الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> تبادلات دولية
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

تعليق: التعاون الامريكي الفيتنامي لا يمكن أن يغير التعاون الصيني الفيتنامي

2016:05:24.14:29    حجم الخط    اطبع
تعليق: التعاون الامريكي الفيتنامي لا يمكن أن يغير التعاون الصيني الفيتنامي

بقلم/ سو شياو خوي ، نائبة مدير المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية التابع للمعهد الصيني للدراسات الدولية

أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال زيارته الى الفيتنام يوم 23 مايو الجاري أن أمريكا سترفع الحظر المفروض على مبيعات المعدات العسكرية الى فيتنام، ما جعل تركيز وسائل الاعلام الغربية ينصب على تفسير الاعلان. وذكرت شبكة الاخبار الامريكية ( سي أن أن ) في تقريرها العاجل أن الزعيمين يشيران الى أن هدف القرار هو تعزيز التعاون الدفاعي بين البلدين. كما فسر التقرير الشراكة الامريكي الفيتنامي بخطوة موجهة نحو النمو المتزايد للقوات الصينية في المنطقة. وفسرت وكالة فرانس برس (أ ف ب) الاعلان الامريكي على انه تحذيرا للصين بشأن النزاع في بحر الصين الجنوبي. وإن الاهتمام بالتعاون الامريكي الفيتنامي أمرا مفهوما، ولكن، ربط الموضوع مع قضية بحر الصين الجنوبي والعلاقات بين الصين والفيتنام، حتما يشتبه في محتواها تكهنات خبيثة، ولا تتناسب مع الحقائق.

زيارة أوباما إلى فيتنام ليست "إرتجالية". فقد أعلن أوباما وترونج تان سانج رئيس فيتنام خلال زيارة الاخير الى أمريكا في يوليو عام 2013 عن اقامة شراكة شاملة بين البلدين. وفي ذلك الوقت، أعلن أوباما عن خطته لزيارة الفيتنام خلال فترة ولايته. وفي الواقع، زيارة أوباما الى فيتنام لتحقيق " التزامات" أمريكية.

في السنوات الأخيرة، ترتفع اصوات دعم التعاون بين البلدين في أمريكا وفيتنام. اقتصاديا، يأمل البلدان توسيع التعاون الاقتصادي والتجاري بينهما. منذ تسعينات القرن الماضي، بعد تطبيع التجارة بين امريكا وفيتنام، سرعان ما تحولت الاخيرة الى واحدة من أهم الشركاء التجاريين لامريكا. وتتطلع امريكا الى فتح التجارة والاستثمار في السوق الفيتنامية ، الدولة المتوسطية التي يتجاوز عدد سكانها 90 مليون نسمة. وتتطلع فيتنام الى المساعدة الامريكية في تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة، وتخطيط لدخول اكثر الى السوق الامريكية، وهو أحد الاسباب الرئيسية لانضمام الفيتنام الى اتفاق الشراكة الاقتصادية الإستراتيجية عبر المحيط الهادئ أو الشراكة عبر المحيط الهادئ ( TPP ) بقيادة أمريكا.

من الناحية السياسية، الجانبان على استعداد لمواصلة تعزيز الاتصالات السياسية. حيث ان أمريكا بحاجة الى تعزيز نفوذها الاقليمية مع تنفيذ استراتيجية "إعادة التوازن آسيا والمحيط الهادئ". وتعتبر فيتنام من أهم دول في شبه جزيرة الهند- الصين وفي آسيان ايضا. وتعتقد البلدان أنهما بحاجة الى التواصل والاتصالات بشأن مسألة القضايا الاقليمية.

من الناحية الامنية، أمريكا وفيتنام لديهما المزيد من فرص التعاون في هذا المجال. حيث يمكن لفيتنام التي تسعى الى التحديث العسكري أن تغتنم فرصة رفع الحظر لتعزيز تجارة الاسلحة مع أمريكا. كما أن هناك أصوات داخل امريكا تدعو الى تعزيز التنسيق مع فيتنام في قضية بحر الصين الجنوبي، حتى ان هناك من دعا الى ادماج الفيتنام الى النظام الأمني تحت قيادة أمريكا.

وبالرغم من الاحتياجات المتبادلة، الا أن الجانب الامريكي القوة الدافعة الرئيسية وراء تعزيز العلاقات الامريكية ـ الفيتنامية. ففي السنوات الاخيرة، شجعت أمريكا المزيد من التبادلات الرفيعة المستوى مع فيتنام، والتعاون العسكري، وتطوير العلاقات التجارية بين البلدين. كما أن استراتيجية أوباما “لإعادة توازن المصالح الاقتصادية والدبلوماسية والأمنية مع منطقة آسيا – المحيط الهادي يشجع اقامة شراكات مع دول في المنطقة. وستصبح التنمية السريعة للعلاقات بين أمريكا وفيتنام أرثا سياسيا للرئيس باراك أوباما.

تدفع الاحتياجات المتبادلة بالتعاون. ويقوم أوباما بزيارة فيتنام في الوقت المناسب، وبالتالي تعزيز التعاون الثنائي. ومع ذلك، لا يعني أن حرارة الصداقة بين أمريكا وفيتنام سترتفع فورا، ولا يعني أن التعاون الامريكي الفيتنامي غير قابل للكسر. والاكثر من ذلك أن أمريكا لا يمكن خطف فيتنام، وتحويلها الى آداة لاحتواء الصين. والفيتنام تحافظ دائما على يقظتها من التدخل الامريكي في شؤونها الداخلية، لأن اقامة الثقة الاستراتيجية المتبادلة بين البلدين بعيدة المنال.

والأهم من ذلك، فإن تعميق العلاقات مع الصين أحد النقاط المهمة في الاستراتيجية الوطنية الفيتنامية. والصين دولة جارة وشريك تجاري مهم بالنسبة لفيتنام، كما أن الحفاظ على العلاقات بين البلدين مستقرة مهم جدا لأمنها وتنميتها. وفي العام الماضي، أعلنت الصين والفيتنام خلال الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى فيتنام عن رفع العلاقات بين البلدين لمستوى شراكة تعاونية إستراتيجية شاملة. وتشارك فيتنام بنشاط في بناء " الحزام والطريق"والبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية وغيرها. لذلك، فإن فيتنام تفضل أن تكون في الوسط لكسب الجانبين.

إن واقع علاقة الجوار بين الصين وفيتنام لا يمكن أن يتغير، ومن الصعب قطع العلاقات بين البلدين، وفضاء التعاون واسع بين البلدين. و تنتهج الصين سياسة جيدة وآمنة ومزدهرة، وتتعامل مع الفيتنام وفقا لمفهوم دبلوماسية دول الجوار "الحميم، المصدق، المصالح، المتسامح". وحتى لو كانت هناك خلافات بين الصين وفيتنام، فإن البلدين لديهما القدرة على حل المشاكل عن طريق التفاوض، وليسا بحاجة الى تدخل قوى خارجية. ولا ينبغي أن يكون التعاون الامريكي الفيتنامي ضد الصين، ولا يمكن ان تغير العلاقات الصينية الفيتنامية. 

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×