بكين 12 مايو 2016 / قالت دبلوماسية صينية بارزة فى مقال ان الوضع الحالى فى بحر الصين الجنوبى هو نتيجة "التأثير المربك للافعال وردود الافعال بين عدة اطراف" والمواجهة بشأن هذه القضية لن تفيد أى طرف.
نشر المقال الذى شاركت فى كتابته فو يينغ رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بالمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني مع وو شى تسون رئيس المعهد الوطنى لبحر الصين الجنوبى يوم الاثنين الماضي فى مجلة "ذا ناشيونال انترست" الأمريكية.
ويستعرض المقال الذى نشر تحت عنوان "بحر الصين الجنوبى: كيف بلغنا هذه المرحلة" سلسلة من الاحداث التى أدت الى تصاعد التوتر فى بحر الصين الجنوبى ويحدد أهداف السياسات للصين ويدعو اللاعبين المعنيين الى التعاون من أجل التوصل الى حلول قابلة للتطبيق لهذه النزاعات.
بدأ المقال بتقديم الخلافات الشديدة فى الرأى العام فى كل من الصين والولايات المتحدة فيما يتعلق بقضية بحر الصين الجنوبى، وقدم كاتبا المقال حجة مقنعة مؤداها أن العناصر التى دفعت هذه الاضطرابات لا تشمل فقط السيادة والموارد والاعتبارات الأمنية الاستراتيجية، ولكن مصالح ملموسة أيضا من بين عوامل أخرى.
ويشير المقال الى أن الولايات المتحدة باعتبارها قوة من خارج المنطقة "لعبت دورا رئيسيا بالتدخل فى هذه القضية وتغيير سياستها تجاه المنطقة منذ 2009".
ويضيف المقال ان "الولايات المتحدة تحاول معرفة التحرك التالى للصين. والصين بدورها بدأت تراودها الشكوك على نحو متزايد بشأن نوايا الولايات المتحدة. فمن الواضح، ان هناك مخاطرة بأن يتصاعد التوتر وخطر سوء الحسابات على المستوى الاستراتيجى".
ويفسر المقال سبب الحساسية الشديدة لدى الصين حكومة وشعبا بشأن القضايا المتعلقة بوحدة أراضيها.
وقال "حين نرصد موقف الصين، يتعين على المرء ألا يتجاهل ابدا البعد التاريخى. فبالرغم من ان الصين تنمو لتصبح دولة قوية، الا ان الذكرى المؤلمة للتاريخ لم يمض عليها الكثير من الوقت. فالشعب الصينى لم ينس ان بلاده دخلت القرن العشرين وعاصمته تحت احتلال جيش امبريالى، ولمدة قرن قبل وبعد ذلك، ظلت الصين تعانى من ذلك الغزو والعدوان الأجنبى".
ولخص المقال ايضا أهداف سياسات الصين فى بحر الصين الجنوبى.
أولا: الهدف الاساسى لسياسة الصين بشأن بحر الصين الجنوبى هو حماية سيادتها وحقوقها البحرية. وتكتيكيا، امتنعت الصين عن أية إجراءات استباقية وتتخذ اجراءات مضادة فقط فى حالة استفزازها. والشعب الصينى لن يسمح بأى انتهاك لسيادة وحقوق بلاده فى بحر الصين الجنوبى ولذا فإنه يعلق آمالا كبيرة على الحكومة بأن تحمى مصالحه الوطنية.
ثانيا: سياسة الصين بشأن بحر الصين الجنوبى تتعلق أيضا بحرية وسلامة الملاحة.
"وباعتباره ممرا دوليا يتمتع بأهمية استراتيجية، فإن بحر الصين الجنوبى يعد من أكثر طرق الشحن التجارية ازدحاما، ويسمح بمرور 40 فى المائة من سفن الشحن فى العالم من خلاله. وتعتبر الصين أن حرية الملاحة وسلامتها فى المنطقة أمران لا غنى عنهما لكل الاقتصادات الرئيسية".
ثالثا: "القاسم المشترك" للصين وجيرانها فى بحر الصين الجنوبى هو السلام الاقليمى والاستقرار". "الصين ليس لديها اجندة او دافع للسعى من أجل الهيمنة فى المنطقة. والسبب الحقيقى الذى يدفع الصين لضبط النفس وكبح النزاعات والخلافات هو من أجل السلام فى البيئة العامة".
رابعا: الصين والولايات المتحدة بينهما مصالح استراتيجية فى الحفاظ على حرية الملاحة وسلامتها وتعزيز الاستقرار والرخاء فى منطقة بحر الصين الجنوبى.
ويقول المقال انه من أجل تجنب الوقوع فى فخ المأزق الامنى وسوء التفاهم، يتعين على الدولتين الدخول فى حوار وتوضيح نوايا كل طرف.
"ومع نمو الصين كقوة بحرية، فإن رؤية الصين ستتجاوز بالتأكيد بحر الصين الجنوبى. لذا فإن اى تكهنات بشأن نواياها على اساس عقلية السلطة البرية التقليدية قد لا تكون دقيقة".
وختاما فإن اتجاه مستقبل التنمية المستقبلية فى بحر الصين الجنوبى سيعتمد بشكل كبير على مفاهيم واختيارات الاطراف المعنية.
وأضاف المقال أنه "إذا اختار الجانبان التعاون، سيفوز الجميع، واذا اختارا المواجهة، فانهما سيتجهان نحو الدخول فى مأزق أو حتى صراع ولن يتمكن اى طرف من تحقيق استفادة كاملة".