القاهرة 24 أبريل 2016 / رأى محللون أن التدخل الأمريكي في الشرق الأوسط "مدمر تماما" لدول المنطقة ولا ينتج عنه سوى " الكوارث"، ووصفوا واشنطن بأنها "استعمارية" و"عدو".
واعتبروا أن تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون، الأوفر حظا بالفوز بترشح الحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة، حول أسفها للحرب في العراق، تأتي " لدواع انتخابية" في محاولة منها لإرضاء الناخب الأمريكي الذي عاني من هذه الحرب.
واعتبرت كلينتون في تصريح قبل أيام "حرب العراق هي أكبر أسف سياسي"، واعترفت بأنها ارتكبت خطأ عندما صوتت لصالح هذه الحرب خلال عضويتها بمجلس الشيوخ الأمريكي عام 2002.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور سعيد اللاوندي خبير العلاقات الدولية بمركز (الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية) لوكالة أنباء ((شينخوا)، إن التدخل الأمريكي في الشرق الأوسط "مدمر تماما"، "ونحن في المنطقة العربية بحاجة لتغيير الاستراتيجية تماما مع أمريكا".
وأضاف اللاوندي أن تصريح هيلاري كلينتون حول ندمها وأسفها للحرب الأمريكية في العراق يأتي في سياق رغبتها في "إرضاء الناخبين"، لاسيما أن الشعب الأمريكي يدرك أن هناك أخطاء فادحة ارتكبت في هذه الحرب.
وتابع أن كلينتون تريد أن تظهر أمام الناخب الأمريكي حاليا أنها ضد الحرب في العراق، رغم أنها كانت مؤيدة لهذه الحرب عندما كانت عضوا بمجلس الشيوخ وصوتت لصالح شن الحرب.
وأردف قائلا إن التوجهات الخارجية الأمريكية معروفة وتصب في صالح اسرائيل وضد العرب جميعا سواء في العراق أو ليبيا أو الصومال وغيرها.
ورأى أن كلينتون حاليا في "مرحلة انعدام وزن سياسي" بسبب الانتخابات الرئاسية، التي تدفع المرشحين إلى الإدلاء بتصريحات ربما لا يؤمنون بها.
وأوضح أن تداعيات التدخل الأمريكي في الشرق الأوسط "مؤسفة بالفعل"، مضيفا "انظر ماذا فعلت في العراق من تدمير وتضييع لمقدرات الدولة".
لكنه أشار إلى "أن أمريكا غيرت استراتيجيتها في الشرق الأوسط، فبعد أن كانت تقوم بالاستعمار المباشر لبعض الدول العربية تنفذ حاليا استعمارا جديدا من خلال تأليب الشعوب العربية على بعضها كأن يتم تأليب المسيحيين على المسلمين مثلا، بداعى حقوق الإنسان وغيره".
ورأى أن واشنطن تحسن علاقاتها مع ايران، لكنها في ذات الوقت تضخم من خطر الأخيرة على دول الخليج، حتى تسعى هذه الدول لشراء السلاح الأمريكي.
واتهم اللاوندي أمريكا بأنها تلعب دور "شرطي العالم" في منطقة الشرق الأوسط، لكنه أوضح أن خضوع بعض حكومات دول المنطقة للأولى السبب في ذلك، رغم أن "الشعوب العربية تكره أمريكا وترى أنها الشيطان الأكبر".
وشاطره الرأي الدكتور فادي الحسيني الباحث في الشؤون العربية، بقوله إن "الكوارث في الشرق الأوسط كلها بسبب أمريكا".
وقال الحسيني ل(شينخوا) إن الأزمة الكبرى التي تواجه المنطقة العربية حاليا هي تنظيم الدولة الاسلامية (داعش)، وهذا التنظيم بدأ ظهوره على يد أبومصعب الزرقاوي في العراق في عام 2004 أي بعد عام واحد من التدخل الأمريكي هناك.
وتابع أنه "قبل الاحتلال الامريكي للعراق لم يكن هناك تواجد لتنظيم القاعدة في المنطقة"، مشيرا إلى أن "أي تدخل لأمريكا في أي منطقة يُحدث بها كوارث".
وعزا ذلك إلى أن التدخل الامريكي في أي منطقة عادة ما يكون مرتبطا باستراتيجية محددة بمجرد تنفيذها يغادر الامريكيون دون الاكتراث بأي شيء آخر.
وأشار إلى أن استراتيجية أمريكا نحو الشرق الأوسط تبدلت، واعتقد أن التدخل الأمريكي المباشر في المنطقة انتهى بسبب كلفته المرتفعة.
وأردف أن "هناك توسعا في مراكز صنع القرار الأمريكي نحو تخفيض الوجود الأمريكي في الشرق الأوسط، على أن يكون التخفيض تدريجيا".
ورأى أن تصريحات هيلاري كلينتون عن حرب العراق جاءت فقط "لدواع انتخابية".
وقال إن الشعب الأمريكي يرى أن هذه الحرب أدخلته في "وحل الشرق الأوسط"، وأصيب الكثير من جنوده بأمراض نفسية وإصابات.
وختم "كما أن هذه الحرب تسببت في تراجع كبير في الاقتصاد الأمريكي"، وكلينتون أرادت أن تتبرأ منها بما يصب في مصلحتها الانتخابية.
من جهته، وصف المواطن المصري سعيد أحمد أمريكا بأنها " دولة عدوانية" تستهدف السيطرة على مقدرات وبترول الدول العربية.
وتساءل" ماذا فعلت دولة العراق في عهد الرئيس الأسبق صدام حسين حتى تحتلها أمريكا؟" مضيفا "انظر إلى العراق الآن بعد 13 عاما من التدخل الأمريكي لم تستقر بعد".
فيما اعتبر إبراهيم السيد (35 عاما) أمريكا "عدوا" للعرب، قائلا "انظر إلى سياستها نحو قضية فلسطين ودعمها المطلق لإسرائيل على حساب الحق الفلسطيني".