الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> العالم
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

مقالة : 5 أعوام على كابوس فوكوشيما.. القصص غير المروية

2016:05:23.16:41    حجم الخط    اطبع

بكين 23 مايو 2016 / أمام الحكومة المحلية لقرية أييديت في محافظة فوكوشيما يقف جهاز ضخم لقياس الإشعاع. وعلى لوحة جهاز القياس الوامضة يظهر رقمر: 0.38 ميكروسفرتس / الساعة باللون الأحمر.

تقع هذه النقطة على مسافة 40 كم من مفاعل فوكوسيما دايتشي النووي الذي أعاقه تسونامي مدمر بفعل زلزال كارثي في مارس 2011.

أمام الشاسة وقف يويتشي تاو، وهو متطوع بخلفية فيزيائية ، يتطلع إلى الشاسة وهو يبتسم في سخرية. وقال " هذا الرقم منخفض جدا"، مشيرا الى جهاز قياس متواضع ليس بعيدا. وأضاف " هذه أداة قياس وضعناها بأنفسنا. رقم الاشعاع يزيد 8 إلى 10 مرات عن الرقم الرسمي".

ويظهر شعور تاو تناقضا صارخا مع التصريحات الرسمية للحكومة اليابانية التي أدعت أن الأزمة " تحت السطرة كليا" وأن "أي تأثير سلبي للمياه المشعة على البيئة منع تماما".

وكان تاو يشعر بالريبة والغضب، وغيره ممن يشاركونه نفس الشعور كثر. بعضهم يعاني من أمراض ذات صلة بالمواد المشعة وبعضهم يبحث عن المساعدة في عدم وجود أحد يُلجأ اليه.

ويصادف هذا العام الذكرى الخامسة لحادث محطة فوكوشيما النووية وكذا الذكرى الـ30 لكارثة تشرنوبل النووية. وبالنسبة للأخيرة لم تتوقف التحقيقات وإحياء الذكرى على مر العقود الثلاثة الماضية. غير أن التحقيقات في كارثة مفاعل فوكوشيما لُفت في عباءة لا يحمد عقباها في السنوات الخمس الماضية.

كم عاما تستغرق معالجة تداعيات حادث فوكوشيما النووي؟ وما هي الآثار الإيكولوجية الدقيقة على البيئة؟ وما مدى التقدم في عملية إزالة التلوث؟ وكيف يجب التخلص من النفايات النووية؟

بخصوص هذه الأسئلة، قدم العديد من الخبراء في العالم إجابة مشابهة مفادها: "من الصعب القول بسبب عدم وجود معلومات كافية".

--التعرض للإشعاع : مرتفع

لماذا تزيد أرقام قياس الإشعاع 10 مرات؟ يقول تاو إن" جهاز القياس الناصع أنشئ من قبل الحكومة بعدنا بكثير. فقد أرسلت الجيش للقضاء على الإشعاع النووي القريب على الأرض في وقت مبكر، لذلك يبدو الرقم منخفضا للغاية. هذا ما فعلته الحكومة".

بيد أن إخفاء الحقيقة لم ينس الناس بل يثير غضبهم.

وقد أظهر استطلاع رأي مشترك أجرته صحيفة ((أساهي شيمبون)) اليومية الوطنية والصحافة المحلية بفوكوشيما عام 2015 إن أكثر من 70 بالمئة من سكان فوكوشيما غير راضيين عن استجابة الحكومة. ولعل النقطة الأحرج تتمثل في اعتلال صحة الأطفال المحليين ولاسيما بسرطان الغدة الدرقية نتيجة للإشعاع النووي كسبب محتمل.

ووجد توشيهيدي تسودا، استاذ علم الأوبئة البيئية في جامعة أوكاياما اليابانية، أن حالات الإصابة بسرطان الغدة الدرقية بين أطفال محافظة فوكوشيما أعلي بنسبة 20 إلى 50 مرة عن المتوسط الوطني في عام 2014، أي 3 أعوام بعد حادث مفاعل فوكوشيما.

مع ذلك لم يجد اكتشافه أذانا صاغية من قبل السلطات المحلية والمركزية. وعزت حكومة محافظة فوكوشيما الظاهرة إلى موجة " الإفراط في التشخيص". وأصرت الحكومة المحلية على أن حالات السرطان ليست لها علاقة بالاشعاع النووي.

وقد بعثت منظمة المجتمع الدولي لعلم الأوبئة البيئية برسالة إلى الحكومة اليابانية في يناير مطلع هذا العام أعربت فيها عن قلقها إزاء ارتفاع حالات الإصابة بسرطان الغدة الدرقية بين الأطفال في منطقة فوكوشيما وعرضت من جانبها دعم التحقيق في هذه المسألة بصفتها منظمة عالمية محترفة. بيد أن عرضها قوبل بالرفض من قبل الحكومة اليابانية.

وفي الذكري الخامسة لأزمة فوكوشيما النووية، شكل أولياء أمور الأطفال الذين تم تشخيصهم بسرطان الغدة الدرقية في فوكوشيما مجموعة مساعدة متبادلة لمطالبة الحكومة بتقديم أدلة مقنعة على أن معاناة أطفالهم ليست لها علاقة بالحادث النووي.

--استعداد للنسيان

وفي افتتاحية نشرت في الذكرى الخامسة لحادث فوكوشيما النووي، قالت صحيفة ((لوموند)) الفرنسية إن حكومة رئيس الوزراء شينزو آبي " تتوق لقلب صفحة فوكوشيما" وقد أظهرت " الاستعداد للنسيان".

واعترفت الحكومة اليابانية في أغسطس عام 2013 أن 300 طن على الأقل من المياه عالية التلوث تدفقت بحرية الى المحيط الهادي كل يوم والمشكلة قد تخيم لعقود.

بيد أنه في سبتمبر من نفس العام عندما تقدمت اليابان لطلب لاستضافة أولمبياد 2020 قال آبي للمجتمع الدولي أن الأزمة كانت " تحت السيطرة تماما".

وقد كشف النقاب أيضا في فبراير هذا العام أن شركة كهرباء طوكيو (تيبكو)، التي تدير محطة فوكوشيما النووية، كانت على علم بانهيارات متعددة في مفاعلات المحطة في أعقاب تسونامي بيد أن المعلومات حجبت عمدا لعدة أشهر في وقت لاحق.

ولاحظت يوكو يوشيدا، الأمين العام لشبكة نساء اليابان لمسح تشيرنوبل الصحي ودعم الرعاية الصحية للضحايا، تباينا في تعاطي وسائل الإعلام اليابانية مع حادثي تشيرنوبل وفوكوشيما.

وأشارت إلى أنه خلال العقود الثلاثة الماضية، ركزت وسائل الإعلام الرئيسية في اليابان عيونها باستمرار على تشيرنوبل، إلا أنها بعد فوكوشيما تجنبت في الإساس الإبلاغ والتحقيق العميقين بشأن الأخطار الصحية لكارثة فوكوشيما النووية.

وظهرت مواقف مشابهة في المجتمع البحثي. وقال البروفيسور فاليري ستابانينكو، المتخصص الروسي البارز في قياس الجرعات الطبية والبيئية والسلامة الإشعاعية لوكالة ((شينخوا)) إنه سأل نظرائه اليابانيين لماذا لم يقوموا بإجراء تحليل بأثر رجعي لجرعات الإشعاع التي تلقاها السكان، بيد أن العلماء اليابانيين التزموا الصمت أو الغموض حيال ذلك.

وقال " نتيجة لذلك، جرعات أقراص اليود التي تلقاها الأطفال في ذلك الوقت لا تزال غير معروفة، لكنها مهمة جدا لتحديد علاج المتابعة السليم".

--تدمير جزء من الصورة

ووفقا لكين بروسلر، كبير الباحثين بمعهد وودز هول لعلوم المحيطات، المنظمة الأمريكية الخاصة غير الربحية، فإن الحكومة اليابانية لم تتواصل مع الجمهور بشكل جيد.

وقال إن الإفصاح عن المعلومات يحتاج الى تحسين حتى يعرف الجمهور العام مستوى التلوث النووي وتأثيره على الصحة.

وقال الخبير، الذي يدرس آثار حادث فوكوشيما النووي على البيئة البحرية منذ عام 2011، لوكالة ((شينخوا)) أن التأثير غير مسبوق نظرا لتدفق 80 بالمئة من المواد الاشعاعية المسربة إلى مياه البحر.

مع ذلك، واصلت الحكومة اليابانية الإدعاء بأن كل شئ " تحت السيطرة تماما" وأي تأثير سلبي على البيئة " قد منع تماما".

وأشار مراقبون حول العالم إلى أن الجانب الياباني قد عمد إلى التقليل من تأثير الحادث على الصحة وسلامة الغذاء والبيئة على المدى الطويل. وتضاف إلى قلق طوكيو مخاوف من تشوه صورة اليابان والتشكيك في سلامة أولمبياد طوكيو عام 2020.

وحذر الخبراء من أن التقليل من تأثير الحادث على المدى الطويل قد يؤدي الى إشراف غير جدي على المواد الغذائية المتضررة وقد يؤدي ذلك إلى إنتاج تفاؤل غير واقعي لدي الحكومة اليابانية ينتهي الى إهمال في التعامل مع التداعيات.

ووفقا لتشن شياو تشيو، نائب كبير مهندسي مركز السلامة الإشعاعية في وزراة حماية البيئة الصينية، فإن الجهود العلاجية يجب أن تشمل إستعادة البيئة وتطهير التلوث النووي والنفايات النووية ودراسة بيئة الأحياء البيولوجية وتأثير الاشعاع على الإنسان.

وفي ضوء طريقة تعاطي اليابان مع الحادث فإن من الضروري أن يتم إطلاق تحقيق من قبل خبراء دوليين لاستجلاء الحقيقة حول الكارثة التي تسربت آثارها إلى ما وراء الحدود اليابانية، وفقا لبروسلر.

 

/مصدر: شينخوا/

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×