تعليق: خمس نقاط مهمة تساهم في تطوير وترقية منتدى التعاون الصيني ـ العربي

بقلم/ ليو باو لاي، رئيس معهد الشعب الصيني للشؤون الخارجية والسفير الصيني السابق في كل من الإمارات والأردن

سينعقد الاجتماع الوزارى السابع لمنتدى التعاون الصينى ـ العربى فى العاصمة القطر الدوحة اليوم 12 مايو الجارى، والذي يصادف الذكرى 12 لتأسيس منتدى التعاون الصيني ـ العربي. في الواقع ، 12 سنة فترة قصيرة في تاريخ البشرية ، لكنها فترة غير عادية في تاريخ العلاقات بين الصين والدول العربية، حيث تم تعزيز الصداقة والتعاون بين الجانبين وتحقيق قفزة الى الأمام في التنمية.

في 30 يناير عام 2004، زار الرئيس الصيني هو جين تاو مقر جامعة الدول العربية واجتمع مع الأمين العام عمرو موسى، واقترح هو جين تاو أربعة مبادئ لتطوير العلاقات الصينية ـ العربية في العصر الجديد وهي: تقوية العلاقات السياسية على أساس الاحترام المتبادل؛ تكثيف التبادل الاقتصادي والتجاري بهدف تحقيق التنمية المشتركة؛ توسيع وتعميق التواصل الثقافي من التعلم المتبادل؛ تعزيز التعاون في الشئون الدولية من أجل صيانة سلام العالم ودفع التنمية المشتركة. كما أعلن الجانبان بعد اختتام الاجتماع عن إنشاء منتدى التعاون الصيني العربي(المشار إليها فيما يلي باسم "المنتدى"). وهذه علامات دخول الشراكة الاستراتيجية بين الصين والدول العربية مرحلة جديدة من التنمية.

دخول منتدى التعاون الصيني ـ العربي عقده الثاني له أهمية حيوية بالنسبة للعلاقات الصينية ـ العربية. ويعتبر عام 2016 عاما مفتاحيا بالنسبة للصين لبناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل، وهي السنة الأولى من "الخطة الخمسية الثالثة عشرة "، كما يعد عاما مهما في مسار التحول في الدول العربية من الفوضى الى الاستقرار. مما يزيد من الحاجة الملحة لتعزيز التعاون بين الجانبين. وبالتالي، يعتبر العقد المقبل فترة ذهبية لتطوير المنتدى. وينبغي ايلاء الاهتمام الوثيق الى النقاط التالية في تطوير وترقية منتدى التعاون الصيني ـ العربي :ـ 

أولا، السعي لعقد " نسخة راقية" من المنتدى الصنيي ـ العربي

يمكن للصين والدول العربية رفع من مستوى التعاون الاستراتيجي الثنائي الى مستوى جديد في اطار بناء " الحزام والطريق"، والتنفيذ الجيد والفعال لما تضمنه "اعلان بكين" الذي اقر في الاجتماع الوزارى السادس لمنتدى التعاون الصينى العربى فى بكين في 5 يونيو 2014، وخطة عمل للفترة من 2014 الى 2016 وخطة تنمية من عام 2014 الى 2024 ، وتحقيق فكرة التعاون الصيني والعربي "1+2+3" التي اقترحها الرئيس الصيني شي جين بينغ. والجدير بالذكر أنه خلال الدورة الثانية لمعرض إكسبو الصيني العربي، تم التوقيع على مشروعات بقيمة 183 مليار يوان صيني، ليصبح منصة مهمة للتعاون الصيني العربي في اطار " الحزام والطريق".

ثانيا، تعميق التبادل التجاري والاستثمار والتعاون المالي بين الصين والدول العربية

في غضون 10 سنوات المقبلة، من المتوقع ارتفاع حجم التجارة الثنائية بين الصين والدول العربية من 240 مليار دولار في عام 2013 الى 600 مليار دولار ، ويرتفع الاستثمار الصيني غير المالي في الدول العربية من 10 مليار دولار عام 2013 الى أكثر من 60 مليار دولار، ويدفع الجانبان الى تسوية التجارة بالعملة الصينية. وفي قطاع الطاقة، هناك مجموعة واسعة من مجالات التعاون، مثل التنقيب عن النفط واستخراجه، ونقله وتصفيته وغيرها من المشاريع الاستثمارية ذات الصلة، ومشاريع الاستغلال السلمي للطاقة النووية وغيرها من المشاريع الكبرى في قطاع الطاقة المتجددة، في أولويات تنفيذها.