رام الله/غزة 11 مارس 2016/ أغلق الجيش الإسرائيلي اليوم (الجمعة) مقر مكتب فضائية (فلسطين اليوم) في الضفة الغربية واعتقل ثلاثة من صحفييها، وسط تنديد فلسطيني.
وقالت مصادر فلسطينية لوكالة أنباء ((شينخوا)) اليوم إن قوات من الجيش الإسرائيلي داهمت مكتب الفضائية في مدينة البيرة وحاصرته قبل أن تصادر أجهزة البث والمونتاج والتصوير من داخله وتعلن إغلاق القناة بأمر عسكري.
وتابعت أن هذه القوات اعتقلت اثنين من الصحفيين العاملين داخل مكتب الفضائية، هما المصور الصحفي محمد عمرو، وفني البث شبيب شبيب.
كما اعتقلت مدير القناة في الضفة الغربية الصحفي فاروق عليات، بعد مداهمة منزله في بلدة بيرزيت.
وأضافت المصادر أن القوات اقتحمت كذلك مقر شركة (ترانس ميديا) للخدمات التلفزيونية في مدينة البيرة وصادرت معداتها، علما أن الشركة تقدم خدمات لفضائيات فلسطينية، منها (فلسطين اليوم).
وبرر الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي الخطوة، بأن الفضائية "جزء لا يتجزأ من حركة الجهاد الإسلامي وتعتبر جمعية غير قانونية".
وقال أدرعي في بيان صحفي إنه "تم إصدار أمر بإغلاق المحطة نظرا للمواد التحريضية التي أذيعت على منبرها، بالإضافة إلى اعتقال صاحب المحطة الذي يسكن في بيرزيت".
وتعقيبا على اغلاق الفضائية الفلسطينية، قال الناطق باسم الحكومة الفلسطينية يوسف المحمود، إن استهداف قناة "فلسطين اليوم" يأتي "ضمن سياسة الاحتلال العدوانية المستمرة تجاه الاعلام الفلسطيني".
وأضاف المحمود في بيان صحفي تلقت (شينخوا) نسخة منه، أن "هذا العدوان له تاريخ أسود امتد على مدى عشرات السنين، وطال الصحفيين والكتاب الفلسطينيين وصحفيين عالميين تعاملوا بصدق مع القضية الفلسطينية".
واتهم الناطق باسم الحكومة إسرائيل "بممارسة التحريض الذي تصاعد في الأسابيع الأخيرة ضد الإعلام الرسمي الفلسطيني وعلى راْسه الإذاعة والتلفزيون".
كما استنكرت نقابة الصحفيين الفلسطينيين الإجراء الإسرائيلي بحق فضائية (فلسطين اليوم)، واعتبرت أنه يستهدف "إسكات الإعلام الوطني للاستفراد بالشعب الفلسطيني بعيدا عن نظر وسمع العالم".
وفي الإطار اعتبرت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيسة دائرة الثقافة والإعلام فيها حنان عشراوي، أن "اجتياح مناطق السلطة الوطنية والاعتداء على سيادتها ومؤسساتها الإعلامية بمثابة تعد سافر على الحقوق الأساسية للإنسان الفلسطيني، وانتهاك للأعرف والقوانين الدولية والإنسانية التي كفلت حرية الرأي و التعبير".
وشددت عشراوي على أن هذا الممارسات "تأتي ضمن حملة ممنهجة تقودها حكومة التطرف الإسرائيلية لإسكات الصوت الفلسطيني وعزله عن العالم للتغطية على جرائمها وخروقاتها المتواصلة المخالفة والمتعمدة للقانون الدولي".
بدوره، اعتبر الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين إغلاق مكتب فضائية (فلسطين اليوم) واعتقال ثلاثة من صحفييها "مؤشر لاستباحة الاحتلال الإسرائيلي التي لا تتوقف".
وكان المجلس الوزاري المصغر للحكومة الإسرائيلية قرر إغلاق المحطات الإذاعية الفلسطينية التي تحرض على الإرهاب وسحب تصاريح العمل والتجارة من أقرباء فلسطينيين نفذوا عمليات وتسريع الإجراءات لهدم منازلهم، بحسب ما ذكرت الإذاعة الإسرائيلية العامة .
وأضافت الإذاعة أنه "سيتم تعديل القوانين المعنية بغية تشديد العقوبات التي سيتعرض لها كل من يقوم بنقل المقيمين في البلاد خلافا للقانون او يوفر لهم المبيت".
ونقلت الإذاعة عن مصدر أمني قوله "أن هناك اتجاها نحو التصعيد في طابع الاعتداءات، بما في ذلك زيادة استخدام الأسلحة النارية"، لافتا إلى "أن قوات الأمن الإسرائيلية تعمل جاهدة على اكتشاف الورشات المحلية لإنتاج الأسلحة في الضفة الغربية".
وفي غزة، تظاهر عشرات الصحفيين ونشطاء حقوقيون بدعوة من التجمع الصحفي الفلسطيني قبالة مكتب فضائية (فلسطين اليوم) في القطاع تنديدا بإغلاق مكتبها في الضفة الغربية.
ورفع المشاركون في المظاهرة لافتات كتب عليها "لا لإغلاق قناة فلسطين اليوم")، و"بطشكم لن يوفقنا ومستمرون رغم الملاحقة والإعتقال".
وقال توفيق السيد سليم رئيس التجمع الإعلامي الصحفي خلال الوقفة إن "الجريمة ليست بحق مكتب فلسطين اليوم فقط بل بحق المؤسسات الإعلامية الفلسطينية التي تنحاز إلى جانب الشعب الفلسطيني ومقاومته".
وأضاف سليم أن صوت (فلسطين اليوم) "لن يخفو وصورتها لن تسقط وستظل التغطية مستمرة"، مشيرا إلى أن الاستهداف ما كان ليتم لولا إدراك الاحتلال للدور الفاعل الذي تلعبه القناة في حشد الجماهير خلف خيار المقاومة.
ودعا سليم الاتحاد الدولي للصحفيين واتحاد الصحفيين العرب إلى حماية الصحفيين الفلسطينيين ووقف التوغل الإسرائيلي بحقهم.
بدوره، قال مسؤول المكتب الإعلامي لحركة الجهاد الإسلامي داوود شهاب خلال المظاهرة، إن "الإعلام الحر والمقاوم سيستمر في أداء مهامه ورسالته وسيستمر في فضح ممارسات وجرائم الاحتلال".
وأضاف شهاب أن فضائية (فلسطين اليوم) "انحازت إلى العدل والحق وستستمر رغم إرهاب الاحتلال"، لافتا إلى أن هذا "المسلسل من العدوان والإرهاب الذي يستهدف الشعب الفلسطيني في الأزقة والحواجز بالقتل والاستهداف والإعدام الميداني يطال كذلك مؤسسات الصحافة لإخماد صوت الانتفاضة".
من جهته، قال جميل مزهر عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية في كلمة له عن القوى الوطنية والإسلامية خلال المظاهرة، إن "جريمة الاحتلال بحق قناة (فلسطين اليوم) محاولة بائسة من قبل العدو المجرم لإسكات الحقيقة".
وأكد مزهر أن "كل هذه المحاولات من قبل الاحتلال الإسرائيلي لن تنجح وسيستمر صوت الحقيقة والانتفاضة حتى رحيل الاحتلال المجرم".
واعتبر مزهر أن "هذا الانتهاك يمثل "خرقا فاضحا للمواثيق والقوانين الدولية، وعلى المجتمع الدولي والاتحاد الدولي للصحفيين التحرك لإدانة هذه الجريمة والعمل الجاد من أجل محاكمة حكومة الاحتلال الفاشية على كل الجرائم التي ترتكب بحق الشعب والإعلاميين".
وسبق أن أغلق الجيش الإسرائيلي ثلاث إذاعات محلية في الخليل في جنوب الضفة الغربية في أكتوبر ونوفمبر الماضيين بعد أن صادر أجهزة البث من داخلها وذلك بدعوى ممارسة التحريض.
وتتواصل موجة توتر بين الفلسطينيين وإسرائيل منذ الأول من أكتوبر الماضي أدت إلى مقتل 191 فلسطينيا من الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، و34 إسرائيليا، بحسب إحصائيات رسمية.