القاهرة 23 مايو 2016 /طلبت النيابة العامة في مصر اليوم (الاثنين)، من فرنسا واليونان إمدادها بالوثائق والتسجيلات الصوتية الخاصة بالطائرة المصرية التي سقطت الخميس الماضي في مياه البحر المتوسط، خلال رحلة من باريس للقاهرة.
وذكرت وكالة أنباء (الشرق الأوسط) إن " النائب العام المستشار نبيل أحمد صادق أجرى اتصالا هاتفيا بنظيرته الفرنسية، في إطار الإعداد لتنفيذ المساعدات القضائية التي طلبتها النيابة العامة من فرنسا، وذلك بمناسبة التحقيقيات المتعلقة بحادث سقوط الطائرة المصرية مؤخرا، والتي أقلعت من مطار شارل ديجول متوجهة إلى القاهرة".
وأشارت إلى أن النائب العام المصري طلب من نظيرته الفرنسية إمداده بـ" المعلومات والوثائق والتسجيلات الصوتية الخاصة بالطائرة خلال الفترة التي مكثت فيها بالمطار الفرنسي وحتى خروجها من المجال الجوى الفرنسي".
كما أرسل النائب العام طلبا للسلطات اليونانية بإمداده بـ" بيان المحادثات التي تمت بين طاقم الطائرة المصرية وأبراج المراقبة اليونانية منذ بدايتها وحتى لحظة اختفاء الطائرة وانقطاع الاتصال بها".
وطالبها أيضا بـ" سؤال مسئولي المراقبة الجوية (اليونانية) عن معلوماتهم بشأن الحادث، وما إذا كان تم الاستماع لثمة استغاثات قبل انقطاع الاتصال بالطائرة، وما رصدته السلطات اليونانية من إشارات أو معلومات أخرى بشأن الحادث".
وكان النائب العام المصري قرر فور وقوع حادث الطائرة فتح تحقيق عاجل وموسع لمعرفة أسباب وملابسات الحادث.
من جانبه، قال رئيس الشركة (المصرية للملاحة الجوية) ايهاب محي الدين إنه تم تسليم جميع التسجيلات التي تمت لجميع الطائرات وقت اختفاء الطائرة المصرية إلى لجنة التحقيق الدولية والنيابة العامة التي تتولى الجانب الجنائي في أي حادث طيران.
ونفى محي الدين ما بثته إحدى القنوات الفرنسية بوجود تسجيل لاتصال بين المراقبة المصرية وكابتن الطائرة المنكوبة واخفائه عن فريق المحققين الفرنسيين، مؤكدا أنه لم يجر أي اتصال بكابتن الطائرة التي لم ترسل أيضا أى استغاثة.
وأضاف " إننا رصدنا الطائرة (المنكوبة) راداريا فقط على شاشات الرادار على النقطة الحدودية"، حسب بوابة (الأهرام) الإلكترونية.
وقال إن هناك أجهزة تسجيل تعمل على مدار اليوم تسجل جميع الاتصالات الدائرة بين المراقب الجوي والطائرات، ويتم الاحتفاظ بالتسجيلات لمدة 30 يوما، وفقا لدليل الطيران المصري، وتم نسخ هذه التسجيلات ومنحها للجنة التحقيق.
في حين أقامت شركة (مصر للطيران) للخطوط الجوية التي تتبعها الطائرة المنكوبة اليوم عزاءً جماعياً لطاقم الطائرة في مسجد المشير طنطاوي بمنطقة التجمع الخامس في القاهرة.
وحضر العزاء رئيس الوزراء شريف اسماعيل ورئيس مجلس النواب (البرلمان) علي عبدالعال ووزير الطيران المدني شريف فتحي، وأيمن المقدم رئيس لجنة التحقيق في حادث سقوط الطائرة، وعدد من قيادات الدولة.
وقال النائب مصطفى بكري الذي حضر العزاء، في تغريدة على حسابه بموقع " تويتر"، إن " أهالى الشهداء يتلقون العزاء، الجو حزين، الصدمة لا تزال بادية على الوجوه".
من جانبها، أعلنت البحرية الفرنسية اليوم عن وصول سفينة دورية تابعة لها إلى منطقة البحث عن حطام طائرة (مصر للطيران)، التي سقطت الخميس الماضي في البحر المتوسط.
وكانت سفينة الدورية الفرنسية "إي في جاكوبي" قد غادرت مرفأ " تولون" بجنوب فرنسا يوم الجمعة الماضي وعلى متنها متخصصون ومعدات رصد للصندوقين الأسودين.
يشار إلى أن السلطات الفرنسية قررت إرسال هذه السفينة، وعلى متنها معدات للبحث في أعماق المياه، وذلك لمساعدة مصر على العثور على الصندوقين الأسودين والوقوف على ملابسات تحطم الطائرة.
وكانت فرنسا أعلنت أنها ستضع كافة إمكاناتها البحرية والجوية تحت تصرف السلطات المصرية للمشاركة في جهود البحث عن حطام الطائرة.
وتحطمت طائرة مصر للطيران، وهي من طراز (ايرباص ايه-320) الخميس الماضي خلال رحلة بين باريس والقاهرة، وعلى متنها 66 شخصا، ولم يتم بعد تحديد أسباب تحطمها، وسط ترجيحات بعمل إرهابي أو مشكلة فنية.
كما رفضت مصر السبت الماضي إشارة بعض وسائل الإعلام الأمريكية إلى أن كابتن الطائرة المصرية المنكوبة "انتحر"، وأكدت لجنة التحقيق في الحادث أنه "من المبكر جدا إصدار الأحكام" بشأن تحطم الطائرة.
وتتواصل عمليات البحث عن الصندوقين الأسودين للطائرة للمساعدة في معرفة أسباب تحطمها، بعد العثور على "أجزاء من حطامها" على بعد (290 كلم) شمال مدينة الاسكندرية الساحلية بواسطة سفن وطائرات نشرها الجيش المصري.