الرياض 13 مايو 2016 / قال السفير الصيني لدى الرياض لي تشنغ ون إنه بالرغم من أن المملكة العربية السعودية كانت آخر الدول العربية في البدء بعلاقات دبلوماسية مع الصين، فقد استطاعت الصين والسعودية خلال السنوات الأخيرة تحقيق العديد من خطوات التطور النوعي في بناء العلاقات.
وأضاف السفير الصيني خلال مقابلة مع (( شينخوا )) بمناسبة الاجتماع الوزاري السابع للمنتدى "الصينى - العربى" الذي ينعقد حاليا بالدوحة أن السنوات الأخيرة شهدت العديد من مجالات التبادل التجاري بين البلدين إلى جانب التعاون الثقافي .
وقال السفير الصيني إن الدولتين تتمتعان بتكامل اقتصادي ضخم، ولديهما قدرات كبيرة للتعاون ، حيث أن السعودية دولة غنية بالطاقة ولكن بنيتها التحتية ضعيفة، بينما تعتبر الصين دولة مصنعة كبيرة لكنها تحتاج إلى المزيد من الطاقة من أجل النمو المستدام.
ويعتقد لي تشنغ أنه بإمكان الطرفين تحقيق المنافع المتبادلة في إطار مبادرة الصين "الحزام والطريق"، مشيرا إلى أن الرياض قد انضمت إلى البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية وأعربت عن رغبتها في أن تكون جزءا من مبادرة الحزام والطريق، وهذا يدل على إعادة هيكلة اقتصادها في عصر يتوقع أن تظل أسعار النفط فيه منخفضة.
وعن آفاق العلاقات بين بكين والرياض، قال إن الصين والمملكة العربية السعودية تمثلان حضارتين عظيمتين، وبإمكانهما تعزيز الحوار الثقافي فيما بينهما.
وأضاف إنه باستطاعة الصين والسعودية مواجهة الإرهاب من خلال التعاون فيما بينهما لدرء هذا التهديد ودعم الاستقرار والتطور في منطقة الشرق الأوسط.
وتعتبر المملكة العربية السعودية ومنذ سنوات طويلة أكبر شريك تجاري للصين والمورد الأول للنفط الخام في منطقة أفريقيا وغرب آسيا، في حين أن الصين هي ثاني أكبر شريك تجاري للبلاد.
ووفقا للبيانات الرسمية، بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 69.15 مليار دولار امريكي في عام 2014، أكبر 230 مرة من عام 1990 الذي شهد البدء بالعلاقات الدبلوماسية مابين البلدين.
وفي عام 2014، استوردت الصين 50 مليون طن من النفط من المملكة العربية السعودية، وهو ما يمثل 16.1 في المائة من واردات النفط للصين.
وتعد السعودية أيضا من الاسواق المهمة لشركات الهندسة الصينية، فقد وقع مستثمرون صينيون في عام 2014 حزمة من العقود مع شركائهم في منطقة الشرق الأوسط بقيمة إجمالية تقدر 9.46 مليار دولار، بينما بلغ حجم الاستثمار 5.37 مليار دولار في آخر 11 شهر من العام الماضي، بزيادة 12.6 في المائة على أساس سنوي.
كما أن هناك أكثر من 160 شركة صينية في المملكة العربية السعودية تستثمر في مجالات السكك الحديدية والبناء والموانئ ومحطات الكهرباء والاتصالات.
وفي عام 2008 عندما هز الزلزال الضخم مقاطعة سيتشوان جنوب غرب الصين، عرضت الرياض مساعدات سخية في الوقت المناسب على بكين، والتي كانت الأكثر من حيث الكمية بالمقارنة بالجهات الأخرى التي قدمت مساعدات.
وقد شهدت السنوات الاخيرة العديد من الزائرين السعوديين إلى الصين، وكذلك تزايد أعدد الحجاج الصينيين المسلمين الذين يزورون المملكة ، حيث استقبلت السعودية 14500 حاج صيني العام الماضي.