كتائب القسام: اعلان الجيش الإسرائيلي اكتشاف نفق جنوب قطاع غزة "مناورة إعلامية"

غزة 18 أبريل 2016 / اعتبرت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أن إعلان الجيش الإسرائيلي اليوم (الاثنين) اكتشافه نفقا أرضيا في جنوب قطاع غزة "مناورة إعلامية".

وقالت الكتائب في بيان صحفي على موقعها الإلكتروني، إن "ما أعلنه العدو (الجيش الإسرائيلي) ليس إلا نقطة في بحر ما أعدته المقاومة من أجل الدفاع عن شعبها وتحرير مقدساتها وأرضها وأسراها".

وأشارت الكتائب، إلى أن هذا الإعلان جاء "بعد انتقادات كبيرة تعرض لها قادة العدو العسكريون والسياسيون وفي خضم حالة الرعب التي يعيشها (مستوطنو غلاف غزة)، وبعد أشهر طويلة دفع خلالها العدو بمقدرات هندسية وتكنولوجية رهيبة مصحوبة بآلاف الجنود والخبراء والمختصين".

واعتبرت أن ذلك "يأتي في سبيل تحقيق إنجاز يغطي على حالة الذعر التي يعيشها الكيان الإسرائيلي وحالة الفشل المتراكم التي تعيشها المؤسسة السياسية والعسكرية".

وأكدت كتائب القسام، أن الجيش الإسرائيلي "لم يتجرأ على نشر كافة التفاصيل والمعلومات والحقائق أمام شعبه"، معلنة أنها "ستحتفظ لنفسها بحق نشر كافة التفاصيل التي أخفاها العدو في الوقت المناسب".

من جهته قال مصدر أمني في حركة حماس، إن النفق الأرضي الذي أعلن الجيش الإسرائيلي عن اكتشافه جنوب قطاع غزة "قديم وسبق استخدامه".

ونقل موقع (المجد الأمني) الإلكتروني التابع للأجهزة الأمنية في غزة التي تديرها حماس عن المصدر الأمني قوله،ان النفق المعلن عن اكتشافه "استخدم خلال الهجوم الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة صيف عاما 2014".

واعتبر المصدر الذي لم يكشف الموقع عن هويته، أن "الاحتلال يحاول تحقيق إنجاز وهمي بحديثه عن اكتشافه للنفق، ويحاول أن يصنع لنفسه انتصارا وهميا ولكسب ثقة المستوطنين في (مستوطنات) غلاف غزة".

وأضاف المصدر ذاته، أن "الاحتلال يحاول تسجيل انجاز بالكشف عن نفق قديم لاستمرار الدعم الأمريكي لمشروع مكافحة الأنفاق بعد فشله مؤخرا".

وأعلن الجيش الإسرائيلي في وقت سابق من اليوم العثور على نفق ممتد من قطاع غزة إلى الأراضي الإسرائيلية متهما حركة (حماس) بحفره لشن هجمات داخل إسرائيل.

وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي افيخاي ادرعي في بيان إن قوات الجيش "اكتشفت قبل عدة أيام في جهد ميداني واستخباري نفقا إرهابيا هجوميا اخترق الأراضي الإسرائيلية جنوب قطاع غزة".

وتابع أن النفق "تحت السيطرة، وقواتنا تقوم بتأمين البلدات المحاذية لقطاع غزة بشكل موسع"، لافتا إلى أن العثور عليه "يأتي في إطار الجهود الدفاعية والنوعية منذ انتهاء عملية الجرف الصامد"، في إشارة إلى الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في صيف العام 2014 والتي دامت 50 يوما وأسفرت عن مقتل أكثر من ألفين فلسطيني.

واتهم ادرعي حركة حماس ببناء النفق بهدف "ارتكاب اعتداءات إرهابية داخل الأراضي الإسرائيلية ضد السكان وقوات الأمن وخرق السيادة الاسرائيلية".

وأوردت الاذاعة الاسرائيلية العامة ان طول النفق يبلغ كيلومترين وامتد إلى داخل الأراضي الإسرائيلية لمسافة مئات الأمتار بعمق ثلاثين مترا.

ووفقا للإذاعة ، فان قوات الجيش عملت خلال الأيام الأخيرة على هدم النفق وتفجير أجزاء منه، فيما يعتقد لديها أنه حفر خلال الأشهر التي تلت الهجوم الإسرائيلي الأخير على القطاع.

ونقلت الإذاعة عن مصدر عسكري إسرائيلي قوله، ان اكتشاف النفق "يدل على الانجازات التكنولوجية التي أحرزها الجيش في هذا المجال إذ أن اكتشافه تم بواسطة هذه الانجازات إضافة إلى المعلومات الاستخباراتية".

وأضاف المصدر أن "هذه الوسائل التكنولوجية تعتبر انطلاقة في مجال اكتشاف الأنفاق".

واعتبر المصدر، أن الغرض من حفر النفق "كان هجوميا وربما للقيام باختطاف جنود من الجيش الإسرائيلي"، مشيرا إلى أن قوات الجيش تواصل الأعمال للعثور على أنفاق أخرى في محيط القطاع.

ووصف وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون اكتشاف النفق، بأنه "إنجاز عملياتي هام ونتيجة جهود كبيرة بذلتها إسرائيل في هذا المضمار خلال السنوات الأخيرة ".

وقال يعلون وفق ما نقلت عنه الإذاعة الإسرائيلية، إنه "ليس لدينا أي أوهام بالنسبة لنوايا حركة حماس قبل عملية الجرف الصامد وبعده وقد بذلنا جهودا جبارة تكنولوجية واستخباراتية وأخرى لاكتشاف الأنفاق".

وأضاف "أفلحنا في اكتشاف العديد منها ونواصل العمل الدؤوب لانجاز هذه المهمة".

وسبق أن أعلنت كتائب القسام، عن مقتل 14 من عناصرها منذ بداية العام الجاري جراء حوادث انهيار أنفاق أرضية تقيمها في مناطق مختلفة من قطاع غزة.

وكانت إسرائيل ركزت في هجومها العسكري الأخير على قطاع غزة الذي أطلقت عليه (الجرف الصامد) في شهري يوليو وأغسطس صيف عام 2014 على تدمير أنفاق أرضية تقيمها حماس من القطاع إلى داخل إسرائيل.

وقتل بحسب وسائل إعلام إسرائيلية أكثر من 60 جنديا إسرائيليا وأصيب عشرات آخرون في اشتباكات مع فصائل فلسطينية مسلحة من بينها كتائب القسام جرت أغلبها خلف خطوط الجيش عبر هجمات خاطفة بالخروج من الأنفاق.

وخلال الهجوم الإسرائيلي الأخير نشرت كتائب القسام شريط فيديو لمقاتليها وهم يقتحمون عبر نفق أرضي موقع (ناحل عوز) المحصن للجيش الإسرائيلي على أطراف شرق غزة وأسفر في حينه عن مقتل خمسة جنود إسرائيليين.

وسلط ذلك الضوء، بحسب مراقبين فلسطينيين، على تكتيكات جديدة لحماس في إدارة الصراع مع إسرائيل بحيث تضمن الأنفاق المحفورة في باطن الأرض تحقيق توازن ولو بالحد الأدنى في المواجهة.

وإلى جانب استخدامها في شن هجمات خاطفة ضد الجيش الإسرائيلي فإن للأنفاق الأرضية مجالات استخدام متعددة لدى الفصائل منها كمنصات لإطلاق القذائف الصاروخية وكمخازن للأسلحة.