لوس أنجلوس 24 مايو 2016 / قال خبير أمريكي في الكيمياء الإشعاعية إن التلوث الإشعاعي في فوكوشيما غير مسبوق بالنسبة للمحيطات.
وقال كين بروسلر، العالم البارز بمعهد وودز هول لعلوم المحيطات، في مقابلة خاصة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) إنه " على الرغم من أن النشاط الإشعاعي الصادر عن تشرنوبل كان أكبر، إلا أن معظم المواد المشعة التي تسربت من فوكوشيما ذهبت إلى المحيط بما يقدر بـ80 بالمائة".
وضرب زلزال بقوة 9 درجات-- أحد أكبر الزلازل المسجلة من حيث القوة في التاريخ-- الساحل الشرقي الياباني في 11 مارس عام 2011. وتسببت موجات المد التي تبعت الزلزال بتدمير محطة فوكوشيما دايتشي للطاقة النووية بصورة شديدة، ما أدى إلى تسرب مواد مشعة من 4 من 6 مفاعلات في الجو والبحر.
واستخدمت فرق الطوارئ مياه البحر لتبريد المفاعلات التالفة في المحطة النووية. ولأن المحطة تقع على الساحل، فقد تسربت معظم المياه المنصرفة إلى المحيط، مسببة أكبر تدفق عارض من الإشعاع في المحيط في التاريخ.
وبعد شهور من الحادث، جمع بروسلر فريقا علميا بحثيا مكونا من 17 شخصا من 8 مؤسسات لجمع عينات من المياه المحيطة بموقع المحطة.
ووفقا للعالم، فإن كل كمية إضافية من النشاط الإشعاعي تحمل بعض المخاطر الصحية الإضافية، بيد أن هذه المخاطر تختلف باختلاف عوامل كثيرة بما في ذلك الجرعة ونوعية النظائر المشعة التي يتعرض لها الناس وكذا درجة حساسية كل فرد.
وأشار بروسلر إلى وجود قلق أعلي على المجموعات الأكثر ضعفا مستشهدا بالأطفال كمثال. وقال "في فوكوشيما من المرجح أن تكون أخطر الآثار الصحية على المدى الطويل على أولئك الذين تعرضوا لأعلى المعدلات".
ودعا بروسلر إلى بذل المزيد من الجهود لعمل التقييمات الصحية والبيئية لحادث فوكوشيما، معتقدا أن التواصل مع الجمهور كان ضعيفا في أعقاب الحادث.
وقال "هذا يجب أن يُحسن حتى يعرف الناس بشكل أفضل تقييم مستويات التلوث وماذا يعني ذلك بالنسبة لصحة الإنسان".
وأشار بروسلر أيضا إلى الحاجة إلى انخراط مجموعات مستقلة ومتعددة في مثل هذه التقييمات.
في الوقت نفسه، أعرب الخبير الأمريكي عن خيبة أمله إزاء عدم دعم الوكالات الفدرالية الأمريكية الدراسات المحيطية قبالة اليابان أو الولايات المتحدة." لابد أن تكون هناك مجموعة من الدراسات الدولية والمستمرة لعقود".
وقال "بالنسبة للملوثات الإشعاعية في المحيط عامة، أعتقد أنه يجب أن يكون هناك برامج مراقبة ودراسات بحثية منتظمة من أجل المساعدة في تقييم الأحداث والتسربات بعد الحوادث مثل فوكوشيما وتشرنوبل واختبار الأسلحة النووية وتوعية الرأي العام بالاختلافات في المصادر والتأثيرات وكيف يمكن أن يؤثر ذلك على صحة الإنسان".