مقالة : مطعم متنقل للوجبات السريعة في غزة يديره شقيقان للتغلب على أوضاعهما الصعبة

بقلم: حمادة الحطاب

غزة 18 أبريل 2016 / دفعت الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الشاب محمود الحسنات (27 عاما) وشقيقه معاذ (25 عاما) إلى اللجوء لفكرة إنشاء أول مطعم متنقل لبيع الوجبات السريعة في قطاع غزة.

واستعان الشقيقان بدراجة نارية ثلاثية العجلات (توك توك) لتكون مطعمهما المتنقل الذي أطلقا عليه اسم (قرموشتي) زيناه بألوان زاهية وهما يرتديان ملابس خاصة بعمال المطاعم.

ويقول الشاب محمود خريج قسم الصحافة والإعلام لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن فكرة المطعم المتنقل كانت تراودهما منذ قرابة عام لإعالة عائلته.

ويضيف الشاب بينما كان يحضر وجبة لأحد الزبائن، أن إغلاق معابر قطاع غزة هي مشكلة واجهتهما بسبب تأخير وصول معدات خاصة بالمطعم.

ويتابع محمود ذو البشرة السمراء ولحية خفيفة ويتمتع بروح الفكاهة أن "هناك مطاعم متنقلة في باصات تعمل في دول عديدة منها الولايات المتحدة الأمريكية" .

ويردف الشاب الذي انتهى من إعداد وجبة الزبون وتغليفها "قررنا تغيير فكرة أن الناس في غزة يذهبون إلى المطاعم ليتناولوا وجباتهم بأخرى حيث يذهب المطعم إليهم أينما تواجدوا ولهذا أنشانا مطعم قرموشتي".

ويتابع "قررنا عمل الوجبات السريعة بين الناس والزبائن حتى يتطلعوا بأنفسهم على العمل والنظافة في المطعم وفي الوجبات".

وبشأن إقبال الناس على المطعم ووجباته يشير محمود، إلى أن "هناك إقبالا كبيرا خاصة أنه فكرة جديدة على غزة، والناس تريد ما هو جديد، مشيرا إلى أن أهم شيء يركز عليه في عمله هو نظافة الوجبات والمطعم".

ويعرب الشاب عن أمله بتوسيع عمله وشقيقه ليكون لديهما سلسلة مطاعم متنقلة تنتشر من جنوب قطاع غزة وحتى شماله، مستبعدا إمكانية إقامة مطعم ثابت بسبب تكاليفه العالية، والأهم أن المطعم يتوجه للناس وليس العكس.

ويحتوي المطعم على مواقد أدوات خاصة بالطبخ، وله نوافذ لاستقبال الزبائن وإعداد الوجبات السريعة حسب الطلب ويقدماها مغلفة وساخنة، بالإضافة إلى هدايا صغيرة مع كل وجبة.

ويتميز المطعم الذي تتكون وجباته التي يصل سعرها لدولارين من قطع دجاج مقلية وبطاطس عليها طماطم حارة بإيصال الوجبات إلى المنازل لمن يرغب مع خصم كبير على خدمة التوصيل.

وفي هذا الصدد، يقول محمود "نتلقى عشرات الاتصالات اليومية من المنازل يطلبون حجوزات لوجبات من المطعم، وهذا فخر لنا".

ويتنقل المطعم الصغير الذي تعتليه مكبرات صوت لتعلم الناس بقدومه في شوارع ومفترقات وأزقة مدينة غزة.

وأنشأ الشقيقان صفحة خاصة على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) باسمه تضم المئات من المتابعين من أجل إعلامهم بالمناطق التي سيتواجد بها المطعم كل يوم وفي أي وقت.

ولجأ الشقيقان لفكرة إنشاء المطعم المتنقل نظرا لتكاليفه الزهيدة مقارنة بمطعم ثابت لا يستطيعان إنشاءه في ظل البطالة المتفشية في قطاع غزة والتي وصلت نسبتها إلى حوالي 42.7 في المائة، بحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.

ويقول معاذ شقيق محمود ل((شينخوا)) إن "ما دفعنا لهذا العمل هو عدم إيجاد عمل مناسب لنا بعد تخرجنا من الجامعة في ظل عدم وجود وظائف".

ويضيف الشاب "نحن بحثنا عن فكرة تجذب الناس ونجحنا في ذلك حتى ولو خارج تخصصنا العلمي".

ويتابع معاذ وهو يرتدي قفازات خاصة بالطبخ في يديه "أهم شي لدينا النظافة سواء في الوجبات أو المطعم أو حتى مظهرنا الخارجي من أجل جذب الزبائن".

ويشير معاذ إلى أن ما يميزهم "هو الخروج عن المألوف وأن لا تكون الوجبة للأكل فقط فنحن نطبع على أغلفة الوجبات حكم قالها علماء وفلاسفة عبر التاريخ ليستفيد منها الزبائن، إضافة إلى قطعة حلوى".

وبشأن كيفية عملهما في شوارع غزة من دون أن يتعرضا لمضايقات من قبل الجهات المسؤولة، يوضح معاذ "أنهما يقومان بإجراءات الحصول على ترخيص خاص بعمل المطعم وأنهما حصلا على تعهد من تلك الجهات بعدم التعرض لهما حتى إتمام الإجراءات القانونية".

ولاقت فكرة المطعم ترحاب الكثير من الناس في غزة حيث يحتشد حوله العشرات من الزبائن لطلب الوجبات منه فور وصوله لمناطقهم.

ويقول الشاب محمود سعيد الذي اشترى وجبات من المطعم للمرة الرابعة ل((شينخوا)) إن ما يقدمه المطعم من وجبات سريعة "ممتازة وأسعارها ليست باهظة مقارنة بمطاعم أخرى".

ويضيف سعيد أن "تنقل المطعم يسمح له بالتواجد في أي مكان في وقت قصير، وبالتالي هذه الفكرة ممتازة".