طوكيو 25 مايو 2016 /مثلما حدث بعد مأساة تشيرنوبل، إزدادت حالات الإصابة بسرطان الغدة الدرقية بين الأطفال في محافظة فوكوشيما اليابانية، وفقا لما ذكره خبير ياباني بارز في مقابلة أجرتها معه وكالة ((شينخوا)).
واستدرك توشهيدي توسيدا، أستاذ علوم الأوبئة البيئية بجامعة أوكاياما، بقوله " لكن الحكومة لم تكن مستعدة تماما لهذا الوضع".
وأضاف أن معدل الإصابة بسرطان الغدة الدرقية بين الأطفال في فوكوشيما ارتفع أكثر من 20 إلى 50 مرة عن المتوسط الوطني في عام 2014 أي بعد 3 سنوات من وقوع الكارثة النووية.
وقال إن العدد يزيد بالتأكيد بمرور الوقت، وفقا لنتائج نشرها تسودا في النسخة الالكترونية من جورنال المجتمع الدولي لعلوم الأوبئة البيئية في أواخر العام الماضي.
بيد أن الحكومة اليابانية نفت علاقة المرض بحادث فوكوشيما النووي.
وعندما نشرت الدراسة كما قال تسودا ناشد هو وباحثون آخرون الحكومة تبني إجراءات سليمة لمعالجة القضية، إلا أن ذلك لم يجد أذانا صاغية من قبل الحكومتين المركزية والمحلية وقوبل أيضا بالتشكيك والانتقادات.
ورغم اعترافها بارتفاع حالات الإصابة بسرطان الغدة الدرقية بين الأطفال، إلا أن حكومة محافظة فوكوشيما نفت وجود علاقة بين تلك الحالات والحادث النووي وعزت الظاهرة إلى " الإفراط في التشخيص" أو الفحص المتزايد.
بيد أن تسودا أشار إلى إن حجم الحالات أكبر من أن يعزى إلى الفحص المعزز أو الإفراط في التشخيص، إذ تظهر المعلومات المتاحة أن تعزيز إجراءات الفحص قد تؤدي الى زيادة على الأكثر بنسبة 6 إلى 7 أضعاف فقط في الحالات.
وفي 22 يناير هذا العام بعثت منظمة المجتمع الدولي لعلوم الأوبئة البيئية برسالة إلى الحكومة اليابانية أعربت فيها عن قلقها إزاء ارتفاع حالات الإصابة بسرطان الغدة الدرقية بين الأطفال في منطقة فوكوشيما.
وحثت أيضا الحكومة على تطوير سلسلة من الإجراءات لتوثيق وتتبع الوضع الصحي لسكان فوكوشيما وأعربت عن استعدادها لدعم التحقيقات ذات الصلة مستفيدة من خبرة أعضائها. بيد أن وزارة البيئة اليابانية قالت في خطاب الرد عليها إن " توثيق وتتبع صحة السكان " من بين الإجراءات التي اتخذتها بالفعل محافظة فوكوشيما.
وقال تسودا إن " الحكومة اليابانية لم ترد بشكل مباشر على عرض المنظمة، وفي الحقيقة قد اختارت أن تتجاهله".
وأضاف أن الحكومة يجب أن تصحح موقفها وتواجه المشكلة.