في الشهر الماضي. وبالرغم من أن القوة الحقيقية في الهند تكمن في يد رئيس الوزراء، إلا أن اول زيارة دولة منذ ست سنوات يقوم بها رئيس هندي الى الصين، لها دلالات رمزية كبيرة .

قال السفير الصيني السابق لدى الهند تشو قانغ، أن التبادلات الصينية ـ الهندية تشهد تطورا واضحا خلال السنوات الاخيرة في مختلف المجالات، بما في ذلك الاقتصادية والثقافية والدفاعية وغيرها ، وذلك تحت اجماع قادة البلدين. وبالرغم من أن نتائج الزيارة الحالية لن تكون كبيرة جدا ، إلا أن زيارة موخرجي كرئيس دولة الى الصين يعكس مدى اهتمام قادة البلدين بالحفاظ على قوة دفع عالية لتبادل الزيارات الرفيعة المستوى بين البلدين، ويدل على موقف ايجابي لتسريع المفاوضات من أجل التوصل الى حل قضية الحدود في وقت مبكر مقبولا لكلا الجانبين، وهي رغبة مشتركة من الجانبين أيضا ، على الرغم من أنه أمر صعب. "

يعتقد الرأي العام عموما أن اختيار قوانغتشو المحطة الأولى التي وقف فيها الرئيس الهندي في جولته الى الصين، يؤكد أن الاقتصاد والتجارة موضوع الاكثر أهمية في الزيارة. ولكن تقرير لقاء موخرجي مع وسائل الاعلام الصينية قبل زيارته يبين أن موخرجي لم يتجاهل قضية الحدود بين البلدين، وأنما قال :" تتطلع الهند والصين الى العمل معا للبحث عن وسيلة عادلة ومعقولة، ومقبولة من الجانبين للتعامل مع قضية الحدود بين الهند والصين، وبالتالي تعميق العلاقات الثنائية."

وأعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية لو كانغ سابقا، إن الصين والهند تحافظان على تبادلات وثيقة رفيعة المستوى باستمرار. ويعكس التفاعل المكثف رفيع المستوى بين الصين والهند مؤخرا توجّها جيدا للتنمية السليمة والمستقرة للعلاقات بين البلدين، كما يؤكد على تعمق الثقة السياسية المتبادلة بين البلدين، وتطور التعاون والتبادلات في مختلف المجالات، والحفاظ على حسن التنسيق والتعاون في الشؤون الدولية والإقليمية. مضيفا: "على الرغم من وجود بعض الخلافات في العلاقات الصينية الهندية، يرغب كلا الجانبين في التحكم بالقضايا المعنية وحلها بشكل فعال من خلال المفاوضات الودية. "

وفي الشهر الماضي، عقد عضو مجلس الدولة الصيني يانغ جيه تشي الممثل الخاص للجانب الصيني ومستشار الامن القومي اجيت دوفال الممثل الخاص عن الجانب الهندي الاجتماع الـ19 للممثلين الخاصين لقضية الحدود بين الصين والهند. ويعتبر الاجتماع قناة رئيسية للجانبين لحل قضية الحدود، ومنصة هامة للحوار الاستراتيجي بين الصين والهند. وفي الوقت الحاضر، تمر المفاوضات بمرحلة حرجة ، والبلدان على استعداد لمواصلة تعزيز المفاوضات من أجل ايجاد حل عادل ومعقول للطرفين.

وقال أوتيل المدير التنفيذي لاتحاد الغرف التجارية والصناعية الهندية لوسائل الاعلام الدولية ، أن حجم التبادل التجاري بين الهند والصين بلغ أكثر من 70 مليار دولار حاليا، ومستمر في النمو ، والشركات الصينية المستثمرة في الهند في تزايد مستمر أيضا، وتسير التجارة الثنائية في الاتجاه الجيد بشكل عام. مضيفا: " انا متفائل جدا، لأن بيئة الاستثمار في الهند جيدة ، والسوق كبيرة جدا، ولا يمكن للشركات الصينية التخلي عن هذه السوق."

وأضاف أوتيل أن برناب موخرجي هو صديق قديم للصين، وحاصل على درجة ماجستير في الاقتصاد، وجميع الشركات الهندية في الصين ترحب بزيارته. والرئيس الهندي يشجعنا على العمل أكثر لدفع بالعلاقات بين البلدين، والمشاركة في تنمية الاقتصاد الصيني والتعلم من التجربة الصينية أيضا.

" التعاون الموضوع الرئيسي للمناقشات في زيارة الرئيس الهندي الى الصين، بما في ذلك مناقشة تعزيز التعاون، والدفع بالتبادل التجاري بين البلدين الى الامام أكثر." ويعتقد أوتيل أن حجم التبادل التجاري بين الهند والصين قد يرتفع الى 200 مليار دولار مستقبلا، لان فضاء التعاون لا يزال واسعا. وبالاضافة الى ذلك، تشهد العلاقات السياسية بين البلدين استقرارا ونضجا متزايدا.