بغداد 14 ابريل 2016 / اعتبر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أن ما حصل في البرلمان اليوم (الخميس) من خلافات وانقسامات "فوضى سياسية" وذلك بعد أن صوت نواب معتصمون لصالح اقالة رئيس البرلمان سليم الجبوري ونائبيه.
وحذر العبادي ، في كلمة وجهها الى الشعب العراقي عبر قناة ((العراقية)) المملوكة للدولة ، من تداعيات استمرار الخلافات على عمل الحكومة ، والعمليات العسكرية التي تخوضها القوات العراقية ضد تنظيم الدولة الاسلامية (داعش).
وصوت نواب معتصمون في مجلس النواب العراقي اليوم في وقت سابق من اليوم لصالح اقالة رئيسه سليم الجبوري ونائبيه.
وجاء هذا التطور بعد يومين من جلسة عقدها البرلمان للتصويت على التشكيلة الوزارية الجديدة التي قدمها العبادي، وانتهت دون نتيجة بعد مشادات كلامية وفوضى، دفعت الجبوري الى رفعها الى اليوم، لكنه لم يحضر بسبب غياب التوافق السياسي، فعقد النواب المعتصمون الجلسة واقالوه.
وقال العبادي في كلمته "بعد الحوار مع الكتل النيابية، ذهبنا باتجاه وثيقة وطنية للإصلاح كإحدى خيارات العمل المشترك مع مجلس النواب، وتم التوصل الى قائمة ثانية من الوزراء التكنوقراط وعرضناها مرة اخرى قبل يومين على اعضاء مجلس النواب".
وتابع "لكننا للأسف لاحظنا اختلافا وتقاطعا بين النواب على القائمة الاولى والثانية كذلك، وحصل انقسام في المجلس على امور اخرى لا تمت بصلة الى أصل الاصلاح والتعديل الوزاري المنشود، بل فوضى سياسية قد تؤدي الى عدم استقرار لاسمح الله ، وتقود العراق الى المجهول".
واضاف "ان الخلافات داخل مجلس النواب، وعدم التوافق على التعديل الوزاري، ادى الى تعطيله في الوقت الحاضر".
وحذر العبادي من "ان الاستمرار في ذلك قد يساهم في عرقلة عمل الحكومة، ويؤثر على العمليات العسكرية البطولية لتحرير مدننا وقرانا من احتلال داعش الارهابي واعادة النازحين الى مدنهم".
ودعا العبادي الجميع الى "التحلي بالصبر والحكمة واتاحة الفرصة للحوارات الجارية حتى لا تتعطل مسيرة الدولة".
وتعهد بالمضي في الاستمرار بالعمل الحكومي وحزم الاصلاحات الشاملة الاخرى وبإدارة الحرب وحماية أمن المواطنين لحين توفر "فرصة اخرى ملائمة" لدى البرلمان للتصويت في الايام المقبلة على التعديل الوزاري الذي طالب به.
وتابع العبادي "إن عملية الاصلاح والتغيير مستمرة، فاذا كان اعتراضهم (اعضاء البرلمان) على بعض الاسماء عذرا لعدم التصويت عليها، فالعراق مليء بالكفاءات والطاقات من الذين سيعملون على خدمة البلاد، وسنقدم البدلاء لكي نسقط الحجة ونحقق التغيير المنشود".
ورفض الجبوري اقالته وسط تشكيك في قانونية الجلسة.
وقال النائب هيثم الجبوري المتحدث باسم النواب المعتصمين إن "171 نائبا صوتوا على تكليف عدنان الجنابي لرئاسة البرلمان بشكل مؤقت".
وأضاف "أن النواب سلموا طلبا بإقالة الرئاسات الثلاث إلى الرئيس المؤقت للبرلمان موقعا من 174 نائبا"، مبينا ان الجنابي عرض إقالة رئيس البرلمان سليم الجبوري ونائبيه همام حمودي وارام شيخ محمد للتصويت "حيث تم التصويت بالأغلبية".
لكن النائب عن اتحاد القوى العراقية السني محمد الكربولي شكك في ذلك وقال في تصريح صحفي ان 131 نائبا فقط صوتوا على اقالة هيئة رئاسة البرلمان مؤكدا ان العدد "يفتقر الى النصاب المطلوب" للتصويت على الاقالة.
ويتطلب النصاب تصويت 165 نائبا من اصل 328 نائبا بالبرلمان العراقي، حسب الكربولي.
واعتبر الجبوري ما حصل اليوم فيه "اخطاء دستورية" داعيا البرلمان الى عقد جلسة يوم السبت المقبل.
وقال الجبوري "إن الاحداث التي شهدها مجلس النواب اليوم هي ممارسة قام بها بعض الزملاء النواب وشابها كثير من الاخطاء الدستورية".