مقالة خاصة: "هويدا ايهاب" مضيفة الطائرة المصرية المخطوفة.. إمرأة بقلب أسد

بقلم/ عماد الأزرق

القاهرة 30 مارس 2016 / عبر شاشات التلفاز جاءت صورة مضيفة الطائرة المصرية المختطفة وهي تقف على سلم الطائرة، بعد أن استقر بها المقام بمطار لارنكا القبرصي، تشرف على انزال الركاب على مراحل والتي وصفتها اجهزة الاعلام " بانها " امراة بقلب أسد" .

وفور انزال كل مجموعة، تعود مجددا إلى الطائرة، تنتظر جولة أخرى من التفاوض بين السلطات القبرصية والخاطف، لطمأنة بقية الركاب والتهدئة من روعهم.

تقول هويدا ايهاب مضيفة الطائرة، عقب وصولها مطار القاهرة "جوهر عملنا هو المسئولية عن توصيل ركاب الطائرة إلى وجهتهم بسلام وأمان"

واضافت هويدا إيهاب لوكالة أنباء (شينخوا)، "لا يستطيع أحد منا أن يتخلى عن مسئولياته الحقيقية أو أن يترك الطائرة تحت أي ظرف من الظروف قبل الانتهاء من اداء المهمة".

وتعترف بأن التجربة التي مرت بها خلال اختطاف الطائرة كانت عنيفة، ولكنها وزملائها حافظوا على ثباتهم الانفعالي، لضمان انتهاء الأزمة بسلام، والحفاظ على أرواح الركاب.

تعتذر المضيفة عن الاسترسال في الحديث لشعورها باجهاد وضغط نفسي شديدين.

زملاء هويدا ايهاب احاطوا بها ليبادلونها القبلات والعناق ولتهنئتها على سلامة الوصول، والثناء على أدائها هي وزملائها من أعضاء طاقم الطائرة، مصطحبين أياها إلى خارج المطار.

وقبل ساعات من وصولها، وقف زوجها ياسر عماد دبورة مهندس كمبيوتر، بانتظارها بالصالة الموسمية المخصصة لاستقبال الطائرة التي اقلتهم من قبرص للقاهرة.

علامات القلق والتوتر الشديدين بديا على وجهه، رغم محاولته التغلب علي ذلك من خلال اصطناع ابتسامه قصيرة جدا.

حاول دبورة أن يخرج من حالة الشرود التي اصابته، عندما سألته وكالة أنباء (شينخوا) عن تفاصيل اليوم، قبل أن تقلع الطائرة من مطار الاسكندرية وحتى اللحظة التي يقف فيها منتظرا عودة زوجته من قبرص.

وقال دبورة "استيقظت مبكرا على اتصال هاتفي من زوجتي قبل اقلاعها من مطار الاسكندرية، حتى أستعد لايقاظ ابننا وتجهيزه والذهاب به إلى المدرسة". يقول زوج المضيفة هويدا ايهاب.

ويضيف دبورة، "على غير عادتها كررت زوجتى توصيتها بالاعتناء بابني بشكل غير مسبوق، وتعهدت لها بذلك، ولكنني اخبرتها أني سأتأخر عليها بعض الوقت لحين الذهاب به للمدرسة والعودة لمطار القاهرة لاصطحابها بالسيارة وطلبت منها أن تنتظرني حتى أتي اليها".

يصمت مهندس الكمبيوتر زوج المضيفة ملتقطا بعد الانفاس، ومغالبا بعض مشاعر حزن اكتست على وجهه، مستعيدا تلك اللحظات، قائلا أنه "بعد وصوله للمطار حاول الاتصال بها أكثر من مرة ولكن الموبايل كان غير متاح أو مغلق".

ويستطرد قائلا أن الأمر أصابه بالدهشة، وكرر المحاولة أكثر من مرة دون جدوى، فانتظر بعض الوقت حتى تتصل عليه، ولكن عندما جاءه الاتصال جاءه صوتها عبر رقم دولي، ما أصابه بالدهشة التي سرعان ما تحولت إلى صدمة فور معرفته بتفاصيل ماتعرضت له.

وأضاف المهندس ياسر دبورة، أنه منذ تلك اللحظة ولم يغادر المطار، ويقف في انتظارها، ورغم أنها طمأنته إلا أن مشاعر القلق والخوف تمزقه.

وأوضح أن زوجته أخبرته، بأنهم منذ البداية وهم يتشككون في تصرفات الراكب، وكانوا يعتقدون أنه ربما يكون سكران، غير أن طاقم الأمن استبعد ذلك.

ونقل عنها أيضا أن الحزام الناسف الذي كان يرتديه الخاطف كانت تبدو منه بعض الاسلاك وهو ما منع أفراد الأمن من الاقتراب منه خشية الانفجار، والعمل على تهدئته حتى تهبط الطائرة على الأرض، وهو ماقد كان.

واختطفت الطائرة المصرية خلال رحلة داخلية بين الاسكندرية والقاهرة من قبل مصري هدد طاقمها بحزام ناسف "زائف" قبل انهاء الأزمة بسلام بعد توقيف الخاطف والافراج عن كافة الركاب في مطار لارنكا في قبرص.

وبحسب وسائل اعلام محلية، فإن خاطف الطائرة رجل يبلغ من العمر (58 عاما) ويدعى سيف الدين مصطفى، مؤكدة ان لديه "تاريخ اجرامي" يتمثل في قضايا تزوير ومخدرات وسرقة وانتحال شخصية.